وشدّد بوتين على أنّ اللقاء الذي جمعه بإردوغان "كان ناجحاً"، مشيراً إلى "العمل على بناء العلاقات بين المؤسسات المالية في روسيا وتركيا".
وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكد بوتين أنّ "أسعار الحبوب تتراجع، ولا مشكلة في توريد المنتجات الزراعية"، لافتاً إلى أنّ المشكلة تكمن "في التوزيع".
بوتين: سنزوّد أفريقيا بالغذاء مجاناً
وأوضح بوتين أنّ "الغرب يمنع تصدير المنتجات الزراعية الروسية، واستيراد المعدات المطلوبة للزراعة"، مضيفاً أنّ "الدول التي تحتاج المواد الغذائية وصل إليها 3% فقط من المنتجات الزراعية، أي أقل من مليون طن، فيما ذهبت الكمية الأكبر إلى أوروبا".
كذلك، أعلن الرئيس الروسي "أنّنا بصدد إبرام اتفاق لتزويد أفريقيا بالغذاء مجاناً، وستبدأ الإمدادات في غضون شهرين أو ثلاثة".
وعن صفقة الحبوب، قال بوتين إنّ الغرب مارس الخداع بشأن الطبيعة الإنسانية للصفقة مع انتهاء مدّتها، مؤكداً عودة العمل بها "فور الالتزام بما تم الاتفاق عليه سابقاً".
وأردف: "الغرب، بعبارة ملطفة، خدعنا بشأن الأهداف الإنسانية لمبادرة البحر الأسود لمساعدة البلدان النامية، لأنّه من بين 32.8 مليون طن من البضائع المصدّرة من أوكرانيا، أكثر من 70% ذهبت إلى البلدان الغنية، وقبل كل شيء إلى بلدان الاتحاد الأوروبي".
وشدّد بوتين على صعوبة "إضافة شيء على الصفقة، لأنّ الجزء المتعلق بمطالب روسيا لم يُنفّذ مع انتهائها"، فيما "تواصل الدول الغربية عرقلة الوفاء بالتزاماتها تجاه موسكو لإزالة المشكلات المتعلقة باللوجستيات، وتأجير السفن والخدمات المصرفية وتأمين الإمدادات الغذائية".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنّه "في الوقت الذي قدّمت روسيا ضمانات واضحة لسلامة الملاحة كجزء من هذه الصفقة، استخدم الطرف الآخر (أوكرانيا والغرب) الممرات الإنسانية لشنّ هجمات إرهابية ضد أهداف مدنية وعسكرية روسية".
وأكد في الوقت نفسه "ضمان واردات الحبوب المفترض وصولها إلى تركيا، على اعتبار الأخيرة شريكاً مهماً لروسيا".
كذلك، صرّح بوتين بأنّ نظيره التركي "يولي اهتماماً كبيراً لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا"، مؤكداً "فشل الهجوم المضاد الأوكراني".
بوتين: نعتزم إنشاء محطة توزيع للغاز في تركيا
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، أكد الرئيس الروسي أنّ بلاده "ستبقى مورداً للغاز إلى تركيا وعبرها إلى الدول التي ترغب في شراء الغاز الروسي".
وأعلن أنّ روسيا "مدّت تركيا بأكثر من 10 مليارات متر مكعب من الغاز هذا العام"، مع الإشارة إلى أنّ "الضربات التي تتعرّض لها أنابيب الغاز التركية تنطلق من الموانىء الأوكرانية".
ووفقاً لما صرّح به، تعتزم أنقرة وموسكو "إنشاء مجموعة عمل مشتركة لبناء مركز توزيع للغاز"، حيث سلّمت شركة "غازبروم" الروسية إلى شركة "بوتاش" التركية (لأنابيب النفط والغاز الطبيعي) مسودة خريطة طريق لتنفيذ المشروع".
وأضاف: "يتضمن جدول الأعمال إنشاء فريق عمل مشترك، وتنسيق الإطار القانوني لعمل المركز، ومخططات التداول ونقل الغاز المشترى".
في سياق آخر، أكد بوتين أنّ ثمة توجّه لاستخدام العملات الوطنية، الروبل والليرة، في التبادلات التجارية بين البلدين، بصورة أكثر نشاطاً، في الوقت الذي تتناقص فيه حصة الدولار واليورو.
وتابع: "تشارك بنوكنا المركزية عن كثب في تطوير شبكة مراسلة بين المنظمات المالية والائتمانية في البلدين".
وفي الملف السوري، لفت بوتين خلال حديثه إلى "وجوب إنهاء الأزمة السورية، بحوار سوري سوري، من دون ضغوط خارجية"، مؤكداً الانطلاق من "حقيقة أنّ تحديد مستقبل سوريا يقع على عاتق السوريين أنفسهم، من دون فرض أي نماذج جاهزة من الخارج".
وأضاف: "من المهم أن نتشارك في المواقف الأساسية لحل الأزمة السورية، مثل احترام سيادة هذا البلد واستقلاله وسلامة أراضيه. ونحن ندرك أنّه من أجل إطلاق عملية إعادة بناء واسعة النطاق لهذا البلد، من الضروري تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق".
من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال المؤتمر الصحافي المشترك "مواصلة التشاور مع موسكو، لحل كل المشكلات الإقليمية".
وأعلن إردوغان أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 62 مليار دولار خلال العام الماضي، "ونعمل للوصول إلى 100 مليار".
وأعرب إردوغان عن اعتقاده أنّ "مبادرة حبوب البحر الأسود ستستمر"، مؤكداً ضرورة أن تتخذ أوكرانيا خطوات أكثر مرونةً بالنسبة لممر البحر الأسود وعمله".
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ "ما قاله بوتين بشأن إيصال كميات قليلة من الحبوب إلى الدول الأفريقية الفقيرة صحيح"، وتابع: "يسعدنا أن تفتح روسيا المجال للتعاون في مجال مبادرة البحر الأسود، من أجل مساعدة الدول الفقيرة".
كما شكر إردوغان روسيا على المساعدة التي قدّمتها خلال كارثة الزلزال في تركيا، في شباط/فبراير الماضي.
وكان إردوغان قد وصل إلى مدينة سوتشي الروسية، اليوم الإثنين، حيث التقى بوتين وأجرى محادثات معه، بشأن العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية، والتعاون في مجال الغاز والطاقة.
بوتين: منفتحون على المفاوضات بشأن صفقة الحبوب
وخلال لقائه نظيره التركي في سوتشي اليوم، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ بلاده منفتحة على المفاوضات بشأن صفقة الحبوب.
وقال بوتين: "هناك أشياء يجب الحديث عنها من وجهة نظر الأمن في المنطقة، وبالطبع لن نتغاضى عن المسائل المتعلقة بالأزمة الأوكرانية".
بدوره، أكد إردوغان أنّ "المحادثات بشأن صفقة الحبوب مع بوتين مهمة للعالم وأفريقيا"، معرباً عن اعتقاده أنّ "اتخاذ خطوة نحو الدول الأفريقية النامية سيكون مهماً للغاية".
لافروف وفيدان يناقشان "صفقة الحبوب" في موسكو
ويأتي تصريح بوتين بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس الماضي، أنّه بعث مؤخراً برسالة إلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يقترح فيها حلولاً محددةً لمعالجة مخاوف روسيا بشأن القيود المفروضة على صادراتها، من المواد الغذائية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الجمعة الماضية، إنّ غوتيريش لم يتلقَ، حتى الآن، أي رد من روسيا على اقتراحه الجديد.
وفي 18 يوليو/تموز الماضي، انتهت مدة مبادرة حبوب البحر الأسود، التي توسّطت فيها تركيا والأمم المتحدة، والتي نصّت على إنشاء ممر إنساني للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية خلال العام الماضي.
ولم تجدّد روسيا مشاركتها في الصفقة، مشدّدةً موسكو على أنّ قرار تعليق مشاركتها في الصفقة يعود إلى حقيقة أنّ الجزء المتعلق بتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية من الاتفاق لم يتم الوفاء به، وخاصة فيما يتعلق بإعادة ربط البنوك الروسية بنظام "سويفت" وفتح خط أنابيب الأمونيا، تولياتي-أوديسا.
اتفاقات بشأن مسائل الطاقة
كذلك، أعلن الرئيس الروسي التوصل إلى اتفاقات بين المورّدين والمستهلكين الرئيسيين في مجال الطاقة من كلا الجانبين، الروسي والتركي، مؤكداً التحرك "بثقة كبيرة" في مجال الطاقة.
وأعرب بوتين خلال اللقاء عن أمله في استكمال المفاوضات، بشأن إنشاء مركز للغاز في تركيا قريباً، "لجعل الوضع في قطاع الطاقة أكثر استقراراً وتوازناً".
من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنّ البلدين يجمعهما "تعاون كبير" في قطاع الطاقة، "وخاصةً في مجال الغاز الطبيعي"، مضيفاً أنّه سيعمل على "تطوير هذا التعاون بشكل أكبر".
وأشار إردوغان إلى أنّ هناك "أمر آخر مهم بالنسبة لنا، وهو إنشاء مركز للغاز في تراقيا الشرقية".
يُذكر أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طرح مبادرة إنشاء مركز للغاز في تركيا، في تشرين الأول/أكتوبر 2022. وأيّد نظيره التركي هذه المبادرة، لافتاً إلى إمكان بناء مركز التوزيع في شمالي غربي البلاد.
بدوره، صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في نهاية آب/أغسطس الماضي، بأنّ روسيا مستعدة لزيادة إمدادات الغاز إلى تركيا، مشيراً إلى أنّ إنشاء مركز لتوزيع الغاز هناك هو من بين الطرق المستخدمة في ذلك.
بناء محطة "أكويو" للطاقة النووية يسير كما هو مخطط
وفيما يتعلّق بمحطة "أكويو" للطاقة النووية في تركيا، أكد بوتين أنّ بناءها يسير وفقاً للخطة الموضوعة.
وأضاف بوتين أنّ تركيا أصبحت الآن، "بكل ما تحمله من معنى، عضواً في النادي الدولي للدول النووية.. وبعد تسليم الحزمة الأولى من الوقود النووي الروسي لأكويو في العام المقبل، سنطلق عمل الوحدة الأولى".
بدوره، أوضح إردوغان أنّ الأعمال في محطة "أكويو" للطاقة النووية "تسير بصورة جيدة"، وأنّ الجانبين سيتّخذان أيضاً خطوةً نحو بناء محطة "سينوب" للطاقة النووية.
وتُعدُّ محطة "أكويو" للطاقة النووية، التي يتم بناؤها بمشاركة روسيا، أول محطة للطاقة النووية في تركيا.
وبحسب الخطة، ستقوم المحطة بإنتاج نحو 35 مليار كيلوواط في الساعة سنوياً، وتغطية ما يصل إلى 10% من حاجات تركيا من الكهرباء، وذلك بعد تشغيل جميع وحدات توليد الطاقة الأربع، التي سيتم تجهيزها بمفاعلات "في في إي أر - 1200" الروسية الحديثة.