ونقل دوجاريك، في مؤتمره الصحافي، عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، "أوتشا"، تقديم 450,000 وجبة مطبوخة تم إعدادها في 130 مطبخاً يومياً إلى العائلات في جميع أنحاء القطاع، في الفترة بين الـ19 من آب/ أغسطس ونهاية الشهر، على الرغم من التحديات التي يواجهها.
وقال إن الوجبات المطبوخة المقدمة شهدت انخفاضاً، نسبته 35%، مقارنة بما وصل إلى 700,000 وجبة مقدمة في أكثر من 200 مطبخ في شهر تموز/ يوليو، بسبب أوامر الإخلاء المتعددة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، بحيث اضطر ما لا يقل عن 70 مطبخاً إمّا إلى تعليق تقديم الوجبات المطبوخة، وإما إلى الانتقال إلى مكان آخر.
ونقل عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، "أوتشا"، أيضاً، تأكيده أن أكثر من مليون شخص لم يحصلوا على أي حصص غذائية خلال شهر آب/ أغسطس، في جنوبي غزة ووسطها. وحذر من افتقاره إلى مخزونات غذائية كافية لتلبية "الاحتياجات للشهر الثاني على التوالي"، وأكد أنه لن يتمكن إلا من توفير "طرد غذائي واحد" للعائلات في وسط غزة وجنوبيها، خلال دورة التوزيع، في شهر أيلول/ سبتمبر.
وأكد دوجاريك أن الأعمال العدائية المستمرة، وانعدام الأمن، والطرق المتضررة، وانهيار القانون والنظام، والقيود المفروضة على الوصول، أدت كلها إلى "نقص حاد في سلع المساعدات اللازمة لمواصلة العمليات"، الأمر الذي يزيد في خطر إتلاف الإمدادات الغذائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وبشأن الأوضاع في الضفة الغربية، قال دوجاريك إنّ "إسرائيل" تواصل "استخدام تكتيكات حربية فتاكة"، بما في ذلك الغارات الجوية، في جنين وطوباس وطولكرم، الأمر الذي أدى إلى مزيد من القتلى والجرحى، وتدمير مزيد من الطرق والبنية التحتية أو تضررها.
وأكد أن المرافق الطبية ظلت محاصرة فعلياً منذ أكثر من أسبوع، مع فرض قيود مشددة على حركة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وقال إن "أوتشا" حذرت أيضاً من أن الأوضاع في الضفة الغربية ستؤدي إلى "تفاقم الاحتياجات الإنسانية للناس، فضلاً عن انعدام الأمن، مثيرة المخاوف بشأن الاستخدام المفرط للقوة".
وذكر دوجاريك، في كلامه، منشور المفوض العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، فيليب لازاريني، والذي أشار فيه إلى أنه "بعد مرور 11 شهراً على الحرب، لا تزال طواقم الإعلام الدولية ممنوعة من دخول غزة لتغطية الآثار الإنسانية".
ودعا لازاريني الصحافيين ومؤسسات الإعلام الدولية إلى "الضغط على إسرائيل للسماح بدخول طواقم الصحافة لقطاع غزة، ونقل المعاناة فيه بحرية". وقال إن "تغطية الصحافيين الدوليين للصراعات والحروب هي من الثوابت، لكن ليس في غزة".
وأكد أن "دخول وسائل الإعلام الدولية لغزة أمر ضروري لتنقل بتجرّد الاحتياجات الإنسانية الهائلة والجهود المكثفة، التي تبذلها منظمات الإغاثة، على رغم كل الصعوبات".