ونجح فريق دولي من الباحثين الإيرانيين، وبتركيز علمي من خبراء المركز الوطني للموارد الوراثية والبيولوجية وجامعة الشهيد بهشتي، في تقديم طريقة جديدة لإصلاح إصابات العظام الحساسة في الجمجمة والوجه.
وتبشر هذه الطريقة، التي تعتمد على الاستخدام المتزامن للخلايا الجذعية والسقالات المتقدمة مع تقنيات النانو، بتحول كبير في الطب التجديدي.
ولقد قدمت طريقة علاج جديدة والتي تكون نتيجة للتعاون مع المراكز العلمية المرموقة المحلية والأجنبية مثل جامعة الشهيد بهشتي، معهد باستور الإيراني، جامعة ونتشو الطبية في الصين، جامعة يوانزي التايوانية، جامعة سافينتا الهندية وجامعة استيني التركية وبتوجيهات الدكتور حسين شاهسواراني والدكتور مهدي جهانفر الحلول المتقدمة والمبتكرة لإصلاح إصابات العظام الحساسة في الجمجمة والوجه.
ونظرا للاتجاه المتزايد للإصابات المختلفة في الحياة الحديثة، فإن إصلاح عيوب العظام، خاصة في المناطق الحساسة مثل الجمجمة والفك والوجه، يعتبر دائمًا أحد التحديات الكبيرة في الطب التجديدي، وتعمل الفرق البحثية المختلفة حول العالم على توفير حلول علاجية أكثر فعالية بهذا الصدد. وفي الوقت نفسه، فإن استخدام الخلايا الجذعية وتقنيات النانو كاستراتيجيتين رئيسيتين قد لفتت انتباها خاصا في السنوات الأخيرة.
وتعتمد طريقة العلاج الجديدة المقدمة في البحث المذكور على زراعة الخلايا الجذعية على سقالة من السليلوز الطبيعي المغلفة بجزيئات السيليكا النانوية والمادة الفعالة بروانثوسيانيدين - وهو مركب طبيعي مستخرج من بذور العنب. ولا تساعد هذه الدعامة الخلايا الجذعية على التمايز إلى خلايا عظمية فحسب، بل تدعم أيضًا نموها وتكاثرها دون الحاجة إلى المضادات الحيوية.
لقد أظهرت الاختبارات قبل السريرية أن هذه السقالة تسهل تجديد أنسجة العظام بشكل أسرع وأكثر فعالية من خلال تعزيز نشاط إنزيم الفوسفاتيز القلوي وتمعدن مصفوفة العظام وإنتاج الكولاجين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخاصية المضادة للبكتيريا لهذه السقالة ضد البكتيريا إيجابية الجرام وسالبة الجرام تقلل من خطر الإصابة بالعدوى بعد العمليات الجراحية.
وأظهرت التجارب ما قبل السريرية أن سقالة الخلايا المطورة، بالإضافة إلى تسريع تجديد الأنسجة العظمية، كان لها أيضًا أداء ملحوظ في إعادة تكوين الأوعية الدموية، وتقليل الالتهاب وتجديد الظهارة. وهذه الميزات تجعل من هذه التقنية حلاً شاملاً وفعالاً لإصلاح إصابات العظام.
إن طريقة العلاج الجديدة هذه، المستوحاة من الطبيعة وباستخدام تقنيات النانو والخلايا الجذعية المتقدمة، لا تمثل ثورة في علاج إصابات العظام فحسب، بل أثبتت مرة أخرى القدرات العلمية لجمهورية إيران الإسلامية على المستوى العالمي رغم القيود والعقوبات العديدة.
ومن المتوقع أن يتم استخدام هذه التقنية على نطاق واسع في علاج إصابات الجمجمة والوجه في المستقبل القريب بعد الانتهاء من المراحل السريرية القادمة.
ونشر هذا البحث القيم في المجلة العالمية المعتمدة Emergent Materials ويمكن الوصول إليه من خلال الرابط التالي:
https://link.springer.com/article/10.1007/s42247-024-00909-5