البث المباشر

الشيخ قاسم: المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد الاتفاق بين إيران والسعودية

السبت 29 يوليو 2023 - 20:28 بتوقيت طهران
الشيخ قاسم: المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد الاتفاق بين إيران والسعودية

قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إننا لم نرشح الوزير سليمان فرنجيه للرئاسة بل دعمنا ترشيحه، فيما أكد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد الاتفاق بين إيران والسعودية.

وفي حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أكد الشيخ قاسم أن 25 أيار سنة 2000 عنوان لتحرير أراضي بقوة المقاومة و بانسحاب اسرائيلي من دون قيد او شرط ومن دون اتفاقية وهذا ما يحصل للمرة الأولى بهذا الشكل منذ بداية الصراع مع العدو الإسرائيلي.

وأضاف، إن ما بعد التحرير أصبحنا أمام ثقافة مختلفة في المنطقة وامام صعود لنجم المقاومة وقدرتها على الامتداد والتوسع سواء في فلسطين أو في باقي المنطقة وهذا حدث غير عادي بكل الأحوال.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن القرار الجريء والشجاع والمتقدم الذي قام به الإمام الخميني قدس سره جعل البعد للقضية الفلسطينية أوسع من أن يكون فلسطينياً أو عربياً بل يشمل الاتجاه الإسلامي بشقيه.

وأوضح أن حزب الله عمل على ترسيم الحدود البحرية لأنها لم تكن مرسمة وحصل اتفاق أما في البر لا يوجد شيء اسمة ترسيم حدود برية.

ولفت الشيخ قاسم إلى أن الاتفاق الايراني السعودي أحدث تحولاً مهماً في المنطقة فبدل أن تكون بوصلة العداء مع إيران عادت بوصلة العداء إلى الكيان الإسرائيلي.

وأضاف، نحن نرحب ونعلن عن سرورنا وقناعتنا أن هذا الاتفاق سيستمر لأنه في مصلحة حقيقية لكل من البلدين. وسينعكس هذا الاتفاق ايجابا على دول المنطقة الاخرى التي تتأثر عادة بإيران او بالسعودية بسبب دور هذين البلدين الكبير في المنطقة ومنها لبنان.

واستبعد تأثير الانفراج الاقليمي على تحريك وضع الانتخابات الرئاسية في لبنان، والسبب الأساسي أن الخلاف الداخلي في لبنان مستحكم وأن الكتل النيابية موزعة بشكل كبير ولا يوجد قواسم مشتركة كافية بين عدد من الكتل.

وأضاف، نحن لم نرشح الوزير سليمان فرنجيه نحن دعمنا ترشيحه وفرق بين الدعم والترشيح ومن حقنا ككتل نيابية حزب الله وحركة أمل ان ندعم المرشح الذي نجد انه يمتلك المواصفات المناسبة.

ولفت الشيخ قاسم إلى أن المناورة العسكرية (الأخيرة) التي قام بها حزب الله هي لبعض الأسلحة ولبعض التكتيكات وليس لكل الأسلحة، وقال، أردناها أن يفهم الاسرائيلي وغير الإسرائيلي أن حزب الله في حالة جهوزية دائمة، ويطور قدراته بشكل كبير.

وأضاف، نحن الآن أمام إعلان اسمه بأن المؤامرة على سوريا سقطت، وأننا أمام مرحلة جديدة يفترض في هذه المرحلة الجديدة أن يتم إعمار سوريا وإعادة الأراضي الأخرى.

وفيما يلي الحوار الكامل للمقابلة التي أجرتها مراسلة وكالة تسنيم في لبنان مع سماحة الشيخ نعيم قاسم:

تسنيم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في كل عام تتجدد ذكرى تحرير جنوب لبنان الأبي من الاحتلال الإسرائيلي ولهذا العام الحديث مع سماحة الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله. اهلا وسهلا بكم سماحة الشيخ.

الشيخ قاسم: اهلا وسهلا

تسنيم: بداية يصادف 25 أيار الجاري ذكرى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي سماحة الشيخ، ماذا أسس هذا اليوم للبنان والمنطقة في ظل الصراع التاريخي مع الكيان الصهيوني؟

الشيخ قاسم:بسم الله الرحمن الرحيم. 25 أيار سنة 2000 عنوان لتحرير أراضي بقوة المقاومة وبإنسحاب اسرائيلي من دون قيد او شرط ومن دون اتفاقية وهذا ما يحصل للمرة الأولى بهذا الشكل منذ بداية الصراع مع العدو الإسرائيلي أي منذ الاحتلال الرسمي سنة 1948 إلى سنة 2000 يعني حوالي 52 سنة.

قيمة هذا التحرير انه حصل تحت النار وان اسرائيل ضاقت ذرعا باستمرارها في الاحتلال وبدل ان يكون الاحتلال بالنسبة اليها مكسب سياسي وجغرافي ومستقبلي تحول الاحتلال الى سقوط قتلى اسرائليين والى انعدام الامن الاسرائيلي في هذه المنطقة بالنسبة اليهم والى تعرض المستوطنات الاسرائيلية الى قصف مضاد وكذلك الاهالي لم يتقبلوا هذا الاحتلال كل هذه العوامل تدل ان التحرير الذي حصل هو استثنائي ومفصل تاريخي مهم ورأينا ان ما بعد التحرير اصبحنا امام ثقافة مختلفة في المنطقة وامام صعود لنجم المقاومة وقدرتها على الامتداد والتوسع سواء في فلسطين او في باقي المنطقة وهذا حدث غير عادي بكل الاحوال نستطيع ان نؤرخ بأن ما قبل تحرير 2000 في عملية الصراع مع اسرائيل يختلف تماما عما بعد 25 ايار 2000 بحيث اننا اصبحنا في عصر جديد يمكن تسميته بعصر الانتصارات.

تسنيم: سماحة الشيخ هل من الممكن ان نعتبر هذا الصراع تحول الى صراع "عربي اسلامي"(بين قوسين) مع الكيان الصهيوني؟

الشيخ قاسم: في الاصل الصراع ضد الكيان الاسرائيلي هو صراع اشمل من ان يكون صراع فلسطيني او صراع عربي لان القدس هي تعني كل المسلمين على مستوى العالم . نعم حاول العرب لفترة طويلة من الزمن ان يصادرو القضية الفلسطينية تحت عنوان انهم معنيون وانها عربية ولكن هذه المصادرة كانت بهدف تطويع الفلسطينيين ليكونوا جزء من حل يعطي اسرائيل حق الحياة وحق اخذ الارض بينما منذ دخل العامل الاسلامي المتمثل بحزب الله الذي جسد الفكرة الوطنية العربية الاسلامية نظرا للابعاد المختلفة لهذه المقاومة وعلى رأس كل هذا الحراك القرار الجريئ والشجاع والمتقدم للإمام الخميني قدس سره الذي أعطى هذا الإيعاز لحزب الله الذي يتبع ولايه الفقيه في أن فلسطين هي قضيه مركزية للأمة وللأنسانية هذا جعل البعد للقضية الفلسطينية أوسع من أن يكون فلسطينيا أو عربيا بل يشمل الاتجاه الإسلامي بشقيه.

تسنيم: سماحة الشيخ في نواحي هذه الذكرة هل لكم ذكرى بهذا الانتصار وأنتم صناع المقاومة الإسلامية في حزب الله هل تروي لنا بعض التفاصيل عن موضوع تحرير جنوب لبنان هل لديك ذكرى؟

الشيخ قاسم:  في الحقيقة كنا قبل سنتين او ثلاثة من وقت التحرير لا نتوقع هذا التوقيت في التحرير وهذا الشكل في التحرير أحسسنا عندما اقتربت المدة وخاصة في سنة 1999 أي قبل تقريبا سنة بدأت ارهاصات التعب الإسرائيلي والمنافسة بين رؤساء الحكومات في الانتخابات بأن يعلنوا استعدادهم للإنسحاب إذا نجحوا في الإنتخابات وهذا ما أعلنه باراك بشكل خاص هذا جعلنا نعيش حالة من أن الفرح الإستثنائي والشعور بنصر الله تعالى. لأنه بالحقيقة بالعناوين المادية لايوجد ما يؤشر بالانتصار بس بالعناوين الروحية والإلاهية يوجد مايؤشر بالإنتصار. مثال اخر عندما حصل التحرير أنا ذهبت في جولة بعد يومين الى عدد من القرى وإلتقيت عدد من الأهالي وبعض الكوادر من الحزب شعرت بأن الوضع في الجنوب انقلب رأسا على عقب وأن الشعور بالعودة لايضاهيه شيئ خاصة يوم تحرير الأسرى الذي كان أشبه بمعجزة كنا عادة نحرر الأسرى بتبادل بعمليات بسنوات من الحوار غير المباشر، بينما هنا حصل تحرير مفاجئ دفعة واحدة وهذا انجاز كبير. في كل لحظة من لحظات عملنا مع المقاومين كنا نشعر نصر سيحصل في يوم من الايام لكن في هذا اليوم هو اقرب مما كنا نتوقع وهو عطاء إلاهي اكثر مما نتوقع.

تسنيم: ناتي سماحة الشيخ الى الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود البحرية مع الكيان الاسرائيلي والذي استطاعت بموجبة لبنان البدء بالإستثمار وتطوير الثروات النفطية وغيرها، مؤخرا تم الحديث عن ترسيم الحدود البرية ايضا وحل المشاكل الخلافية حول مزارع شبعا وتلال كفر شوبا ما الهدف برأيك من هذا الطرح بهذا الوقت بالتحديد؟

الشيخ قاسم:  اريد ان اوضح صورة حقيقية عن الحدود البرية والحدود البحرية كثير من الناس لايعرفونها نحن عملنا على ترسيم الحدود البحرية لانها لم تكن مرسمة وحصل اتفاق اما في البر لا يوجد شيئ اسمة ترسيم حدود برية.

تسنيم: لماذا سماحة الشيخ؟

الشيخ قاسم:  هناك حدود معروفة ومدونة في الامم المتحدة وفي الخرائط القديمة منذ سنة 1923 المطلوب من اسرائيل ان تخرج من الاراضي المحتلة بريا ولذلك لايوجد شيئ اسمه ترسيم حدود انما شيئ اسمه خروج الاحتلال من الاماكن التي احتلتها ومنها مزارع شبعا وكفر شوبا. الامر الثاني انا لااعتقد انهم سينسحبون من مزارع شبعا وكفر شوبا لانهم يعتبرونها استرتيجية والوقت لم يحن بعد بحسب نظر الكيان الاسرائيلي لهذا الانسحاب فضلا مع انهم يحاولون ربط هذه الاماكن بسوريا وليس بلبنان، اذا هناك تعقيد حقيقي من ان تنسحب اسرائيل خلال هذه الفترة وكل الادعاءات حتى يبطلوا مبرر وجود السلاح بالنسبة الينا نحن لم نتواجد بمبرر نحن تواجدنا بحقيقة وهي انه هناك احتلال واعتداء وبالتالي طالما هذا الاحتلال موجود وطالما هذا الاعتداء موجود حتى ولو قلت مساحة الاحتلال نحن جاهزون ونعتبر مسؤوليتنا ان ندافع وان نحمي وان نبقى جزء لا يتجزأ من عملية تحرير الارض.

تسنيم: بسياق ذلك هل طرحتم ترسيم للحدود مع فلسطين المحتلة مقترح لترسيم الحدود البرية مع سوريا؟

الشيخ قاسم:  ترسيم الحدود البحرية كان له علاقة بموضوع استخراج النفط الذي تمنع اسرائيل استخراجه وحلت هذه المشكلة وبدأ موضوع العمل اما موضوع الترسيم مع سوريا فيجب ان يحصل بمعزل عن ما حصل مع الكيان الاسرائيلي لان رسم الحدود يجعل سوريا تستخرج نفطها في حدودها ويجعل لبنان ايضا يعرف حدوده ليستخرج نفطه ان شاء الله هذا موضوع قيد المتابعة.

تسنيم: ناتي الان الى الاتفاق الايراني السعودي لقد تم الاتفاق بين المملكه العربية السعودية والجمهوريه الاسلاميه الايرانيه كقوة سياسية وازنة في لبنان انتم كيف تقرؤون هذا الاتفاق وما هو انعكاساته على لبنان والاقليم ككل؟

الشيخ قاسم:  اعلنا سعادتنا بان تم الاتفاق الايراني السعودي لاننا لن نكن نجد اي مبرر موضوعي لاستمرار الخلاف بين البلدين من دون ان احمل الان المسؤوليات لاننا في وضع اتفاق نريده ان ينجح وبالتالي عندما انعقد هذا الاتفاق أحدث تحول مهم في المنطقة فبدل ان تكون البوصله للعداء مع ايران وبتفاهم بعض الدول العربية واسرائيل واميركا وما معهم عادت بوصلة العداء الى الكيان الاسرائيلي وهذا امر مهم من حق بلدان المنطفة ان تعيش مرتاحة مستقرة امنيا تتعاون اقتصاديا ولاتوجد خلافات حقيقية تستدعي ان يكون هذا العداء الكبير الذي كان موجودا، فلذلك نحن نرحب ونعلن عن سرورنا وقناعتنا ايضا ان هذا الاتفاق سيستمر لانه في مصلحة حقيقية لكل من البلدين ادركاها بشكل حقيقي. اما انعكاس هذا الاتفاق فمن الطبيعي ان ينعكس ايجابا على دول المنطقة الاخرى التي تتاثر عادة بايران او بالسعودية بسبب دور هذين البلدين الكبير في المنطقة ومنها لبنان، لكن حجم التاثير طبيعة التاثير هذا يحتاج الى وقت. المهم اقول خلال هذه المرحلة التاثير مهم وايجابي ولن يكون لبنان ساحة تقاتل الحمد لله هناك جو من الاستقرار يجب ان نستفيد منه. موضوع تاثير الاتفاق السعودي الايراني ماديا وعمليا على مستوى لبنان يحتاج الى وقت حتى نفهم ماهي القضايا التي سيتداولان فيها وتكون في مصلحة لبنان وكيف سيتعاطى لبنان مع هذه الاتفاقات وهذا الامر يحتاج الى وقت لذلك اقول الان نعم هناك شيئ معنوي انه لن ينبري في لبنان لن يصرح ويتخذ مواقف سلبيه تجاه الاطراف الاخرى وتجاه البلد الاخر بسبب الخلاف الموجود. الان نرى في لبنان صمت مطبق بل الكل تقريبا مضطر بعضه ان يرحب والبعض الاخر لامقتنع بالترحيب هذا في الحد الادنى يرخي اجواء ايجابية اما على المستوى العملي تحتاج المسالة الى وقت.

تسنيم: ناتي الى الاوضاع المعقدة في لبنان سماحة الشيخ البداية من الملف الرئاسي، هل سوف يؤثر الانفراج الاقليمي الذي حصل على انتخاب رئيس جديد في لبنان بعد كل هذا الفراغ الحاصل برايكم؟

الشيخ قاسم:  استبعد تاثير الانفراج الاقليمي على تحريك وضع الانتخابات الرئاسية في لبنان، والسبب الاساسي ان الخلاف الداخلي في لبنان مستحكم وقوي وان الكتل النيابية موزعة بشكل كبير الى ستة اوسبع كتل نيابية وانه لايوجد قواسم مشتركة كافية بين عدد من الكتل حتى تتفق في مقابل الاتفاق الذي حصل بين حزب الله وحركة امل وتيار المردة وعدد من الكتل على انتخاب الرئيس فرنجية. من هنا يبدو اننا بحاجة الى بعض الوقت ليقتنع الاطراف الاخرون بان الاقتراب من المرشح الوازن عدديا هو اقرب الخيارات للانتخابات الرئاسية حتى هذه اللحظة لازالت المساعي مستمرة عند بعض الكتل لتبحث عن خيارات تتفق عليها وحتى الان يبدو ان العقبات كثيرة ولكنهم يريدون الانتظار اكثر وهذا يؤخر الانتخاب الرئاسي.

تسنيم: لقد لاحظنا حزب الله وحليفه حركة امل ترشيح الوزيرسليمان فرنجيه، هل المعارضة المسيحية ممكن تدفعكم الى تغيير اسم المرشح سليمان فرنجية ام لا؟

الشيخ قاسم:  اريد ان اصحح نحن لم نرشح الوزير سليمان فرنجيه نحن دعمنا ترشيحه وفرق بين الدعم والترشيح ومن حقنا ككتل نيابية في حزب الله وحركة مل ان ندعم المرشح الذي نجد انه يمتلك المواصفات المناسبة بما ان مجلس النواب هو الذي يختار ولدينا نواب في المجلس النيابي فنحن اعلنا بصراحة هذا الدعم. الان تحرك بعض القوى المسيحية لتعطي صورة بانها اكبر كتلتين مسيحيتين هما القوات اللبنانية وتيار الوطن الحر قد اتفقنا على مرشح ليعطوا الصورة بأن أكبر كتلتين مسيحيتين هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. قد اتفقنا على مرشح ليعطوا صورة بأن الاتجاه مع هذا الاتفاق أمر مبكر الحديث عنه.

وبالنسبة لحزب الله لازال يعلن بشكل واضح أن خياره هو الوزير فرنجية وكذلك حركة أمل، وليس لدينا خطة أخرى، يعني ليس لدينا بديل، هذا هو طرحنا وسنرى ماذا ستحمل الأيام.

تسنيم: في حال تغيرت الأمور والظروف هل يقبل حزب الله وحلفاؤه مقايضة رئاسة الجمهورية بمواقع أخرى، مثلاً حكومة حاكمية المصرف وغيرها من الأمور وهل سوف يؤثر ذلك على الاستقرار الداخلي؟

الشيخ قاسم:  لا يفترض أن أجيب على سؤال يحمل عشرين إلى ثلاثين احتمال، عندما يطرح علينا شيء نرى هل هو مناسب أم لا؟

وعلى أساسه إذا كان انتخاب الرئيس فرنجية في مقابله بعض الالتزامات في تركيبة الدولة في وضع الدولة وتنسجم مع هذا الانتخاب قد نوافق عليه، الأمر مرتبط بما هو مطروح، لكن كل ما تسمعينه اليوم هو عبارة عن نقاشات إعلامية سياسية ليس لها صاحب.

تسنيم: اتفاق الفرقاء اللبنانين على مناصب رئاسية هل سيكون بداية للانفراج الاقتصادي والاجتماعي في لبنان أم أنه سوف تعانون من ضغوطات امريكية قادمة؟

الشيخ قاسم:  بمجرد أن يحصل انتخاب لرئيس الجمهورية ستكون الخطوة التالية الطبيعية هي اختيار حكومة، والخطوة الثالثة الطبيعية وضع خطة انقاذ قيد التطبيق، يفترض أن يكون هذا المسار هو بداية انفراج في لبنان، أما كيف سيكون الوضع؟ هل ستقف بعض الدول عائق أمام هذه الاختيارات. هذا مبكر النقاش فيه، لأن أيضاً مصالح الدول الأخرى قد تأخذ بعين الاعتبار أن بلد مستقر فيه انتخابات أفضل من بلد ليس فيه انتخابات، وهذا قد يساعد في أي انتخاب يحصل.

تسنيم: سماحة الشيخ برأيكم، هل اتفاق الطائف مازال صالحاً للعيش في لبنان؟

الشيخ قاسم:  في رأينا اتفاق الطائف لازال صالحاً للعيش في لبنان، وليس مطروح لدينا أي تعديل في اتفاق الطائف.

تسنيم: مع أنه يوجد اتفاق الدوحة اليوم ما رأيكم به؟

الشيخ قاسم:  اتفاق الدوحة هو عمل تنفيذي في داخل اتفاق الطائف وليس بديلاً.

تسنيم: هل لبنان بحاجة اليوم إلى مؤتمر تأسيسي جديد يعيد تشكيل الخارطة السياسية؟

الشيخ قاسم:  نحن لسنا مع هذا الشعار الواسع الفضفاض الذي يخرب كل شيء، لا ندعو إلى مؤتمر تأسيسي بل نقول للأطراف الذين يرون ضرورة إجراء بعض التعديلات الدستورية، هناك طريق دستوري معروف، قدموا اقتراحاتكم إلى المجلس النيابي وعندما يجتمع المجلس النيابي بأغلبية الثلثين ويوافق على أي تعديل دستوري يتم هذا التعديل، وإذا لم يوافق لا يتم هذا التعديل. نحن لسنا مع فكرة العبث بالاقتراحات التي تضيع ما نحن فيه وتدخلنا في المجهول.

كلمة مؤتمر لتعديل النظام السياسي في لبنان مسألة فضفاضة وخطيرة في آن معاً، فلنطبق أولاً ما ورد في الطائف ولنعالج النواقص الموجودة فيه وعلى مهل يمكن النقاش جانباً بأي شيء يريدونه، لكن لا على قاعدة أن ننتظر مؤتمر تأسيسي ونجمد كل شيء، وبالتالي لا نصل إلى نتيجة في تطبيق الطائف. هذا ليس من قناعاتنا، قناعتنا يوجد نظام موجود، طبقوا هذا النظام.

تسنيم: المقاومة الإسلامية حزب الله قد عملت مناورة عسكرية ميدانية في جنوب لبنان (خلال الفترة الاخيرة) بكافة التكتيكات وأيضاً الأسلحة النوعية. ما هي الرسائل الداخلية وما هي الرسائل الخارجية التي أراد بها حزب الله أن يرويها للعالم سواء في لبنان أو خارج لبنان؟

الشيخ قاسم:  المناورة العسكرية التي قام بها حزب الله هي مناورة لبعض الأسلحة ولبعض التكتيكات وليس لكل الأسلحة وكل التكتيكات أردناها نموذجاً ينظر من خلالها الاسرائيلي وغير الاسرائيلي، ويفهم أن حزب الله في حالة جهوزية دائمة، وفي حالة تصميم على استمرار المقاومة، ويطور قدراته بشكل كبير ويستخدم تقنيات حديثة ولديه من اللباقة واللياقة المادية والمعنوية ما يساعد على تحقيق الهدف في تحرير الأرض وفي مواجهة العدو في اعتداءاته سواء في الرد على الاعتداء أو بالابتداء في مواجهة هذا العدو عندما تتطلب الأمور ذلك، إذاً المناورة هي رسالة إلى العدو أننا جاهزون وأقوياء وواثقون بأنفسنا ولا نخشى شيئاً في مشروعنا.

تسنيم: نأتي إلى السؤال الأخير سماحة الشيخ، حليفكم الأساسي الرئيس بشار الأسد في القمة العربية وعودته إلى الجامعة العربية، كيف تقرؤون هذا المشهد وأنتم الحليف الأساسي والأقوى بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، كيف تقرؤون هذه العودة السورية إلى حضن الجامعة العربية من كافة الجهات وخصوصاً بالملف بين حزب الله وسوريا؟.

الشيخ قاسم:  دخل الرئيس الأسد إلى القمة العربية في جدة، دخول الأبطال وكأن هذه القمة أعطته وسام النجاح في مواجهة المؤامرات التي حيكت ضد سوريا لمدة ثلاثة عشر سنه، وفي رأينا أن هذا النجاح هو ثمرة تكاتف محور المقاومة وخاصة الجمهورية الإسلامية وحزب الله وكل الأطراف الذين ساعدوا في هذا الامر ولا ننسى هنا الدور الكبير للشهيد الكبير قاسم سليماني الذي كان يقود هذا المحور في عملية الدفاع عن سوريا وموقع سوريا المقاوم، نحن الآن أمام إعلان اسمه بأن المؤامرة على سوريا سقطت، وأننا أمام مرحلة جديدة يفترض في هذه المرحلة الجديدة أن يتم إعمار سورية وإعادة الأراضي الأخرى، حل المشكلات مع تركيا، وإعادة النازحين إلى سوريا.

تسنيم: ماذا عن تواجدكم سماحة الشيخ في سوريا؟.

الشيخ قاسم:  تواجدنا مرتبط بمقدار الحاجة، نحن ليس لدينا طلبات، نحن سوريا الدولة وسوريا الأرض، نحن نعتبر أنفسنا عامل مساعد لتستعيد سوريا عافيتها وارضها وكرامتها ومكانتها بمقدار الحاجة لنا في سورية نكون موجودين. لا نحدد الآن لا الزمن ولا العدد، الأمر مربوط بالحاجة التي نتفق فيها دائما مع الرئيس بشار الاسد. وهناك تنسيق على اعلى المستويات.

تسنيم: الشكر لك سماحة الشيخ نعيم قاسم لحضورك في وكالة تسنيم الدولية للانباء ومبارك عليكم تحرير جنوب لبنان وكل عام وانتم بالف خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة