البث المباشر

الكشف عن التعذيب الوحشي في السجون الإسرائيلية بصحراء النقب

الأربعاء 31 يوليو 2024 - 17:54 بتوقيت طهران
الكشف عن التعذيب الوحشي في السجون الإسرائيلية بصحراء النقب

إن الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم مؤخراً من سجون الكيان الصهيوني يعيشون في وضع غير منظم لدرجة أن تساؤلات جدية أثيرت حول هذه السجون وسلوك الصهاينة مع الأسرى الفلسطينيين.

ونشرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأورومتوسطية مؤخرا بيانا حول انتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني، وأعلنت أن هؤلاء الأسرى يتعرضون للقتل الوحشي والتعذيب.

وتشير الوثائق المتوفرة إلى استمرار انتهاك القوانين الإنسانية في سجون الكيان الصهيوني، ومن بينها سيدي تيمان "sedi timan"، الذي يقع في قاعدة عسكرية تابعة للقيادة الجنوبية لنظام الاحتلال، على بعد 5 كيلومترات شمال غرب مدينة "بئر السبع" في صحراء "النقب" كون وصفه مركز اعتقال يستحضر اليوم قصصًا من سجن غوانتانامو الشهير.

وقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الأورومتوسطية على ما يلي:

لقد أصبحت سجون ومعتقلات الكيان الصهيوني مراكز أكثر دموية من سجن غوانتانامو الأمريكي، حيث تتم هناك مختلف أنواع التعذيب الوحشي وسوء المعاملة والإهانة والإذلال للسجناء.

 

عمليات القتل والضرب المبرح والحبس في أقفاص وتقييد الأيدي وإطعام بعض السجناء بالقش ما هي إلا جزء مما يجري خلف أسوار هذه القاعدة ويتسرب إلى الخارج، في حين أن ما تبقى من هذه القاعدة بصورة مخفية، يكون أكثر من ذلك بكثير بالنسبة ما تم الكشف عنها.

 

وحصلت مؤخرا صحيفة "العربي الجديد" على أدلة تثبت أن من بين المعتقلين في هذه القاعدة أو غيرها من سجون نظام الاحتلال، هناك من بعد أسابيع قليلة من إطلاق سراحهم ما زالوا يخضعون للعلاج بسبب آثار التعذيب. ويعانون من بعض المشاكل النفسية والجسدية.

هذه النتائج، بالإضافة إلى التقارير الواردة من مصادر صهيونية، هي الدليل الذي أعلنته صحيفة هآرتس عن حالات الموت أو الموت البطيء وغير القانوني وجميع أنواع التعذيب في هذا المعتقل، والتي كشف عنها طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى سجن سدي تيمان الميداني.

وقد أرسل هذا الطبيب الإسرائيلي رسالة إلى يوآف غالانت، وزير الحرب في الكيان الصهيوني وغيره من المسؤولين المعنيين، يحذر فيها من استمرار الانتهاكات غير القانونية في مركز الاعتقال هذا.

ومؤخراً، عرضت شبكة الجزيرة فيديو، يقول فيه الملاكم الفلسطيني "معزز عبيات"، وهو في حالة بدنية سيئة جداً وبصوت ضعيف: " يستشهد إخوتي في سجن النقب كل يوم. نحن ثلاثة آلاف أسير يضربنا حراس السجون الإسرائيلية كل ليلة. لا يعطون الطعام. لا يوجد حمام، هنا تحدث أشياء لا يصدقها العقل".

 

وكتبت صحيفة "الخبر" الجزائرية ردا على هذا الفيديو: "لقد أغمض العالم أعينه نفاقا أمام أحداث الإبادة الجماعية وسحق الحد الأدنى من حقوق الإنسان في غزة والسجناء الفلسطينيين". في كل يوم يمر، تُسمع في السجون الإسرائيلية قصة رهيبة جديدة عن جرائم المحتل الإسرائيلي.

وردا على خبر هذه القضية، كتب الموقع العربي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أيضا أن صور "معزز عبيات" على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت تساؤلات حول ما يحدث في السجون الإسرائيلية.

"أسد الله هارون" أحد الأسرى السابقين في معتقل غوانتانامو الأمريكي، يتذكر التعذيب في المعتقلات الأمريكية جيدًا من خلال النظر إلى صور الفلسطينيين المسجونين في السجون الإسرائيلية.

واعتقل "هارون" عام 2007 واحتجز في سجن غوانتانامو دون أي تهمة لمدة 16 عاما. وبحسب قوله، فإن الفلسطينيين المعتقلين الآن في السجون الإسرائيلية يعانون من نفس المعاملة التي تعرض لها.

ونقلت الجزيرة عن سجين سابق آخر في غوانتانامو تأكيده تشابه التعذيب الأمريكي والإسرائيلي، وكتبت: أولئك الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والانتهاكات المماثلة على يد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان يتفقون مع هذه الروايات.

 

"معظم بك" هو مدافع عن حقوق الإنسان تم سجنه في سجن غوانتانامو دون تهمة لمدة ثلاث سنوات. ويشير أيضًا إلى أوجه التشابه بين سلوك القوات الأمريكية والجنود الإسرائيليين. وقال بك: "هناك تشابه واضح وكامل ولا يمكن إنكاره بين السجون الإسرائيلية وغوانتانامو في طريقة معاملة السجناء وتجريدهم من ملابسهم وإساءة معاملتهم وإهانتهم".

وقال "لؤي الطويل"، الأسير الفلسطيني الذي قضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأفرج عنه مؤخرا، في إشارة إلى التعذيب الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون: "السجون الإسرائيلية مثل سجني أبو غريب وغوانتانامو سيئي السمعة. نقلي إلى "النقب" كان صادما، السجناء الذين أتوا إلى هنا تم تجريدهم من ملابسهم بطريقة مهينة وتعرضوا للضرب المبرح مع الإهانات".

كما وصفت "أسيل الطيطي"، وهي امرأة فلسطينية حرة، السجون الإسرائيلية بأنها تشبه سجن غوانتانامو. ونقلت وكالة العالم العربي عن الطيطي قوله: "كانت أحوالنا مؤسفة للغاية وغير إنسانية". تعرضت الأسيرات للضرب والتعذيب بطرق مختلفة في السجون.

أوجه التشابه بين "غوانتانامو" و"سدي تيمان" لا تنتهي عند معاملة السجناء. وهذان المركزان يبرران وجودهما، ويوفران الغطاء القانوني لتجاوزاتهما بحجج وروايات متشابهة. كما يحاول الكيان الصهيوني جاهداً إبعاد وسائل الإعلام والخبراء القانونيين المستقلين عن سجونه ومراكز الاعتقال العسكرية مثل "سدي تيمان".

 

parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة