وبينما تحتشد قوات الاحتلال الإسرائيلية على حدود غزة، معلنةً جهوزيتها للتحرك، تظهر انقسامات عميقة بين القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، بشأن كيفية الغزو وتوقيته، وحتى ما إذا كان سيكون هناك غزو.
وأوضحت الصحيفة أنّ بعض القادة الإسرائيليين يشعرون بالقلق من أنّ الغزو قد يجرّ الجيش إلى معركة حضرية مستعصية داخل غزة، فيما يخشى آخرون نشوب صراع أوسع نطاقاً مع حزب الله.
كذلك، هناك "جدلٌ واسع بشأن ما إذا كان سيتم تنفيذ الغزو من خلال عملية واحدة كبيرة، أو سلسلة من العمليات الأصغر"، كما أنّ هناك "أسئلة بشأن من سيحكم غزة إذا سيطرت عليها إسرائيل"، وفقاً لـ "نيويورك تايمز".
ويعتقد المحللون أيضاً أنّ "نتنياهو يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد، لأنّه يخشى، مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته، من أن يُلقى اللوم عليه إذا فشلت العملية".
وفي السياق ذاته، ذكر تقرير في مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أنّ رئيس حكومة الاحتلال وجيشه "منقسمون بشكل مدمر" بشأن الحرب وطبيعة القتال ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأوضح التقرير أنّ "انعدام الثقة المتزايد بين الطرفين منذ ذلك الحين، يعيق الآن التخطيط الإسرائيلي للحرب"، مضيفةً أنّ "هذه الحرب أصبحت مسيسة بشكل متزايد"، وأنّ "نتنياهو يتعرّض لضغوط متزايدة من قاعدته اليمينية المتشددة لإثبات استعداده لتدمير حماس".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نقلت، في وقت سابق، أن هناك أزمة ثقة بين نتنياهو و"الجيش" ، مضيفةً أنه "بعد 17 يوماً من الهجوم على إسرائيل، بات الكل في مصيدة".
وأضافت أن "نتنياهو غاضب من الجيش، المتهم، وفق رأيه، بكل ما حدث، ويجد صعوبة في اتخاذ قرار دخول بري لغزة. وبحسب شهود في مقر قيادة الجيش، فإنّ النقاش هناك ليس مركزاً، وليس هناك من يدير المجهود المدني".
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود فجوة بين التصريحات والخطوات التي يقوم بها "جيش" الاحتلال، بالتزامن مع الحديث عن عمليته البرية المحتملة في قطاع غزة.