البث المباشر

ذكرى العلامة الطباطبائي .. صاحب تفسير الميزان

الخميس 14 نوفمبر 2024 - 14:41 بتوقيت طهران
ذكرى العلامة الطباطبائي .. صاحب تفسير الميزان

يصادف يوم الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر  من العام 1981 م ذكرى وفاة العلامة والمفسر والفقيه والعارف آية الله العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي وهو من كبار علماء المسلمين الذي ترك بصمات واضحة على الساحة العلمية والفكرية في إيران وفي العالم الإسلامي.

في الرابع والعشرين من شهر آبان من كل عام، تقام ذكرى "العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي"، المفسر البارز والفيلسوف الكبير، في جميع أنحاء إيران والعالم الإسلامي.

وقد كان لهذا المفكر الكبير دور مهم في توسيع العلوم الإسلامية والفلسفة المعاصرة بمصنفاته الثمينة مثل "تفسير الميزان" ومؤلفاته الفلسفية الفريدة. ويعد إحياء هذا اليوم فرصة لاستعراض خدماته العلمية والفكرية والأخلاقية، والتأكيد على أهمية تعاليمه للأجيال الجديدة.

إحياء ذكرى "العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي" الذي يقام في 24 آبان من كل عام، هو تخليداً لذكرى هذه الشخصية العلمية والفلسفية والسياسية البارزة في إيران. ويعتبر هذا اليوم فرصة لاستعراض جهوده العلمية والروحية والسياسية في مختلف المجالات. كان للعلامة الطباطبائي، بكتاباته وتعاليمه، تأثير عميق على الأفكار الدينية والفلسفية وحتى السياسية في العالم الإسلامي.

"العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي" (1360 - 1281) ولد في تبريز في 14 ذي الحجة 1321 هـ (1281 هـ). وكان والده آية الله السيد علي أكبر الطباطبائي من كبار علماء وفقهاء عصره، وكان لهم الأثر الكبير في تعليمه العلمي. بدأ العلامة الطباطبائي تعليمه الابتدائي في تبريز ثم ذهب إلى النجف الأشرف لمواصلة تعليمه. وفي سن الحادية والعشرين سافر إلى النجف عام 1342 هـ (1302 هـ) ودرس هناك العلوم الدينية والفقه والمبادئ والفلسفة واللاهوت الإسلامي بحضور أساتذة مثل آية الله النائيني وآية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني.

وفي عام 1344 هـ (1304 هـ) بدأ العلامة الطباطبائي التدريس والكتابة بعد أن أنهى الدورات العلمية في النجف. وبعد عودته إلى إيران قام بالتدريس والتأليف، خاصة في قم وطهران. تناول خلال هذه الفترة المسائل الفقهية والفلسفية، كما قام بتدريب الطلاب البارزين مثل الشهيد مطهري وآية الله جوادي آملي والعلامة حسن زاده آملي.

الأعمال البارزة للعلامة الطباطبائي
العلامة الطباطبائي معروف بأنه أحد أعظم مفسري القرآن. ومن أهم مؤلفاته "تفسير الميزان" وهو تفسير شامل وتحليلي للقرآن الكريم باللغة العربية. هذا التعليق مكتوب بمنهج فلسفي وعقلاني، وكان له تأثير عميق على الفكر الإسلامي.

ومن أعماله الهامة الأخرى يمكن أن نذكر مبادئ الفلسفة ومنهج الواقعية، والتي أتمها الشهيد مرتضى مطهري وكان لها دور كبير في مواجهة المادية وشرح الفلسفة الإسلامية. كما أن كتابي بدايات الحكمة ونهاية الحكمة اللذان ألفهما لتعليم الفلسفة الإسلامية، من بين مؤلفاته البارزة الأخرى.

مؤلفات العلامة السيد الطباطبائي
1. تفسير الميزان: أهم أعماله وأشملها في مجال تفسير القرآن، منشور في 20 مجلداً، ويقدم تفسيراً تحليلياً وفلسفياً كاملاً للآيات القرآنية. بدأت كتابة هذا العمل عام 1349 هـ (1970 م) واكتملت على مدى عدة سنوات وانتهى أخيرًا عام 1390 هـ (2011 م).
2. مبادئ الفلسفة ومنهج الواقعية: يتناول هذا العمل، الذي هو في الواقع نوع من التعريف بالفلسفة الإسلامية، قضايا المعرفة والفلسفة الإسلامية، ويتناول المادية ويثبت وجود حقائق مستقلة عن العقل. طبع هذا العمل سنة 1344هـ (1965م).

3. بدايات الحكمة ومناهج الحكمة: يُستخدم هذان الكتابان كمصدر تعليمي لتدريس الفلسفة الإسلامية في الحوزات العلمية والجامعات. تشكل هذه الأعمال أساس التفكير الفلسفي في فترة إيران المعاصرة، وقد تم فيها بحث مختلف القضايا الفلسفية، بما في ذلك موضوع الوجود والطبيعة والمعرفة. تم تأليف هذه الأعمال في عام 1342-1344هـ (1963-1965م).

4. هامش في كفاية الأصول: في هذا الكتاب شرح العلامة الطباطبائي كتاب أصول الفقه للآخوند الخراساني وعلق عليه، وفصل آراءه. طبع هذا الكتاب سنة 1345هـ (1966م).

5. رسالة الولاية: عمل في مجال القضايا الصوفية والروحية يحلل ويشرح مفهوم الولاية في الإسلام وخصائصها من وجهة نظر فلسفية. كتب هذا العمل سنة 1346هـ (1967م).

6. الأطروحات والمقالات الفلسفية: مجموعة من الأطروحات والمقالات حول مواضيع فلسفية ولاهوتية ودينية مختلفة تستخدم للطلاب والباحثين. توفر هذه المقالات فهمًا أعمق للفلسفة الإسلامية والتفسيرات القرآنية. نُشرت هذه المجموعة في أربعينيات وخمسينيات القرن الرابع عشر.

7. تفسير القرآن باللغة الفارسية: كما كتب العلامة الطباطبائي جزءاً من تفسير القرآن باللغة الفارسية، مما جعل عامة الناس يفهمون المزيد عن مفاهيم القرآن، وأيضاً هذه النسخة الفارسية من كان لتفسير الميزان تأثير هائل في الأوساط العلمية والدينية. وقد طبع الجزء الأول من هذا الشرح سنة 1350هـ (1971م).

الفيلسوف الفرنسي والعلامة الطباطبائي
"هنري كوربان" (Henri Corbin)، فيلسوف فرنسي بارز تأثر بعلوم "العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي" الغنية واستفاد من أفكاره إلى حد ما. وتتجلى هذه العلاقة بشكل أكثر وضوحا في مجال الفلسفة الإسلامية والتصوف وتأثيرات "المذهب الصدري". هنري كاربوني، بصفته باحثاً غربياً متخصصاً في الفلسفة الإسلامية وخاصة الفلسفة الشيعية والتصوف، تواصل خلال الفترة التي عاشها في إيران (في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي) مع شخصيات بارزة مثل العلامة الطباطبائي. كان كاربون مهتمًا جدًا بالفلسفة الإسلامية وخاصةً بالفلسفات الصوفية والميتافيزيقية في إيران، وكان مهتمًا جدًا بأفكار العلامة تاب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة