وأشارت الصحيفة إلى أنّه "قبل بضع سنوات فقط، كان الكثير من مواطني الإمارات على استعداد للتحدث بحرارة عن علاقات بلادهم الناشئة مع إسرائيل، لكن الآن، وبينما يؤدي القصف الإسرائيلي لغزة منذ أشهر إلى تأجيج الغضب في جميع أنحاء العالم، أصبح من الصعب العثور على مؤيدين إماراتيين للصفقة".
ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال إماراتي، كان قد روج ذات مرة للعلاقات الاقتصادية مع الاحتلال، قوله إنّه "ترك مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي، وليس لديه أي شيء آخر ليقوله".
كما أوردت أنّ بعض الإماراتيين محبطين من اتفاق التطبيع مع "إسرائيل"، إلا أنّهم "يخشون التحدث علناً، خوفاً من تاريخ حكومتهم الاستبدادية في اعتقال المنتقدين".
وتصاعد الغضب تجاه "إسرائيل" وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، بشكلٍ حاد في العالم العربي، بسبب القصف الإسرائيلي وغزو غزة، "ما دفع بعض الدول العربية إلى إعادة النظر في علاقتها مع إسرائيل".
وأكدت الصحيفة أنّ "الفتور الدبلوماسي الناتج عن الحرب، جعل سفارة إسرائيل وقنصليتها في الإمارات، بمثابة البعثة الدبلوماسية الوحيدة التي تعمل بكامل طاقتها في العالم العربي".
وكشفت أنّ "العديد من شركات الطيران المملوكة للحكومة، أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل، مما جعل الإمارات الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يمكن للناس فيها السفر مباشرة إلى هناك".
وقال محمد باهارون، رئيس مركز أبحاث دبي، إنّ "المسار الحالي للحرب، لا يبشر بالخير للاتفاقات أو لأمن الشرق الأوسط"، مؤكداً أنّ "هذه شراكة، وإذا لم يقم أحد الشركاء بدفع مستحقاته، فهي ليست شراكة بعد الآن".
"لكن على الرغم من الضغوط، يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم ليس لديهم أي نية لقطع العلاقات"، كما لم يرجح المحللون أنّ "تنسحب الإمارات من صفقة التطبيع، إذ تظل شريان حياة دبلوماسي لإسرائيل، بينما تتدهور علاقاتها مع الدول العربية الأخرى"، وفق "نيويورك تايمز".
ومع ذلك، "حتى لو لم يكن وجود الاتفاقيات على المحك، فإن الشكل الذي ستبدو عليه العلاقة، ليس مؤكداً على الإطلاق"، كما قال العديد من الإسرائيليين والإماراتيين.
كذلك، قالت نوا غاستفرويند، المؤسس المشارك الإسرائيلي لمجموعة "Tech Zone"، وهي مجموعة تربط بين رواد الأعمال والمستثمرين في مجال التكنولوجيا الإماراتيين والإسرائيليين، إن "المرحلة الرومانسية من اتفاقيات ابراهام تلاشت نوعاً ما، ولقد دخلنا الآن مرحلة واقعية من إدراك، أنّ الأمر لن يكون سهلاً".
وذكرت الصحيفة الأميركية، أنّ العديد من الإماراتيين، رفضوا إجراء مقابلات حول العدوان في غزة أو العلاقات الإماراتية مع "إسرائيل".
لكن أحد الإماراتيين في العشرينات من عمره وافق على التحدث، بشرط أن يتم تعريفه فقط بالاسم الأوسط: سالم.
ووصف سالم إحساسه بالنفور المتزايد، مع استمتاعه بحياة مريحة، وسط ناطحات السحاب اللامعة والمقاهي، بينما كانت صور الموت والدمار تتدفق من غزة.
وقال إنّ "العلاقة مع إسرائيل كانت محبطة، خاصةً أنه والعديد من الإماراتيين نشأوا على اعتبار الفلسطينيين إخوة، يجب عليهم حمايتهم".
وأضاف سالم أنّه "يعتقد الآن أن اتفاقيات ابراهام، كانت محاولة لكسب تأييد حلفاء الإمارات الغربيين، وإنّ ذلك جعله يشعر وكأن قيم بلاده معروضة للبيع".
وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي، أنّ وجهات النظر الإماراتية تجاه اتفاقات التطبيع، أكثر قتامة قبل العدوان.
ووفقاً لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإنّه "بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2022، قال 71% ممن شملهم الاستطلاع في الإمارات، إن الاتفاقيات كان لها تأثير سلبي على منطقتهم".