وافتُتح بنك الصين، يوم الثلاثاء الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور رئيس البنك، ليو جين، والسفير الصيني لدى السعودية، تشن وي تشينغ، ومحافظ البنك المركزي السعودي، أيمن السياري، ومسؤولين آخرين.
وقال ليو إن "إنشاء فرع في المملكة العربية السعودية لخدمة التبادلات التجارية والاستثمارية يعد مبادرة قوية لتعزيز البناء عالي الجودة لمبادرة "الحزام والطريق" بقوة التمويل".
وتابع أن "البنك سيواصل تحسين شبكة خدماته العالمية، وتقديم خدمات مالية عالية الجودة، مما يسهم في تعميق التعاون بين الصين والدول العربية، وبين الصين ومجلس التعاون، وبين الصين والمملكة العربية السعودية".
من ناحيته، اعتبر السفير الصيني لدى السعودية، تشن وي تشينغ، أن افتتاح أول فرع لبنك الصين في السعودية هو "ثمرة التطوير المستمر للعلاقات الودية بين الصين والمملكة العربية السعودية، ويشير إلى أن الصين تعترف بشدة بالتنظيم المالي للمملكة العربية السعودية وبيئة الاستثمار ومزايا الموقع، وهو ما يمثل مستوى جديدا من التعاون بين البلدين في مجال التمويل، مما سيوفر دعما أقوى للتعاون العملي الثنائي".
أما محافظ البنك المركزي السعودي، أيمن السياري، فقد أكد أن "إنشاء الفرع يعد معلما آخر في تعميق التعاون العملي بين البلدين، وله أهمية كبيرة في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، وسيواصل الجانب السعودي دعم وتسهيل تطوير شركة "BOC" وغيرها من الشركات الممولة من الصين في المملكة".
وأشار خبراء صينيون إلى أنه منذ قمة "بريكس 2023"، قام أعضاء الكتلة بتسريع استخدام التسويات بالعملة المحلية في التجارة عبر الحدود، لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وقالوا إن العملة الصينية تلعب دورا متزايد الأهمية في تسهيل التجارة وتحسين الكفاءة بين دول "بريكس".
وقال وانغ بنغ، وهو زميل باحث مشارك في أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية، في تصريحات لصحيفة "غلوبال تايمز": "باعتبار أن السعودية اقتصاد سوق ناشئ مهم للغاية انضم للتو إلى مجموعة "بريكس"، فإن افتتاح فرع بنك الصين في الرياض من الممكن أن يزيد من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتسهيل التبادلات بين المملكة والصين".
وأضاف أن "التوسع في استخدام العملة الصينية (اليوان) يعكس تقدما مهما للغاية وثقة متبادلة بين دول "بريكس" في استخدام تسويات العملة المحلية، لتعزيز كفاءة التجارة المالية والخارجية بشكل أفضل"،
وأردف أن "التسويات التجارية بين دول "بريكس "باستخدام العملة المحلية أو اليوان الصيني، يمكن أن تمنع خسائر أسعار الصرف".
وأضاف وانغ أن "هذا سيؤدي علاوة على ذلك إلى تحسين كفاءة العملية التشغيلية للتجارة، ويمنع أمريكا من استخدام الدولار كسلاح لفرض عقوبات على دولة معينة".
وفي الشهر الماضي، شهدت قمة "بريكس" الـ15 في جنوب أفريقيا، انضمام 6 دول جديدة إلى عضويتها، هي السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران والأرجنتين وإثيوبيا.