معظم المهاجرين الذين ينتقلون من وطنهم إلى أوروبا على أمل الحصول على عمل أفضل، يشعرون بالقلق من أن الكشف عن رواتبهم المنخفضة سيجعلهم يواجهون خطر الترحيل من الدول الأوروبية بعد انتهاء تأشيرات عملهم.
وذكرت منظمة العمل الدولية إن أكثر من نصف العمل الجبري يحدث في البلدان المتوسطة الدخل، والعمال المهاجرون أكثر عرضة للخطر بثلاثة أضعاف.
ووفقا لتقرير مركز العدالة الاجتماعية ومعهد العدالة والرعاية في إنجلترا، ان الحروب والعقوبات والضغوط على الناس في مختلف أنحاء العالم غذت نشاط شبكات العبودية الحديثة.
ومن خلال استغلال الضحايا والقيام بأعمال شاقة في مجالات ووظائف برواتب منخفضة للغاية، تصب هذه الشبكات أرباحاً بمليارات الدولارات في جيوب القائمين عليها، خاصة في أوروبا وأمريكا.
ومن بين الدول الأوروبية، ألمانيا، التي تمتد جذورها إلى مستوى كبير من استغلال العمال المهاجرين في أماكن العمل في جميع أنحاء هذا البلد.
وبحسب ما نقلته وكالة أنباء بارس توداي، فقد أثارت ألمانيا جدلاً في مجال حقوق الإنسان من خلال التنفيذ التجريبي لبرامج العمل القسري ومنخفض الأجر للمهاجرين وطالبي اللجوء.
وبينما تشير ألمانيا إلى البرنامج التجريبي كمحرك لتكامل المهاجرين واللاجئين، يصر المنتقدون على أن البلاد تستخدم السكان الضعفاء كقوة عاملة من العبيد لمعالجة مشاكل مثل انتقادات اليمين المتطرف لوصول المهاجرين واللجوء.
وفقاً لهذا التقرير، في ولاية تورينجيا بشرق ألمانيا، يحصل المهاجرون وطالبو اللجوء على ثلث الأجور المعتادة مقابل وظائف مثل تقليم الأشجار وتنظيف النوادي.
لم يتم تحديد الوضع الحالي للقوى العاملة المهاجرة في إنجلترا بشكل جيد، وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلاً عن أبحاث الجامعات المرموقة في تقرير: بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هذا البلد يواجه نقصا في العمالة.
وفي هذا الصدد، وللتعامل مع هذه الأزمة، تصدر لندن تأشيرات عمل للمهاجرين بسهولة أكبر بكثير من ذي قبل. لكن الظروف أدت إلى اختفاء قوانين العمل وإشراف الجهات التنفيذية على ظروف عمل المهاجرين، وزادت هذه القضية من خطر "العبودية الجديدة" للعمال المهاجرين.
الوضع الوظيفي للمهاجرين في فرنسا هو قصة أخرى من التمييز العنصري ضدهم. ووفقا لتقرير يورونيوز، فإن دراسة "المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا" بعنوان "المهاجرون وأحفاد المهاجرين في فرنسا" تظهر أن المهاجرين العاملين غالبا ما يكون لديهم عقود عمل محددة المدة، وانخفاض الأجور وظروف العمل أكثر صعوبة.
ووفقا لأبحاث هذا المعهد، فإن بعض المجموعات، وخاصة ذات الأصول المغاربية وأبناء المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحصل على أجور أقل ومعدلات بطالة أعلى من سكان أسلافهم المهاجرين في فرنسا.
المصدر: pars today