يذكر أنه عُقد اجتماع رفيع المستوى في كوبنهاغن، مع ممثلين من البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والصين، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، في يونيو، حيث تقرر خلاله إجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا في يوليو.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، إن الكرملين ليس على علم بأي خطط لمثل هذه المفاوضات.
وقال لافروف في مقابلة مع Lenta.ru: "لم نتلق مثل هذه الإشارات (من شركاء روسيا، المشاركين في الاجتماع). هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه المعلومات لا يمكن الاعتماد عليها، بالنظر إلى الرغبة العنيدة من قبل كييف والقيمين الغربيين على اتباع مسار الأعمال العدائية المتصاعدة، وكما أكدنا مرارا وتكرارا، فإن روسيا لن ترفض أبدا الحوار كوسيلة سياسية لتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة".
وأكد الوزير أن "الاجتماع في كوبنهاغن، كان هدفه الرئيسي إقناع ممثلي دول الجنوب بأن يدعموا إلى حد ما على الأقل، صيغة السلام التي وضعها فلاديمير زيلينسكي، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق وغير واعد، وهو ما نقوله صراحة لشركائنا من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية".
وأشار لافروف إلى أنه حتى قبل بدء العملية العسكرية الخاصة، حددت روسيا بوضوح أهدافها وهي "حماية سكان دونباس، ونزع السلاح وإبقاء أوكرانيا على الحياد، والقضاء على التهديدات الأمنية التي تنطلق من أراضيها، واجتثاث النازية الجديدة". وأشار الوزير إلى أنه سيكون من الضروري حل قضية ضمانات أمن روسيا على الحدود الغربية.
وشدد على أن "موقفنا لم تطرأ عليه تغيرات جوهرية. نحن منفتحون على الحوار، لكننا سنسترشد بمصالحنا المشروعة ومقارباتنا للتوصل إلى تسوية محتملة للوضع على الأرض".
وقال وزير الخارجية الروسي إن بلاده مجبرة على إعلان عدم الرغبة المطلقة من قبل القيمين الغربيين لفلاديمير زيلينسكي، باتخاذ أي شكل من أشكال تخفيف حدة النزاع الأوكراني، بما في ذلك مبادرات السلام في الصين والبرازيل والدول الإفريقية.
وأوضح لافروف: "نحن مضطرون إلى الإعلان عن عدم الرغبة المطلقة من قبل القيمين الغربيين لزيلينسكي، بالتوجه لأي شكل من أشكال التهدئة. لقد رفض نظام كييف بشكل مباشر وصريح إمكانية إجراء مفاوضات على أساس مبادرات السلام التي اقترحتها الصين والبرازيل والدول الإفريقية".
وأشار لافروف إلى بيان لوزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، طالب فيه الصين، كوسيط في التسوية الأوكرانية، بإقناع روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا، وإلا فإن الاتصالات مع المفاوضين الصينيين "ستكون مضيعة للوقت".
وأضاف الوزير: "في كييف، لم يجدوا شيئا أفضل من التوسل للحصول على دليل على "الموثوقية" من أولئك الذين يرغبون في أن يصبحوا وسيطا في عملية التفاوض".
وفي وقت سابق، رفض مستشار رئيس مكتب زيلينسكي، ميخائيل بودولياك، إمكانية إجراء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا على أساس مبادرات السلام التي اقترحتها البرازيل والدول الإفريقية، حيث أشارت موسكو مرارا وتكرارا إلى أنها مستعدة للمفاوضات، مع مراعاة الحقائق الجديدة، لكن كييف فرضت حظرا عليها على المستوى التشريعي. وتعلن كييف أنه لا يمكن إحلال السلام إلا بشروط أوكرانيا وبعد عودة البلاد إلى حدود عام 1991.