البث المباشر

آثار موالاة الائمة وعواقب معاداتهم حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول ادلة وجوب موالاة ائمة اهل البيت(ع) والبراءة من اعدائهم شرح فقرة: "سعد من والاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم"

السبت 20 إبريل 2019 - 08:27 بتوقيت طهران

الحلقة 93

نحن الان مع زيارة الجامعة او الزيارة الجامعة او الجامعة الكبيرة حيث خصصت لزيارة الائمة عليهم السلام وقد حدثناك مستمعنا الكريم عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا من ذلك الى مقطع يقول: (سعد من والاكم، وهلك من عاداكم)، لقد حدثناك عن هذه الفقرة من الزيارة ـ في لقاء سابق ـ وقلنا ان الموالاة وما يقابلها من المعاداة تجسداً مضافاً الى حقيقة الموقف سلوكاً صحياً وقلنا ان علماء النفس طالما يشيرون الى ان الشخصية السوية هي من تمتلك حباً للآخر ولكن الاخر هو ما يخضع الى تحديد خاص هو ان يكون الاخر موضعاً لتمرير النزعة الانسانية حياله لذلك فان الاستشهاد بالله تعالى من جانب بصفته يجسد الرحمة بلا حدود ثم ما هو الضد او المضاد له وهو الشيطان بصفته يجسد الشرور وذلك بصريح عبارته القائلة بانه يغوي الاخرين ان هذه الحقيقة التي استشهدنا بها عرضاً نهدف من الاستشهاد بها الى لفت الانتباه على شخصيات الائمة عليهم السلام حيث ذكرت الزيارة ان من والاهم يسعد ومن عاداهم يهلك وها نحن نحدثك عن الموالاة والمعاداة وصلتها بالائمة عليهم السلام ولكن بعد ان نتعرف من ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي على نظرة اجمالية على ادلة وجوب موالاتهم عليهم السلام والبراءة من اعدائهم وذلك في الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه زميلنا:
المحاور: سماحة الشيخ حبذا لو تعطونا في هذه الحلقة نظرة اجمالية الى ادلة وجود الموالاة لاهل البيت عليهم السلام والبراءة من اعدائهم؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، من اهم الادلة على ذلك القرآن الكريم كما في سورة الشورى قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى فهذه في الحقيقة اشارت الى مودة ومحبة آل البيت عليهم السلام حتى ان الامام الشافعي وهو امام احد ائمة المذاهب الاربعة قال يا آل بيت رسول الله حبكموا فرض من الله في القرآن انزله كفاكم من عظيم الشأن انكموا من لم يصلي عليكم لا صلاة له، وهكذا من علماء العامة بن العربي عند هذين البيتين من الشعر: 

رأيت ولائي آل طه فريضة

على رغم اهل البعد يورثني القربى

فما طلب المبعوث اجراً على

الهدى بتليغه الا المودة في القربى

المحاور: يعني هنا فهم المودة على انها تعني الموالاة؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم الموالاة للامام لاهل البيت عليهم السلام لانه لا يخفى على السامع الكريم ان معرفة الامام لوحدها لا تجدي نفعاً ولا تحقق الاماني والآمال المعقودة عليه الا اذا اقترنت بولائي والسير على هداه، ومتى تجردة المعرفة من ذلك غدت هزيلة جوفاء يعني لابد من المودة والولاء ذلك ان الامام هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وحامل لواء الاسلام ورائد المسلمين نحو المثل الاسلامية العليا يبين لهم حقائق الشريعة ويجلوا احكامها ويصونها من كيد الملحدين ودسهم ويعمل جاهداً في حماية المسلمين ونصرهم واسعادهم مادياً وروحياً من ديناً ودنياً من اجل ذلك كان التخلف عن موالاة الامام والاهتداء به مدعاة للزيغ والظلال والانحراف. 
المحاور: وهذه اوضحت وجوب اي عمل بالنسبة للانسان، طيب سماحة الشيخ الشطر الآخر يعني البراءة من اعدائهم؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم في الحقيقة نحن تعرضنا في حلقة سابقة اذا تذكرون ان الولاء لابد ان يكون الى جنبه البراءة والبراءة مقدمة على الولاء يعني في كلمة التوحيد وهي لا اله الا الله اول شيء الرفض بعدين الاثبات فالبراءة في الحقيقة شيء مهم لانه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يعني لا يصح للانسان ان يوالي اولياء الله وكذلك يوالي اعداء الله، هذا غير ممكن خلاف الايمان الصادق والصحيح ولذلك التخلف عن اهل البيت وعدم الالتحاق بهم وعدم اللزوم بهم في الحقيقة مدعاة الى الضلال والشقاء وهكذا يعني موالاة اعداء اهل البيت يقودنا الى الانحراف قال الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله: انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى فلذلك نلاحظ هناك تأكيد في كثير من الزيارات يعني زيارات الائمة زيارة الامام الحسين من زيارة الجامعة الكبيرة التي نحن بصددها هناك تأكيد على البراءة يعني هناك رواية هذه الرواية مروية عن الامام الصادق عليه السلام قيل للصادق ان فلان يواليكم الا انه يضعف عن البراءة من عدوكم فقال: هيهات كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من عدونا كذب من ادعى ولايتنا ولم يتبرأ من اعداءنا.

*******

نعود معكم وبرنامج امناء الرحمان، ان الائمة عليهم السلام خلفاء الرسول(ص) والرسول كما ذكر الله تعالى ارسله تعالى رحمة للعالمين لذلك فان الرحمة تظل هي المتجسدة في شخصياتهم لانها امتداد لشخصية الرسول(ص) ومن هنا فان المحبة لهم او موالاتهم تقتاد الشخصية الى السعادة ومعاداتهم تقتادها الى الهلاك كما ورد في الزيارة الجامعة ونذكرك الان بما قلناه في لقاء سابق ان الشخصية السوية هي الصادرة في سلوكها عن نزوع خير او انساني والشخصية المريضة هي الصادرة في سلوكها عن نزوع عدواني وبما ان الائمة عليهم السلام هم التجسيد لما هو رحمة حينئذ فان موالاتهم تعتبر محطة للشخصية المسالمة ومعاداتهم تعتبر محطاً للشخصية العدوانية وهذا ينسحب في النهاية على موقف الشخصية من الائمة عليهم السلام موالاة او معاداة بما يترتب على ذلك من حيث المصائر الدنيوية والاخروية بخاصة سعادة الشخصية او هلاكها.
نتجه بعد ذلك الى الفقرة الثانية من المقطع وهي (وخاب من جحدكم وضل من فارقكم) والسؤال الان هو ماذا نستخلص اونستلهم من الدلالات المرتبطة بمفهوم الخيبة والضلال والجحد والفراق أي ما هي المعاني التي يفرزها مصطلح خاب من جحدكم أي ما هي الخيبة وما هو الجحد؟ ثم ما هي المعاني التي يفرزها مصطلح وضل من فارقكم أي ما هو الضلال وما هو الفراق؟ ثم ما الفارق بين خاب وضل ثم ما هو الفارق بين الجحد وبين المفارقة او الفراق كما ورد في قوله(ع) وضل من فارقكم؟ ان قارئ الزيارة نرجو الا يمل من تذكيره بهذه الحقائق اللغوية أي البحث عن الفروق بين العبادات المذكورة وذلك لان قارئ الزيارة وهو يتحدث مع الامام(ع) لابد ان يعرف دلالة الكلمات التي ينطق بها ويخاطب بها المعصوم(ع).
من هنا نبدأ لنبين الفوارق بين العبارات المتقدمة واولاها هي الفارق او المقصود من عبارة خاب وعبارة ضل ثم الفارق بين عبارةمن جحدكم وعبارة من فارقكم.
من الواضح ان عبارة خاب تعني الاحباط أي عدم تحقيق الاشباع لحاجات الانسان كالعطشان مثلاً حينما يخفق في الحصول على ماء يشربه واما عبارة ضل فتعني التيه يعني كمن يمشي في الصحراء فيتيه فيهما دون وصوله الى الجهة المقصودة.
والسؤال الان في ضوء هذه الدلالات ماذا نستلهم من عبارة خاب من جحدكم وضل من فارقكم؟ نعتقد ان الاجابة عن السؤال المتقدم تتطلب تفصيلات لا يسمح بها اللقاء الحالي لذلك نؤجل الحديث عنها الى لقاء لاحق ان شاء الله تعالى. ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى معرفة الائمة عليهم السلام انه ولي التوفيق.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة