وقال السـيـد حسن نـصر الله بمناسبة احياء ذكرى القادة الشهداء، ان في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتا في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيـد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد، هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها وممزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحيانا مع عائلاتهم الشريفة.
واضاف السيد نصر الله: لو كان قادتنا اليوم هل كان سيكون موقفهم هو الحياد؟ كان موقفهم هو الدعم والإسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق أهدافه وينتصر المظلومون في غزة وفلسطين، المجاهدون الطبيون والناس الشرفاء لم يضعفوا ولم يهنوا ولم يتراجعوا ولم يشكوا في صحة طريقهم وأهدافهم وخياراتهم وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية "حفظ المقاومة هي الوصية الأساس".
واوضح ان ما حصل من مجازر صهيونية بحق المدنيين في الجنوب مؤخرًا كان متعمدًا، وان هدف العدو من خلال قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف، مشيرا الى ان الجواب على المجزرة يجب ان يكون مواصلة وتصعيد العمل المقاوم في الجبهة، والامر الثاني ان هذا الامر لا يمكن ان يُترك، وبالامس استهداف كريات شمونة بعشرات صواريخ كاتيوشا وفلق هو رد اولي.
واضاف اقول للصديق والعدو نساؤنا واطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم، وليعلم العدو انه لا يستطيع ان يتمادى وان يمس بمدنيينا وخصوصا بنسائنا واطفالنا. مشيرا الى انه يبدو ان وزير الحرب الصهيوني نسي ان المقاومة تمتلك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تجعل يدها تمتد من كريات شمونة الى ايلات وعلى الاميركيين والصهاينة ان يعرفوا انهم في فلسطين امام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات.
وتابع السيد نصرالله، ان هناك عنوان مطروح حول كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها والتضحيات المترتبة عليها وأمام المشروع الأميركي والصهيوني في المنطقة نحن أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام، موضحا ان كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة ومصيرية جدا والاستسلام يعني ان لا كرامة ويعني الذل والاستهانة بكبارنا وصغارنا، ولو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما لكان اليوم اهل غزة خارج غزة واهل الضفة خارجها وحتى اهل اراضي الـ48 ولكان الكيان الاسرائيلي متمكن بكل المنطقة. قائلا اليس من الذل والهوان والضعف ان دولا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع ان تدخل الدواء والغذاء والخيم الى اهل غزة وليس السلاح، هذا خيار الاستسلام يصل الى الذل.
وبين ان المقاومة في فلسطين جعلت الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجود وكانت ذروته في طوفان الأقصى، واليوم في غزة والضفة وجنوب لبنان واليمن وسوريا وإيران وكل المنطقة يجب أن تغيب عنا على الإطلاق حقيقة ثمن المقاومة وثمن الاستسلام، فاليوم من جملة الأمور الملقاة على عاتقنا تبيان الحقائق لأن ما جرى من 7 تشرين إلى الآن تزوير "إسرائيلي" هائل للحقائق، والمقاومة في غزة تعرضت الى ابشع عملية تزوير وتشويه منذ 7 اكتوبر الى اليوم.
وتابع ان مجرد اتهام كيان الاحتلال الاسرائيلي لحماس والجهاد وفصائل المقاومة بهذه الاتهامات حكم عليهم العالم بدون ان يتثبتوا، وهذا الكيان في كل يوم يقتل ويجرح المئات من النساء والأطفال والعالم ساكت دون اي اجراء، مؤكدا ان الذي يصر على هدف القضاء على حماس هي اميركا اكثر من الكيان الاسرائيلي وكل قطرة دم تسفك في غزة والمنطقة المسؤول عنها الادارة الاميركية.