البث المباشر

شرح فقرة: "وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم" حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول معنى الصلاة على محمد وآله

السبت 20 إبريل 2019 - 08:43 بتوقيت طهران

الحلقة 104

لا نزال نحدثك مستمعي الكريم عن الزيارة المعروفة باسم الجامعة الكبيرة وهي خاصة بزيارة الائمة عليهم السلام وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا الى مقطع يقول: (خلقكم الله انواراً) ثم يقول: (وجعل صلواتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارة لانفسنا)، ان هذا المقطع الذاهب الى ان الله تعالى جعل صلواتنا على الائمة عليهم السلام مضافاً الى ما يواكب او يسبق ذلك من تخصيصنا بولايتهم عليهم السلام، هذا المقطع الذاهب الى ان الولاية والصلوات على الائمة عليهم السلام هما طيب لخلقنا وطهارة لانفسنا، انما يتناول ظواهر عقائدية تمس الصميم من الممارسة العبادية او الخلافية التي اوكلها الله تعالى الينا، بمعنى ان عدم ولاية الائمة عليهم السلام وعدم الصلوات عليهم، لا قيمة له البتة في كيان الشخصية المنتسبة الى الاسلام، وسوف نتبين دقائق هذه الخصيصة عندما نتابع فقرات الزيارة الا اننا في هذا المقطع او هذه الجزيئة منه ونعني بها الاشارة الى الولاية والى الصلوات ينبغي ان نقف عندها لالقاء الاضاءة عليها ولكن بعد التعرف على معنى الصلاة على محمد وآله من خلال هذا الاتصال الهاتفي الذي اجراه زميلنا مع الشيخ باقر الصادقي نستمع معاً..

*******

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا اهلاً بكم وبسماحة الشيخ الصادقي، سماحة الشيخ فيما يرتبط بالصلاة على محمد وآل محمد من قبل المؤمنين يعني المؤمن عندما يصلي على محمد وآل محمد ما المقصود والمراد من هذه الصلوات؟
الشيخ باقر الصادقي: طبعاً بلا شك من باب المقدمة ان الصلاة من الله عز وجل بلا شك هي ارسال الرحمة والصلاة من الملائكة هي طلب الرحمة ومن المؤمنين هو في الحقيقة دعاء لمن يصلي عليه كما ورد في رواية عن الامام الصادق عليه السلام قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه وصلاة الملائكة ومدحهم له وصلاة الناس دعائهم له، والتصديق والاقرار بفضله يعني فاذن صلاة الناس هي دعاء في الحقيقة ونوع من التصديق والاقرار بفضل النبي صلى الله عليه وآله.
المحاور: سماحة الشيخ هذا الاقرار وهذا التصديق وهذا الدعاء عموماً فائدته لمن للعبد المصلي على محمد وآل محمد؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك هي اول شيء للعبد بلا ان لها اثار كثيرة ولعلنا نشير في حلقة اخرى عن آثار الصلاة على النبي وآله لكن بلا شك النتفع بالدرجة الاولى هو العبد لماذا لان النبي وآل النبي الله عز وجل وصلهم الى الكمال اللائق بهم، وهم في الحقيقة اذا كان عندنا خير فهو من بركتهم في الحقيقة ان ذكر الخير كنتم اوله واصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ينقل عن العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان انه سئل عن هذه المسألة والناقل هو آية الله احد تلاميذ الشيخ جواد الآملي عن انه هذه الصلاة هل ينتفع بها لانبي او نحن ننتفع فضرب لهم العلامة مثلاً قال كالذي عنده بستان يعني رجل مالك بستان وجعل مزارعاً في ذلك البستان في يوم من الايام صاحب البستان اقبل ليتفقد البستان فقام هذا المزارع واقتطف وردة جميلة وقدمها الى صاحب البستان عند دخوله للبستان في الحقيقة هو لم يقدم شيئاً من ملكه لانه هذا البستان لصاحب البستان وهذا التقديم نوع يزيده وجاهة وشرف ومحبة ويرسل عناياته بالنسبة لصاحب البستان الى هذا المزارع، هكذا نحن في الحقيقة من ناحية الخيرات من ناحية الامور الهداية كل هذه ببركة النبي صلى الله عليه وآله واهل البيت عليهم السلام، فنحن حينما نصلي في الحقيقة هي في الحقيقة شيء من بركتهم، لكن نحن ننتفع بالدرجة الاولى عنايات اهل البيت لنا توجههم دعائهم لنا هكذا.
المحاور: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً. احباءنا رزقنا الله واياكم المزيد من الصلاة على محمد وآل محمد وتعمق محبتهم في القلوب تفضلوا مشكورين بمتابعة هذه الحلقة من البرناج امناء الرحمان.

*******

نتابع ـ مستمعينا الاعزاء تقديم هذه الحلقة من برنامج امناء الرحمان من اذاعة طهران بالاشارة الى ما ورد عن النبي(ص) ما معناه لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء، ويقصد بالبتراء تلك الصلوات التي ينطق بها البعض مقتصرة على عبارة (اللهم صل على محمد) دون ان يردفها بعبارة (وآله)، ومن الواضح ان عدم الصلوات على آل محمد هو مخالفة صريحة وواضحة لما يقرره القرآن الكريم والنبي محمد(ص) حيث ان النبي(ص) نفسه امر المسلمين بالا يصلوا عليه وحده، كما ان القرآن الكريم في اشارته الى الله تعالى والنبي(ص) واولي الامر عليهم السلام يحدد لنا معالم عقيدتنا الصائبة، من هنا جاءت العبارة الاولى من مقطع الزيارة وهي القائلة(وجعل صلواتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم، طيباً لخلقنا)، مما سنحدثكم عنه فيما بعد ان شاء الله تعالى، ولكن ما نستهدفه الان هو الاشارة الى الصلوات على الائمة عليهم السلام وما تنطوي عليه من المعطيات التي سنتحدث عنها ان شاء الله تعالى ونكرر هنا بان اهمية الصلوات على الائمة عليهم السلام بلغت درجتها القصوى حينما امر النبي(ص) بالا يصلوا البتراء، أي الصلاة عليه فحسب دون ان نردفها بالصلاة على آله.
ونتجه الى الفقرة الثانية من المقطع وهي عبارة: (وما خصنا به من ولايتكم)، هذه الفقرة في الواقع هي الحد الفاصل بين الايمان الصحيح وعدمه، انها (الولاية) التي امرنا الله تعالى بها وامرنا النبي(ص) بها، أليس النبي(ص) هو القائل او الآمر بالتمسك بالثقلين كتاب الله تعالى وعترته عليهم السلام؟ الا يعني هذا ان من لا يتمسك بآل النبي(ص) لا ايمان له، لانه بوضوح يخالف ما امر رسول الله(ص) به؟
اذن عندما تشير العبارة الواردة من الزيارة بان الله تعالى خصنا نحن الطائفة المتمسكة بالعترة الطاهرة بولايتهم عليهم السلام انما يؤكد حقيقة شرعية عقائدية لا يتم ايمان الرجل الا بها.
هنا يحسن بنا ان نذكر بان عبارة (وما خصنا به من ولايتكم)، ينبغي الا يمر القارئ لها عابراً بل عليه ان يتساءل لماذا من ينتسب الى الاسلام لا يخصه الله تعالى بولاية الائمة عليهم السلام الا الخاصة؟ انه لمن المؤسف ان نجد طوائف تنتسب الى الاسلام ولكنها تجهل او تجحد الولاية المشاراليها، والمهم هو ان نشير بعد ذلك الى المعطيات المترتبة على الولاية المذكورة من (من تزكية لنا وكفارة لذنوبنا).
ختاماً يجدر بنا ان نضع في الاعتبار دوماً بان الولاية لائمتنا عليهم السلام انما هي ولاية للرسول(ص) ولله تعالى لانهما هما اللذان امرانا بذلك كما هو صريح النصوص القرآنية والحديثية.
من هنا نتوسل بالله تعالى وبالنبي(ص) بان نوفق الى الالتزام بسيرة الائمة عليهم السلام ونذكر في الان ذاته من يغفل عن الحقيقة المتقدمة بضرورة الانتباه على هذه الحقيقة العقائدية.
اخيراً نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه ولي التوفيق.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة