وعن سبب اصرار تل ابيب على استمرار الحرب في ظل كل مساعي العودة للمفاوضات والهدن مجددا، قال النونو، بان هذا الإصرار نابع من سببين أساسيين، الأول هو الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال في السابع من أكتوبر ومحاولة محو هذه الهزيمة عبر أكبر عدد ممكن من المجازر والجرائم ورفع كلفة ثمن المقاومة، بحيث تقوم بعملية كيّ الوعي للبيئة الحاضنة للمقاومة، حتى لا تفكر فيها مجددًا بإعادة ما حدث، ثم (أي الثاني) محاولة تقديم صورة نصر للجمهور "الإسرائيلي"، يعوض صورة الهزيمة القاسية وغير المسبوقة التي تعرض لها جيش الاحتلال.
ويضاف إلى ذلك أن إطالة أمد الحرب يطيل فترة بقاء الحكومة الحالية التي من المستحيل بقاءها إذا ما وضعت الحرب أوزارها.
وعن المفاوضات التي تجري حاليا بشأن العودة لوقف اطلاق النار مجددًاو شروطها قال النونو : نحن أعلنا موقفنا بوضوح أننا على استعداد لبحث الوقف الشامل للعدوان والوقف الكامل لإطلاق النار، وليس العودة إلى فكرة الاتفاقات الجزئية أو الهدن المؤقتة، ومنفتحون على كل المقترحات التي تؤدي إلى هذا المسار."
وردا على سؤال حول احتمال ان تنازل حماس عن مبدأ تصفير السجون الإسرائيلية لإطلاق سراح الأسرى الجنود مقابل الموافقة الإسرائيلية على وقف اطلاق النار، صرح النونو: لماذا يجري دائمًا الحديث عن استبدال حقوق بحقوق، من حق أسرى شعبنا الحرية، ومن حقنا وقف العدوان على شعبنا، لماذا علينا أن نختار أحدهما؟ هذا منطق غير مقبول في الطرح وفي التفكير.
وتعليقا على استدعاء نتنياهو لرئيس الموساد من قطر وقوله أن المفاوضات انتهت، أكد مستشار هنية، ان نتنياهو يدرك أمرين مهمين، الأول أنه لا يمكن القضاء على حركة حماس، ولا يمكن استعادة الأسرى الإسرائيليين بالقوة، إلا عبر مفاوضات غير مباشرة مع كتائب القسام وحركة حماس، بالتالي يستدعي السفير أو لا يستدعيه، هذا شأنه، ولكننا ندرك مسارنا وخطواتنا.
وردا على إعلان تل ابيب البدء في عمليات اغتيالات لجميع قيادات الحركة بالداخل والخارج، شدد النونو "تعكس هذه التهديدات المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه العدو بفعل صمود شعبنا البطل ومقاومته الباسلة، وأن هذه التهديدات لا تخيف أحدًا من قادة الحركة الذين امتزجت دماؤهم ودماء عوائلهم بدماء أبناء شعبنا الصابر المحتسب، وتمثل هذه التهديدات انتهاكًا صارخًا لسيادة الدول الشقيقة التي ذكرها قادة العدو ومساسًا مباشرًا بأمنها ما يستدعي ملاحقة العدو ومحاسبته على تطاوله وغروره".