وفي الاحتفال التأبيني تكريماً للشهيد القائد طالب عبد الله "أبو طالب" اضاف السيد نصر الله: لو كان الذي يجري أمراً عادياً في جبهة الجنوب فلماذا السعي إلى إيقافها ولماذا الصراخ والتهويل والعويل والتهديد؟
من ناحية أخرى تتطرق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للقاءه مع القائد أبو طالب وقال، التقيت مع الحاج أبو طالب قبل شهادته وشرح لي بالتفصيل الممل حول المواقع الأمامية التي نملك تفاصيلًا كبيرة عنها والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها.
وأضاف السيد نصر الله: ضرب المواقع يوقع قتلى بجنود العدو وجرحى ما دفعهم للانتشار حول المواقع ما يعني جمع معلومات جديدة وكانت المقاومة قادرة على جمعها حتى صرنا نعلم مكان الخيمة أين، مؤكدًا أن العدو اضطر لإخلاء قواعده وذهب لانشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله "هُدهدنا" يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ"الطيور الصافات"
وقال السيد نصرالله ان العدو يعلم أنه ليس قادراً على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران ورغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمسيرات إلى الكيان فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات، واضاف ان العدو يعلم انه عليه أن ينتظرنا براً وبحراً وجواً وإذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف.
واوضح ان العدو يخفي خسائره على جبهة الشمال ولكنه لم يستطع أن يخفي عدد الذين أخلوا المستوطنات، قائلا: منذ بدء طوفان الأقصى هناك ماكينة إعلامية عالمية مهمتها التبخيس بما تقوم به جبهات الإسناد والمقاومة في غزة، مؤكدا ان الاحتلال يخبئ خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط.
وتابع السيد نصر الله: 42 مستعمرة تم إخلاؤها بشكل كامل وهناك مستعمرات تعطلت فيها الحياة.. مشيرا الى ان صورة العدو العسكرية الأمنية الردعية عند شعبه ومجتمعه والعالم تنهار.
واشار السيد نصر الله الى ان الشهيد أبو طالب كان ضمن المجموعة من كوادر حزب الله التي دافعت عن أهالي البوسنة السُنّة والتي مكثت هناك لسنوات. والتحق بصفوف المقاومة من عمر الـ15 عامًا وكان كغيره من القادة مجاهدًا عاديًا وبدأ يتقدّم بشدّة وتقلّد مناصب عدّة وهو في مقتبل العمر.
وقال نصر الله: الشهادة في الفهم الإسلامي اجتباءٌ من الله وفوزٌ عظيم وانتصارٌ حاسم بالنسبة لكل فردٍ ينالها وبيئة المقاومة تملك هذه الثقافة والإيمان والصبر التي بسببها لا تسقط منا راية ولا يتسلل إلينا وهن أو ضعف.
وقال نصر الله: الشهادة ليست هزيمة وليست موتًا وهذه نقطة قوة في جبهات المقاومة وأخطر ما يواجهه العدو أن من يقاتل في هذه الساحات يحمل هذه الثقافة وهذا الفكر والإيمان و أن يملك الإنسان طاقة هائلة من الصبر أمام الحجم الهائل من المصائب هو أمر عظيم وهذا ما نراه من عوائل الشهداء الذين يوقنون بأنّ فقيدهم انتقل إلى الحياة الأبدية.
وأوضح السيد نصر الله أنه لا يوجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على حدود مع لبنان وغزة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدو وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة "ميرون" ساعة نشاء، وشدد على أن كل ما تصل إليه أيدينا لن نوفره ولن نوفره ولدينا كم كبير جدًا جدًا من المعلومات وما نُشر أمس الثلاثاء 19 حزيران/يونيو هو وقت مُنتخب من دقائق من حيفا بينما المُسيرة حلَقت لساعات.
وبين السيد نصر الله أن البعض في كيان العدو قال إن حزب الله لديه "جواسيس" في حيفا ليحصل على المشاهد ولكن ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقًا حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة، مؤكدًا أن لدى المقاومة في لبنان ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا، مشددًا على أن مقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات.
وتابع السيد نصر الله قائلًا قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطورنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير وفير من المُسيرات لأننا نصنعها، مؤكدًا أن لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفزة ونحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاجه الجبهة.
هذا، وأوضح الأمين العام لحزب الله أن قادة حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم أن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة، مؤكدًا أن عدد المقاتلين في المقاومة تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير، مشددًا ان في لبنان لدينا فوق حاجة الجبهة حتى في أسوأ ظروف الحرب.
وعن البيئة الحاضنة للمقاومة قال السيد نصر الله أن البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة، لافتًا إلى أن هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز.
هذا، وتطرق السيد نصر الله المناورات الصهيونية في قبرص وقال: ألفت نظر الحكومة القبرصية بأن لدينا معلومات بأن جيش العدو يُجري مناورات استعدادًا لحرب لبنان هناك ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات ""الإسرائيلية"" وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر، مؤكدًا أن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنها جزء من الحرب.
وختم الأمين العام لحزب الله كلمته قائلًا: لمن يهول علينا بالحرب لدي قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدو وعلى العدو أن يخاف أيضًا أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزة وعلى أهلنا في غزة.