البث المباشر

الشهادة التبليغية لائمة اهل البيت(ع) على الناس حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول شهادة الائمة(ع) على الاعمال شرح فقرة: "وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء.."

السبت 20 إبريل 2019 - 08:15 بتوقيت طهران

الحلقة 87

لا نزال نحدثك عن الزيارة الجامعة (الجامعة الكبيرة) للائمة عليهم السلام، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا من ذلك الى فقرات تقول عن الائمة عليهم السلام بانهم (شهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء) والسؤال المهم هو ما معنى الشهداء في دار الدنيا، والشفعاء في الدار الاخرة؟
لنقرأ اولاً العبارة الاولى وهي (شهداء دار الفناء)، فماذا نستلهم منها؟ هنا يحسن بنا ان نتوكأ على ما ورد من تفسير هذه الفقرة مما نقل عن المعصومين عليهم السلام وفي هذا الميدان نذكرك بان احد وجوه البلاغة ما يطلق عليه مصطلح "التناص" بحسب اللغة الادبية المعاصرة وما يطلق عليه مصطلح الاقتباس او التضمين بحسب اللغة الموروثة.
ومن الطبيعي ان تكون النصوص القرآنية الكريمة اولى من سواها في عملية الافادة المذكورة اذن لنقرأ الآية المقتبس منها في الزيارة «وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس»، وبالنسبة الى تحديد شهداء من حيث انسحابها على مجموعة من البشر نجد ان النصوص المأثورة عن المعصومين عليهم السلام تشير الى انهم عليهم السلام هم الشهداء على الناس وقد ورد عن الامام الباقر عليه السلام قال: (نحن شهداء الله على خلقه)، كما ورد قبل ذلك عن الامام علي عليه السلام قائلاً: ان الله تعالى ايانا عنى بقوله: «لتكونوا شهداء على الناس»، وهذا بالنسبة الى الائمة عليهم السلام من حيث انهم شهداء على الناس اي ان السؤال لا يزال مستمراً وهو معنى شهداء فماذا تعني هذه العبارة، تقول النصوص المفسرة بان هناك جملة تصورات لدلالة الشهادة منها الشهادة من جانب الائمة عليهم السلام على الناس بما عملوه من المفارقات ومنها الشهادة بمعنى الحجة اي يكون الائمة حجة على الناس من حيث التبيين لوظائفهم ومنها انهم يشهدون للانبياء الذين سبقوا الرسالة الاسلامية بانهم بلغوا رسالة السماء للمنتسبين الرسالات السابقة ولكن الناس كذبوهم.
هنا يثار سؤال في غاية الاهمية وهو ان النبي(ص) يضطلع بهذه المهمة فلماذا سجلت الزيارة هذا الدور للائمة عليهم السلام الجواب هو ان الآية القرآنية الكريمة ذاتها جاء فيها لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليكم، فهنا نلحظ بان الرسول(ص) هو شهيد على ذلك، وحينئذ يكون المعنى ان الرسول(ص) يصبح شهيداً على الجميع فيكون المعنى انه(ص) اوكل المهمة اليه كما جاء في النص التفسيري ونستخلص مما تقدم جميعاً ان الائمة عليهم السلام هم الاشهاد في عالم الدنيا على الناس من حيث اضطلاعهم بالمهمة التبليغية، ولكن ثمة معنى آخر يرتبط بشهادة الائمة عليهم السلام على اعمال الناس وهذا ما صرحت به الآيات الكريمة وكثير من الاحاديث الشريفة وعن هذا الجانب يحدثنا ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في اللقاء الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا.

*******

المحاور: قضية شهادة الائمة عليهم السلام على اعمال الناس من القضايا التي وردت بشأنها احاديث كثيرة لعلها اكثر من ثمانين حديث فيما يرتبط الآية الكريمة: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، ان المؤمنون هم ائمة اهل البيت عليهم السلام ولهم هذا المقام من مقامات الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله الشهادة على الناس؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم بلا شك ولا ريب هم يشهدون الاعمال وهناك شواهد وقصص كما ذكرت كثيرة على ذلك حتى في الزيارة الجامعة الكبيرة وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء فهم يشهدون الاعمال ولعل من جملة ما ورد في الاحاديث هذا الحديث عن الامام الرضا عليه السلام الذي رواه المحدث القمي في الانوار البهية عن موسى بن سياب قال: كنت مع الرضا فلما وصل الى مقربة من طوس نظر الى جنازة يحملها بعض الناس فنزل وشيع الجنازة وحتى اذا وضع الرجل على شفير قبره اقبل الرضا ووضع يده على صدره يعني فوق الكفن وقال: يا فلان بن فلان ابشر بالجنة ثم قام الامام فتبعته قلت له اول مرة تدخل لهذه المنطقة فمن اين عرفت الرجل وبلغته وبشرته بالجنة لابد مطلع على عمله فاجابه الامام الرضا عليه السلام قال: يا موسى اما علمت ان اعمال شيعتنا تعرض علينا صباحاً ومساءا فما كان من التقصير في اعمالهم فان الله العفو لصاحبه وممن كان من الاحسان في اعماله فان الله الشكر لصاحبه فهذا نص واضح او دخول مثلاً داوود الرقي على الامام الصادق عليه السلام في يوم من الايام قال يا داوود لقد عرضت عليَّ اعمالكم يوم الخميس وكان من جملتها صلتك لابن عم فلان لابن عمك فلان وانا سررت بذلك العمل، النص الثاني واضح هي انهم يشهدون على الناس وتعرض عليهم الاعمال وهناك نصوص كثيرة حتى مولانا صاحب العصر والزمان يكتب الشيخ المفيد نحن وان كنا بمكاننا النائي الذي اختاره الله لنا ما دامت حكومة الدنيا بيد الفاسقين ولكنا نحيط علماً بانباءكم ولا يعزب عنا شيء من اموركم ونحن من وراءكم بالدعاء الذي لا يحجب عن رب العباد.
المحاور: ثمرة تربوية يمكن الحصول عليها مما تفضلتم به وهي ان من العوامل التي تضاعف سعي المؤمن لعمل الخيرات هو علمه باطلاع بامام زمانه عليه السلام واعماله وسعيه للحصول على رضا الامام او افراح الامام اسرار الامام، لان الامام كما اشرتم يسره عمل الخير؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك عندنا في الروايات عن الامام الصادق سلام الله عليه حينما التقى باحد اصحابه وقال له ما لكم تسوؤن للنبي فقال هل فينا من يسيء الى رسول الله صلى الله عليه وآله جدك رسول الله راح الى دار حقه قال: ما علمتم ان اعمالكم تعرض عليه في الاثنين وفي كل خميس فاذا رأى سيئة يتأذى الرسول واذا رأى حسنة يسر فلا تسؤون رسول الله بل سروه وهذا ايضاً بالنسبة للائمة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، واتذكر من كلمات السيد الامام الخميني الراحل (قدس سره الشريف) في الآداب المعنوية او في الاربعون حديثاً يعني احد هذين الكتابين انه يقول في وصاياه ينبغي للانسان المؤمن ان يراقب نفسه ولا يؤذي اهل البيت على الاذاء الذي حصلوا من الطغاة من طواغيت زمانهم يقول ونعوذ الله اذا كان الانسان لا يراقب نفسه ويعمل الذنوب والمعاصي فان هذه الذنوب والمعاصي تؤذي الائمة فلا يؤذي الائمة اكثر مما حصلوا عليه من قبل الطواغيت؟

*******

نعود معكم اعزاءنا وننتقل الى العبارة الثانية اي (وشفعاء دار البقاء) وقد سبق ان حدثناك عن الشفاعة وانعكاساتها على المصائر البشرية في الحياة الآخرة. ونذكرك بالاية الكريمة وعلى الاعراف رجال، حيث فسر الاعراف بانهم الائمة عليهم السلام يشفعون لشيعتهم.
واما العبارات التالية لسابقتها مثل الرحمة الموصولة، والآية المخزونة والامانة المحفوظة، اي هذه العبارات تحتاج الى توضيح وهو ما نعدك به الى لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
اما الآن فحسبنا ان نستثمر ما ورد في الزيارة الجامعة من حقائق الاشياء وذلك بالافادة منها في تعديل سلوكنا وان نوفق الى ممارسة الطاعة وان يوفقنا الى زياراتهم اي المشاهد الشريفة انه ولي التوفيق.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة