البث المباشر

معنى كونهم (عليهم السلام) الرحمة الموصولة والآية المخزونة والامانة المحفوظة حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول اهل البيت(ع) هم رحمة الله الكبرى للعالمين

السبت 20 إبريل 2019 - 08:17 بتوقيت طهران

الحلقة 88

لا نزال مع زيارة الجامعة وهي التي الزيارة التي يطلق عليها اسم الجامعة الكبيرة تمييزاً لها عن مجموعة الزيارات الخاصة بالائمة عليهم السلام، الزيارة التي نحدثك عنها مستمعي الكريم تتميز ببلاغة خاصة حيث طلب احد اصحاب الامام علي الهادي سلام الله عليه ان ينشئ له كلاماً بليغاً في هذا الميدان فانشأ له الزيارة المشار اليها وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها ونحدثك الان عن فقرات جديدة من احد مقاطعها البادئ بقوله سلام الله عليه انتم الصراط الاقوم، الى ان يقول والرحمة الموصولة والآية المخزونة والامانة المحفوظة ان هذه الفقرات الثلاث تنطوي على موضوع متجانس في دلالاته مقرون بنكات تجدر الاشارة اليها حيث تتحدث عن الرحمة والآية والامانة وهي تعبيرات او ظواهر من العطاءات المتنوعة التي تسم سلوك الائمة عليهم السلام او يفرزها سلوك من حيث انعكاسها على الاخرين، اذاً لنتحدث عنها ولكن بعد ان نتعرف عن معنى كونهم سلام الله عليهم رحمة الله الكبرى للعالمين وهذا ما يتطرق له ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في هذا اللقاء الهاتفي الذي اجراه الحاج عباس باقري لنستمع:
المحاور: سماحة الشيخ وردت النصوص الشريفة وفي القرآن الكريم بالنسبة للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وصف كون النبي الاكرم صلى الله عليه وآله هو الرحمة للعالمين واهل بيته ايضاً عليهم السلام في نصوص الاحاديث الشريفة هم رحمة الله الكبرى للعالمين ما المقصود بهذه الاوصاف للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته تفضل؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، بلا شك المصدر الاول هو القرآن الكريم والقرآن صرح في اكثر من آية بانه رحمة وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وهكذا في النصوص عنه(ص) انه قال انما انا رحمة مهداة اذا تأملنا في هذه الرحمة نجدها متجسدة في وجود النبي وفي اهل بيته الطاهرين، اما بالنسبة للنبي(ص) فمعلوم حينما جاء بهذا الدين الحنيف في هذه الشريعة جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء هذه الشريعة التي ببركتها اخرجنا الله وانقذنا الله من شفا جرف الهلكات ومن النار وكذلك لو تأملنا في خلق النبي في مواصفات النبي فنجد فيه الرحمة فيه بشكل واضح رحمته باصحابه رحمته باهل بيته رحمته حتى باعدائه الذين قاتلوه والذين حاربوه صناديد قريش آذوه في بداية الدعوة وسالت الدماء على وجه الشريف وهبط جبرئيل عليه السلام من قبل الله قال تأمرني ان اخسف بهم الارض فكان في الحقيقة دعائه لقومه قال «اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون» يعني في يوم القيامة تصرح بعض النصوص انه جميع الانبياء يقولون نفسي نفسي الا النبي الاكرم(ص) يقول اللهم سلم امتي فهذا في الحقيقة في كل وجود النبي في كل تعاليم النبي في كل اخلاق النبي نجد الرحمة واضحة جلية يعني هذه البهائم والطيور انما جاء بهذا التشريع في الحقيقة نجد انه لم يغفل التشريع حتى عن الرحمة بهذه الحيوانات وحسب المقولة التي تقول ارحم من في الارض يرحمك من في السماء، ارحم ترحم، وهكذا بالنسبة للائمة الطاهرين الذين هم الامتداد الطبيعي لرسول الله(ص) كانوا يجسدوا الرحمة الواضحة ولذلك ورد في الزيارة الجامعة لمخاطبتنا لاهل البيت والرحمة الموصولة يعني هذه الرحمة ليس لها انقطاع.
المحاور: سماحة الشيخ هل يمكن ان يفهم بانها ايضاً ذات مراتب يعني كلما استعد الانسان او المؤمن لمرتبة اعلى من الرحمة الالهية المارة عبر النبي الاكرم(ص) واهل بيته تدفقت عليه هذه الرحمة واحاطته بمرتبة اعلى؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك لانه لابد من استعداد للطرف المقابل ان هذه القلوب اوعية فخيرها اوعاها فاذا كان الوعاء مستعد لاستقبال هذه الرحمة الالهية بلا شك لذلك نلاحظ اكبر نصيب لاستقبال الرحمة الالهية لمحمد وآل محمد(ص) لقلوبهم السليمة الصافية والتي مستعدة هي في الحقيقة لاستقبال هذه الرحمة ولذلك في ليلة الجمعة من جملة الاذكار يستحب (يا دائم الفضل على البرية يا باسط اليدين بالعطية) يعني الفيض الالهي ليس له انقطاع الرحمة الالهية ليس لها انقطاع فلذلك انه كلما كان الوعاء مستعد بلا شك سيكون له نصيب من الرحمة الالهية اكثر وهذه الرحمة من خلال اسباب ومسببات ابى الله الى ان تجري الامور باسبابها فكان السبب الطبيعي لنزول هذه الرحمة الله سبحانه وتعالى ومحمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين. 

*******

نعود معكم احبتنا وبرنامج امناء الرحمان الظاهر الاولى المتقدمة لو قدر ان نتدبرها جيداً لامكنكم مستمعي الكريم ان تستخلص منها مدى العطاءات الضخمة التي نتملاها من الائمة عليهم السلام وتكفي ملاحظة لمفهوم الرحمة المتواصلة حيث ان هذه العبارة وهي الرحمة من جانب وكونها موصولة من الجانب الاخر هذه الرحمة الموصولة تعني ان الله سبحانه وتعالى عندما انتخب هؤلاء الائمة عليهم السلام أئمة للناس انما واكب امامتهم عطاء غير مجذوذ يظل متسماً بالاستمرارية سواء اكان ذلك في حياتهم او بعدها سواء كان ذلك خاصاً بدار الدنيا او دار الاخرة ان القارئ لهذه العبارة اي الرحمة الموصولة يستخلص منها دلالة هي ان عطائهم غير منقطع او يستخلص منها ان عطاءهم سلام الله عليهم موصول من الله سبحانه وتعالى الى الخلق وفي الحالين فان عطاءهم او رحمتهم تنسحب على مصائرنا في الدنيا والاخرة.
ونتجه الى العبارة الثانية وهي الآية المخزونة فماذا نستخلص منها، ان الآية مصطلح تتنوع دلالاتها منها انها العلامة ومنها انها الحجة وعندما تصفها الزيارة بانها مخزونة فهذا يعني ان المعرفة الحقة لقيمة هذه العلامة او الحجة ليست مما ألفه الخلق من حيث التعرف على حجمها بقدر ما هي مخزونة في علم الله تعالى وبعض الخواص من المؤمنين وفي هذا النطاق ورد عن لسان احدهم سلام الله عليهم بان الآية التي لا تكبرها آية سواها وهو امر يبعث على الدهشة من حيث الموقع العبادي الذي احتله الائمة عليهم السلام.
بعد ذلك نتجه الى العبارة الثالثة وهي الامانة المحفوظة فماذا نستخلص منها؟ ولعل هذه العبارة تحفل بدلالات متنوعة محفوفة بشيء من الغموض او الشفافية الغامضة وذلك بسبب كونها عبارة يتداعى الذهن من خلالها الى مفهوم الامانة الواردة في القرآن الكريم اي ما عرض الله سبحانه وتعالى من الامانة فاضطلع بها هؤلاء سلام الله عليهم وادوها بالنحو المطلوب واصبحوا معصومين من خلال تأديتهم الحقة لمفهوم الامانة، وثمة تداع ذهنيٌّ ينصرف اليه الذهن بالنسبة الى مصطلح الامانة الا وهو الامانة المتمثلة في امامتهم عليهم السلام وهذا ما ورد على لسان الائمة عليهم السلام انفسهم حينما اشاروا الى ان الله سبحانه وتعالى قد امر الائمة سلام الله عليهم ان يدفع كل واحد منهم الامامة الى من بعده وهي امانة لفضية ومادية ومعنوية كوصية والعلم والكتب وسواها من المواريث التي تسلمها امام عن الآخر وصولاً الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
اذن امكننا ولو سريعاً ما تعنيه العبارات الثلاث في الفقرة المتقدمة من زيارة الجامعة وهي انهم سلام الله عليهم الرحمة الموصولة والآية المخزونة والامانة المحفوظة، ختاماً نسأله سبحانه ان يوفقنا الى زيارة مشاهدهم الكريمة وان يهدينا الى التمسك بمبادئهم انه ولي التوفيق.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة