وقال قائد الثورة الإسلامية، في رسالة بمناسبة افتتاح الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، أن هذا المجلس هو مظهر من مظاهر الديمقراطية الإسلامية، داعياً الضمائر المستيقظة في جميع أنحاء العالم إلى الانتباه إلى الحقائق المريرة للأنظمة المناهضة للدين والتفكير في خطة الحكم الإسلامي الشاملة والمستقرة والجذابة ومثيرة للاعجاب.
وتابع، اليوم بات واضحاً للضمائر الحية معنى الحرية وحقوق الإنسان في الغرب بعد الكارثة التي حلت بغزة والإبادة الجماعية الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب وقتل الآلاف من الرجال والأطفال العزل، ومن ثم دعم ومساندة ما يسمى بالحكومات الغربية الليبرالية لهذا الذئب المتعطش للدماء.
وأضاف، اليوم فرصة جديدة لمسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكافة محبيها لإظهار حقيقة هذه الظاهرة العظيمة قولاً وعملاً للباحثين عن الحقيقة في جميع أنحاء العالم. ومرة أخرى أسأل الله العلي القدير التوفيق لهذا المجلس الكريم.
واختتم سماحته بالقول، أرى أنه من الضروري إحياء ذكرى رئيس الجمهورية الراحل العزيز وأيضا إمام جمعة تبريز الذي كانا عضوين في هذا المجلس، وأسأل الرحمن الرحيم لهما علو الدرجات.
وفيما يلي نص رسالة قائد الثورة الإسلامية:
أشكر الله العزيز الحكيم الذي منح الشعب الإيراني العظيم توفيق تشكيل الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة. ويعتبر هذا المجلس أحد الركائز الأساسية للنظام الإسلامي الديمقراطي، الذي تعززه أيادي الشعب القوية في فترات معينة، ويضمن صحة النظام واستمراريته. ولقد وجد أعضاء هذا المجلس المحترمون والمنتخبون، بعون الله وإرادة وهمة الشعب، الفرصة لتولي أحد أفضل الأدوار في تعزيز السلسلة الفولاذية لقيادة النظام.
وينبغي لهم أن يشكروا الله ويشكروا الشعب على هذه النعمة. إن مجلس الخبراء هو مثال الديمقراطية الإسلامية واختيار القائد وفق المعايير الإسلامية هو من مسؤولية هذا المجلس الذي هو نفسه منتخب ومختار من قبل الشعب.
واعتبر سماحته المعايير إسلامية والاختيار شعبي رمزا بارزا يجسد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مضيفا ان الحكم في النظام الإسلامي إنساني ويعتمد على الأهداف الإلهية.
وجاء في رسالته ان الأهداف في النظام الاسلامي هي تحقيق العدالة وتحقيق كرامة الانسان، وتنمية الأرض والافادة من الزمن، والحياة القائمة على التوحيد وصعود وعروج الإنسان إلى مرتبة القرب من الله؛ والأساليب هي الاستفادة من الحكمة الجماعية والخبرة، واستخدام الأفكار واللغات والأذرع الفعالة والقوية، واتخاذ خطوات ثابتة.
وهذا تدبير ذكي قدمته المعرفة القرآنية والإسلامية لأتباعها وجمعت فيها بين الشريعة والعقل، وبين الغيب والشهود. وهذه ظاهرة مثيرة للاعجاب والجذابة في مجال السياسات العريضة.
والتأمل في الحقائق المريرة للأنظمة المناهضة للدين أو المتجنبة للدين سيزيد من جاذبيتها يوما بعد يوم. إننا ندعو الضمائر المستيقظة في كل أنحاء العالم إلى النظر إلى التجربة الفاشلة لأنظمة تتتشدق بالعدالة والحرية، ولكنها بعيدة كل البعد عن الروحانية الدينية والقمع والتمييز وزيادة الفساد وتدمير الأمن الأخلاقي وإضعاف أساس الأسرة وتقليل شرف المرأة ومكانة الزوجة والأم وغلبة التوجه المتحيز على الوعي الصادق في وسائل الإعلام وغيرها الكثير من النقاط العمياء في دائرة نفوذ هذه الأنظمة المنافقة والظالمة.
ومن ثم عليهم أن يفكروا في الخطة الشاملة والمستقرة للحكم الإسلامي. اليوم، مأساة غزة والإبادة الجماعية الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب وقتل الآلاف من الرجال والأطفال العزل ، ودعم ومساندة ما يسمى بالحكومات الغربية الليبرالية لهذا الذئب المتعطش للدماء، تكشف معنى الحرية وحقوق الإنسان في الغرب للضمائر المستيقظة.
واليوم فرصة جديدة للقائمين على شؤون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجميع محبيها لإظهار حقيقة هذه الظاهرة العظيمة قولاً وعملاً للباحثين عن الحقيقة في جميع أنحاء العالم.
ومرة أخرى أسأل الله العلي القدير التوفيق لهذا المجلس المحترم.
وأرى أنه من الضروري تكريم ذكرى الرئيس الراحل والعزيز وأيضاً إمام الجمعة في تبريز اللذين كانا عضوين في هذا المجلس وأسأل لهما من المولى القدير علو الدرجات.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
السيد علي الخامنئي