الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد، يوسف الشرقاوي، قال: إن ما جرى اليوم (الاثنين 19/6/2023) في جنين يعتبر فشلاً استخبارياً لجيش الاحتلال، حيث أن قوات الاحتلال الاستخبارية لم تستطع اكتشاف عبوات المقاومة، على الرغم من أنهم كانوا يحذرون منها قبل فترة.
وأوضح الشرقاوي في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن قوات جيش الاحتلال وقعت في كمين لم يكن في الحسبان مطلقا، مشيراً الى أنهم (قوات الاحتلال) كانوا يعتقدون أن العبوات الموجودة في جنين عبوات جانبية، ولا تؤثر على عربة النمر الجديدة، علماً ان هذه العربة جرى تصفيحها منذ اسبوع تقريبا.
وأشار الى أن الاحتلال قد يستفيد من هذه العملية، في جانب واحد، وهو أنه عرف بوجود مثل تلك العبوات، موضحاً أن الاحتلال يقوم باستطلاق النار، وقد يتلاشى الفشل الذي تلقاه اليوم مستقبلاً.
ولم يستبعد الخبير الشرقاوي أن يشن الاحتلال عملية على عسكرية على كافه المناطق في الضفة الغربية، وخصوصاً جنين ونابلس، لتنظيفها من الاسلحة، حتى يسهل السيطرة عليها.
وحول ردود الفعل "الاسرائيلية" التي أعقبت العملية، اشار الشرقاوي الى ان الاحتلال اعترف بتغير قواعد اللعبة في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية في جنين، وأن جنين ادخلت الاحتلال بقواعد لعبة جديدة، مشيراً الى أن هذا أيضاً قد يكون إما تقدير موقف او تهديد بأنه من الممكن ان يتحكم في قواعد اللعبة الجديدة، لانه الطرف الاقوى.
وتوالت ردود الفعل "الاسرائيلية" المطالبة بشن عدوان على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث قال وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت إنه "لا ملاذ للإرهاب ولن يكون موجودًا في أي مكان سواء في جنين أو نابلس أو غزة"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "ستصل لكل مخرب وسيكون القتال بلا هوادة بنهج هجومي واستباقي".
من جهته، قال وزير المالية بحكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش إن الوقت قد حان لشن عملية واسعة شمالي الضفة الغربية وإدخال القوات الجوية والمدرعة، وإنه سيطلب عقد اجتماع طارئ للمجلس الأمني والسياسي المصغر.
أما رئيس حزبه "يسرائيل بيتنو" أفيغدور ليبرمان، فقد دعا إلى اغتيال قادة حماس في قطاع غزة، محملًا إياها المسؤوله عن عمليات المقاومة بالضفة الغربية.
وقال ليبرمان، في مستهل اجتماع حزبه في الكنيست، إنه يجب شن عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية من أجل القضاء على المسلحين الفلسطينيين والتخلص منهم، بالتزامن مع استئناف عمليات الاغتيالات ضد قادة حماس في غزة.
وأضاف، "لا يمكننا قبول قواعد اللعبة التي يمكن من خلالها تأجيج الضفة الغربية بينما يكونون محصنين في غزة".
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين، فجر الاثنين (19/6/2023)، واشتبكت مع مقاومين، في مواجهات أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين، غير أن المقاومة نصبت كمينا في المدينة، فاجأ قوات الاحتلال، حيث أصيب سبعة جنود بحسب ما أعلن الجيش.