البث المباشر

حديث عن شرح قول الزيارة في وصف الائمة (عليهم السلام) بأنهم (ابواب الايمان...)

الإثنين 15 إبريل 2019 - 13:59 بتوقيت طهران

الحلقة 15

نحن الآن مع لقاء جديد بالنسبة الى الزيارة الجامعة للأئمة عليهم السلام حيث نواجه الفقرات الآتية التي تتحدث عن سمات الائمة عليهم السلام تقول الزيارة بانهم (ابواب الايمان، وامناء الرحمة، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين) ...
ولنتحدث عن السمة الاولى وهي السمة القائلة بانهم عليهم السلام "ابواب الايمان" فماذا تعني هذه العبارة؟
من الواضح ان العبارة التي تتحدث عن الائمة عليهم السلام بانهم "ابواب الايمان" هي استعارة مألوفة لا يكاد واحد منا يجهل دلالتها الا ان هذه الدلالة المألوفة تحتاج الى اضاءة خاصة حتى يلم القارئ للزيارة بالنكات الكامنة وراءها ولذلك نتساءل ماذا نستخلص من الاستعارة المذكورة؟
لا نتأمل طويلاً حتى ندرك بان الابواب للبيوت مثلاً او لاية مبان تعني الوسيلة المتاحة الى الدخول فاذا لاحظنا الاستعارة القائلة بان الائمة عليهم السلام هم الابواب المفتوحة الى الدخول في بيوت الايمان فهذا يعني ان الايمان بالله تعالى وبمبادئه وبرسالته التي ارسلها الى العالمين جميعاً لا يتحقق الا من خلال التسليم بامامتهم عليهم السلام طبيعياً لا نحسبك غافلاً عن الحقيقة الذاهبة الى ان الايمان هو غير الاسلام فالشخصية قد تكون مسلمة دون ان تتوفر فيها سمات الايمان حيث ان الايمان هو الدرجة المطلوبة في ممارسة الانسان لوظيفته العبادية أي ان العبادة الحقة التي قررتها الآية المباركة (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) لا تتحقق الا بالايمان أي الاعتقاد بالشيء والعمل به ولذلك نجد ان القرآن الكريم خاطب الاعراب بانهم اسلموا ولم يؤمنوا قائلاً لهم لا تقولوا آمنا بل اسلمنا....
اذن نستخلص من هذا بان الايمان لا يتحقق الا بالتسليم لامامة الائمة عليهم السلام بصفتهم خلفاء النبي(ص) بيد ان ما نعتزم توضيحه بنحو اكثر دلالة هو مطالبة قارئ الزيارة بان يتأمل استعارة الابواب بالنسبة الى الايمان أي ملاحظة النكات الكامنة وراء انتخاب هذه الاستعارة دون سواها فقد كان يمكن مثلاً ان يقول عن الائمة عليهم السلام بانهم مصابيح الايمان او اعلام الايمان او نحو ذلك كما هوملاحظ في مواضع اخرى من النصوص او كما هو ملاحظ في اضفاء صفة الابواب على ظواهر اخرى كما نجد ذلك في مقولة النبي(ص) عن علي(ع) "انا مدينة العلم وعلي بابها"، حيث يعني هذا ان لظاهرة "الباب" خصوصية تتوفر لغيرها فكما ان العلم الذي الهمه تعالى لنبيه(ص) لا يمكن لاحد ان يتوفر عليه الا الامام علي بن ابيطالب(ع) كذلك فان الايمان لا يمكن ان يتوفر عليه بالنحو المطلوب الا الائمة عليهم السلام.
لكن ثمة ملاحظة مهمة هي ان هذه الاستعارة أي ان الائمة عليهم السلام هم ابواب الايمان تحتمل تأويلين او تفسيرين هما اولاً ان الايمان يجسده الائمة عليهم السلام في دلالته المطلوبة وثانياً، بما انهم يجسدون الايمان المطلوب حينئذ فانهم ابواب الى الاخرين ممن يتطلعون الى ان يمارسوا وظيفتهم العبادية وهو امر يتطلب التسليم كما اشرنا بامامتهم عليهم السلام أي الاعتقاد بانهم خلفاء النبي(ص) وان الالتزام بما امروا به ونهوا عنه تبعاص لتوصيات الله تعالى بان يطيعوه ويطيعوا الرسول ويطيعوا اولي الامر، وهم عليهم السلام اولو الامر كما هو واضح.
اذن صفة الابواب تكاد تجسد تماماً ظاهرة الايمان بصفة ان من يلج الابواب الاخرى من الشخصيات او المبادئ سوف لن ينفعه ذلك لانه يدخل الى بيوت لم يأذن الله تعالى بالدخول اليها لعدم توفر شروط الايمان فيها بعكس الائمة عليهم السلام حين يجسدون الابواب التي امر الله تعالى الدخول منها لتحقيق ظاهرة الايمان في دلالته المطلوبة.
نسأله تعالى ان يوفقنا الى ذلك، وان يرزقنا الايمان وان يرزقنا شفاعتهم عليهم السلام في اليوم الآخر انه سميع مجيب.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
الشيخ حسان سويدان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي تثار في ما يرتبط بقضية الاعتقاد بمقامات اهل البيت عليهم السلام النبي الاكرم‌(ص)اجمعين بل والكثير ايضاً من الاولياء هي قضية الغلو فيهم مع وجود النصوص الكثيرة التي تحذر من الغلو، الاجتناب للغلو مرتبط بمعرفة حده، نسأل سماحتكم ما هو حد الغلو؟ تفضلوا...
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين، الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين. لا شك ان الغلو آفة يبتلى بها اهل الاديان وقد يكون الابتلاء بها في بعض الحالات بدافع ديني ومن هنا قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا بعض اتباع الاديان: (لا تغلوا في دينكم غير الحق). لا شك ولاريب ان ابرز مظهر من مظاهر الغلو، هي نسبة العبد (صالح) نبياً كان او وصياً او ولياً من اولياء الله سبحانه وتعالى الى الربوبية لان بعض الناس....
المحاور: سماحة الشيخ عفواً يعني مما من ذلك، ما القول الذي نقوله مصداقا للربوبية؟
الشيخ حسان سويدان: القضية ابعد من القول، القضية هي ان يعتقد فيه انه هو وعلى وجه الاستقلال. الذي يفعل الافاعيل الخارقة للعادة انه هو الذي يرزق انه هو الذي يحيي، انه هو الذي يميت.
المحاور: اذاً كانت على وجه الاستقلال.
الشيخ حسان سويدان: لا شك ولا ريب ان الثقافة الدينية عندنا قائمة على مبدأ مسلم من جهة ثانية وهي ان الله سبحانه وتعالى اعطى خوارق العادات الى هولاء الانبياء والاوصياء والاولياء لاشك ولا ريب ان بعض الانبياء كان يحيي الموتى. وبعضهم كان يبريء الاكمه والابرص بعضهم كان يضرب وهو موسى على نبينا وآله وعليه السلام البحر كان يفرق كل طود كالجبل (الى آخره)، الى ما هنالك على كل حال هذه المعطيات لاتنفك عن الاعتقاد بدين الحق، لان القرآن نطق بصراحة ووضوح بهذه الاشياء نحن امام هذا من جهة وذاك من جهة اخرى، لابد ان نبين الاعتقاد الحق بشكل موجز جداً، اقول الاعتقاد الحق، في هولاء الانبياء والائمة‌ والاولياء هي ان ننزلهم المنزلة التي ثبت لهم في دين الحق في الحقيقة لابد ان ندخل عقيدتنا فيهم كجزء من منظومة‌ الاعتقادات الحق، ولابد ان نثبت ذلك كما نثبت الاعتقادات الاخرى، كيف نثبت وجود الله تبارك و تعالى، كيف نثبت نبوة‌ النبي الاعظم(ص)كيف نثبت اصل اقامة الامام ايضاً هذه المقامات لابد حتى نجعلها عقيدة لنا،‌ان تثبت بنفس الادوات يعني بالعقل وبالنص القطعي وعلى هذا الاساس فما ثبت لهم من مقامات مع اعتقادي لانهم البشر في سلم العبودية الى الله سبحانه وتعالى ما ثبت بالادلة الجازمة والقاطعة نثبتها لهم وما لم يثبت انما ذكر في بعض الكتب كفضائل لهم مادام لا ينفك عن بشريتهم لاينفق من الاعتقاد بانهم عباد مكرمون يسبقونه بالقول وانهم بامره يعملون، فنظر هذه المقامات في بقعة الامكان لا نرفضها ولا نستطيع ايضاً ان نجعلها عقيدة بحسب التفاصيل.
المحاور: سماحة الشيخ من خلال كلامكم الآن الى الوقت المخصص لهذه الفقرة او شك على نهايته انهم انه حد الربوبية تنزهوهم عن الربوبية. هذا الحد الاول وهو حد الغلو وان نكون ما نعتقد به من مقامات مستندة للنصوص الشريفة؟
الشيخ حسان سويدان: نعم، نعم مع الاعتقاد الكامل عندنا بان كل كمال لبشر فهو ثابت لهم.
المحاور: جزاكم الله خيراً وما يبقي من امور فهي جميعاً باذن الله تبارك وتعالى.
الشيخ حسان سويدان: لاشك ولاريب هو القادر الاوحد في الكون.
المحاور: واليه يرجع كل كمال.
الشيخ حسان سويدان: بلا شك.
المحاور: سماحة الشيخ بقية قضية التقصير يعني الوجه الآخر مقابل الغو التقصير في مقاماتهم (سلام الله عليهم) لو سمحتم نوكله الى الحلقة المقبلة شكراً جزيلاً سماحة الشيخ حسان سويدان على ما تفضل به شكراً لكم مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة وجعلنا واياكم من المومنين بما دعانا القرآن والسنة الصحيحة الشريفة الى الايمان به اللهم آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة