وأثار فوزه اتهامات المعارضة بتزوير الانتخابات المخاوف من نشوب أعمال عنف في البلاد التي تواجه اضطرابات أمنية منذ أكثر من عقد.
وندد المنافس الرئيسي عتيق أبو بكر الذي جاء في المركز الثاني بما وصفه بـ”اغتصاب للديموقراطية” نتيجة تزوير “غير مسبوق” في الاقتراع الذي فاز فيه مرشح الحزب الحاكم تينوبو.
وقال مرشح حزب الشعب الديمقراطي، الذي يحظى بشعبية في أوساط الشباب بشكل خاص، للصحفيين في أبوجا إن “عمليات التلاعب والتزوير التي صاحبت هذه الانتخابات لم يسبق لها مثيل في تاريخ أمتنا”، وفق تعبيره.
وحصل أبو بكر على نحو 7 ملايين صوت، لكنه وأحزابا أخرى، يقولون إن إعلان لجنة الانتخابات فوز تينوبو، شهادة حقيقية على انتخابات مزيفة. وكانت المعارضة السياسية قد طالبت بإلغاء الانتخابات حتى قبل إجرائها.
واعتبر أبو بكر أن النتائج التي أعلنتها اللجنة الوطنية للانتخابات “كانت منحازة بشكل صارخ” لصالح تينوبو (70 عاما) الذي فاز رسميا في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 8.8 ملايين صوت، بما يعادل 36% من إجمالي الأصوات.
ويمدد فوز تينوبو سيطرة حزب المؤتمر التقدمي على الحكم في أكبر بلدان أفريقيا من حيث عدد السكان وأكثرها إنتاجا للنفط، غير أنه -في الوقت ذاته- يرث سلسلة من المشكلات من الرئيس السابق محمد بخاري الذي ينتمي للحزب نفسه، أبرزها الاقتصاد المتداعي وأنشطة المجموعات المسلحة، فضلا عن انتشار الفقر بين السكان.
وقالت عائشة أبو بكر مسؤولة المراسم والإعلام بحملة المرشح الفائز بانتخابات نيجيريا: إن “انتخابات 2023 نزيهة وحرة والمنافسة فيها حادة، والنتائج لم تزور”. يشار إلى أن 18 مرشحا شاركوا في الانتخابات الرئاسية، لكن التنافس انحصر بين مرشحي الحزب الحاكم وحزب الشعب الديمقراطي وحزب العمل.
ورغم الإقبال الضعيف ورفض المعارضة لنتائج الانتخابات، خطب تينوبو بعد فوزه قائلا “إلى أولئك الذين لم يدعموني أطلب منكم ألا تسمحوا لخيبة الأمل في هذه اللحظة أن تمنعكم من تحقيق التقدم الوطني التاريخي الذي يمكننا تحقيقه من خلال العمل معا”.
وكانت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نيجيريا قد أعلنت فوز تينوبو (70 عاما) برئاسة البلاد حاصلا على 37% من الأصوات، بعد أن حصل على نحو 8.8 ملايين صوت. فيما حصل مرشح المعارضة الرئيسي أتيكو أبوبكر الذي لم يحالفه الحظ للمرة السادسة على 29% بجملة أصوات بلغت حوالي 7 ملايين صوت. وحلّ ثالثا مرشح حزب العمال بيتر أوبي بـ25% من الأصوات وتعادل 6.1 ملايين صوت.
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 26% من جملة الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 90 مليون ناخب. وحسب خبراء في المركز الأفريقي للمجلس الأطلنطي الأميركي، فإن النسبة التي حصل عليها تينوبو تعتبر أقل نسبة حصل عليها رئيس نيجيري في كل السباقات الرئاسية في تاريخ البلاد.
كما أشار عدد من المراقبين إلى أن تأخر افتتاح مراكز الاقتراع بسبب تأخر نقل المواد وتأخر وصول الموظفين أشعل الفوضى واضطرابات وسط الناخبين، وهو ما رفضته اللجنة الوطنية للانتخابات، مؤكدة على شفافيتها ونزاهتها مع الإقرار بوجود نسبة ضئيلة من التجاوزات لا تؤثر بأي حال في مصداقية العملية الانتخابية ونتائجها. وعزا بعض المواطنين ضعف الإقبال إلى نقص وانعدام السيولة النقدية ما أعاق سفرهم إلى ولاياتهم للتصويت.