البث المباشر

حديث عن معنى ودلالات كون الائمة (عليه السلام): (خزان العلم)

الإثنين 15 إبريل 2019 - 10:21 بتوقيت طهران

الحلقة 8

في لقاء سابق حدثناك عن زيارة الجامعة من حيث التعريف بمجموعة سمات للائمة عليهم السلام ذكرها الامام الهادي(ع) مثل"موضع الرسالة، مختلف الملائكة، مهبط الوحي ..." ونتابع الان سلسلة الصفات او السمات المذكورة مع تذكيرك بان الامام المعصوم(ع) عندما يعرف شخصية ما انما ينطلق من تقويم واقعي لا مبالغة فيه، ذلك لان الامام المعصوم: معصوم من الخطأ ومن الذنب، أي: انه يعصم من كل اشكال او مستويات السلوك السلبي من هنا يتعين علينا ان نجعل كلام المعصوم(ع) هو الواقع بذاته وندرك بان كلام المعصوم هو كلام النبي(ص) وكلام النبي(ص) موحى من الله سبحانه وتعالى...
المهم: علينا الآن متابعة سلسلة الصفات او السمات التي ذكرها الامام الهادي(ع) بالنسبة الى الائمة عليهم السلام، نواجه سلسلة استعارات او تمثيلات فنية مثل توصيفهم بانهم (معدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، واوصول الكرم ...).
هذه السلسلة من الصفات حدثناك عن قسم منها ونحدثك الآن عن قسم آخر ونقف عند سمة "خزان العلم" حيث نبدأ بالقاء الاضاءة على هذه الصفة ...
لقد وصفت الزيارة الجامعة، الائمة عليهم السلام بانهم "خزان العلم"، والخازن من الجهة اللغوية يرتبط بالمال من حيث ادخاره، وعندما يستعير الامام(ع) خزن المال ويخلعه على خزن العلم، فهذا يعني انه يستهدف الاشارة الى ان الائمة عليهم السلام هم الحافظون للعلم وناشروه طبيعياً ان العلم من حيث التعريف بمادته يظل مرتبطاً بالمعرفة مطلقاً أي سواءً أكانت المعرفة متصلة بما هو معرفة اسلامية او معرفة دنيوية تتصل بالمعرفة الانسانية والطبيعية والبحتة، لذلك نجد انهم عليهم السلام يتحدثون من خلال المقابلت او المحاورات او الاحاديث بمختلف انماط العلم .. ولسنا بحاجة ان نسرد عشرات المواقف التي عقدها المعنيون بهذا الجانب والافادة منهم عليهم السلام في كسب المعرفة واقرارهم بعلوم الائمة عليهم السلام اقول لا نحتاج الى الاستشهاد بهذا الجانب بقدر ما نعتزم الاشارة الى جانب له اهميته الكبيرة الا وهو العلوم او المعرفة الشرعية التي ينبغي على الشخصية الاسلامية ان تتونر عليها من مصدرها الرئيس وهو النبي(ص) وأهل البيت عليهم السلام .. وهذا ما يحتاج الى التوضيح.
من المؤسف جداً ان نجد ان المعرفة الاسلامية الحقة قد ابتعد عنها البعض جهلاً او عناداً او تعصباً ...، وهذا الابتعاد عن المعرفة الحقة جعل البعض المذكور يستقي معرفته من المصادر غير المنصوص عليها من قبل الله تعالى والنبي(ص) ألم يأمر الله تعالى الناس بان يطيعوا الله ورسوله واولي الامر؟ أليس اولو الأمر هم الائمة عليهم السلام؟ ألم يأمر النبي(ص) بالتمسك بالثقلين كتاب الله تعالى وعترة النبي(ص)؟ أليست العترة هي الائمة عليهم السلام؟
ان الزيارة الجامعة التي تذكر بان الائمة عليهم السلام هم خزان العلم، تشير بلا ادنى ترويه الى ان المعرفة جميعاً ومنها المعرفة الشرعية وهي التي تترتب عليها مسؤولية السلوك، والجزاءات المترتبة على ذلك في اليوم الآخر... هذه المعرفة منحصرة عند خزانها وهم الخزان الذين سلمهم النبي(ص) خزانة المعرفة وامر المسلمين بالاخذ منهم عليهم السلام.
والآن: اذا ادركنا هذه الحقيقة وهي ان المعرفة الشرعية منحصرة عند الائمة عليهم السلام حينئذ فان الاستعارة او الصورة التمثيلية القائلة بان المعصومين عليهم السلام خزان العلم تظل معبرة كل التعبير عن فاعلية وشمولية وانحصار المعرفة المطلوبة لديهم وحدهم عليهم السلام.
انهم عليهم السلام خزنوا العلم، ومن اراد العلم فعليه ان يطلبه من خازنه وليس من المصادر الاخرى حيث لا خاون لديها، وحينئذ اليس خساراً على الشخصية المنتسبة الى الاسلام ان تدع خزان العلم وتتجه الى سواهم؟ هذا هو الخسران المبين ..
نسأله تعالى ان يوفقنا للافادة تماماً من خزان العلم عليهم السلام وان ندرب ذواتنا على الالتزام بها ان شاء الله تعالى.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
الشيخ حسان سويدان: حياكم الله.
المحاور: سماحة الشيخ فيما يرتبط في احد القضايا المهمة التي ترتبط بزيارة الجامعة الكبيرة هي قضية الترابط بين اصول الدين الاساسية الثلاثة ظهور هذا الترابط في هذه الزيارة بين التوحيد والنبوة‌ والامامة تفضلوا.
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين، الطاهرين هذا السؤال في الحقيقة يرتبط في التصور الصحيح، الدقيق، لمسألة البحث عن الباري عزوجل لا يمكن للانسان ان يكون موحد الله في العبادة ما لم يعبد الله سبحانه وتعالى كما يريد الله على هذا الاساس يبرز هنا احتياجان اساسيان للبشرية في مقام يريدون ان يبنوا فيه حياتهم على اساس التوحيد، الحقيقي، المسألة الاولى لزوم وجود الصلة بينهم وبين خالقهم بمعنى ان يتعرفوا على ما يريد منهم هذا الخالق.
وعلى هذا الاساس هنا تبرز قضية النبوة، المخبر، الصادق عن الله سبحانه وتعالى، لاشك ولا ريب ان النبي يمارس هذا الدور بشكل صحيح ودقيق وقد مارسه الانبياء الصادقون على هذا الاساس وبلغ هذا الامر اوجه على يد نبينا الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم فاوحي اليه هذا الدين القيم الكامل الذي لا امتة ولا عوج فيه هذه هي الحاجة الاولى والحاجة الثانية وجود المقوم، الصالح، الصادق بكل ما لهذه الكلمة من معنى بمعنى وجود القدوة الصالحة التي تكون المثال الشاخص الذي يمارس ما يريده الله سبحانه وتعالى من الانسان في هذه الحياة الدنيا وفي نفس الوقت يقوم الاعوجاج يكون يهدي الى الحق وهو الذي يكون احق ان يتبع فنحتاج في الحقيقة الى المعصوم حتى في المرحلة التالية على مرحلة وجود المخبر الذي ينقل الشريعة عن الله سبحانه وتعالى النبي الاعظم كان يمارس في الدورين بعد رحلة النبي الاعظم، اكتملت تشريع فاحتجنا الى من يحافظ على هذا التشريع فيقومه على هذا الاساس نعرف بشكل جلي وواضح ان التوحيد الحقيقي لله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يتم في حياة البشرية الا اذا كان هذا الانسان الصالح بكل معنى هذه الكلمة من معنى الصادق المثابر لنشر شرع الله ولتقويم شرع الله وحفظه من التحريف من انواع التحريف المختلفة، المادية والمعنوية وعلى هذا الاساس نرى ان المنظوم الحقوقية الالهية في الكون لا يمكن ان تكتمل وان يتم عقدها بشكل حقيقي ودقيق الا من خلال وجود هذه القدوة الصالحة، المعصومة التي تتمثل في الايمان فهذا النسيج المترابط لابد للبشرية منه حتى يتسنى لها ان تحيا حياة توحيدية حقيقية.
المحاور: جزاكم الله الف خير سماحة الشيخ حسان سويدان على ما تفضلتم به وشكراً لكم مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة لهذا البرنامج نسألكم الدعاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة