وسورة "المدثر" المباركة هي السورة الـ74 من القرآن الكريم ولها 56 آية كريمة وتصنف في الجزء الـ 29 من المصحف الشريف وإنها سورة مكية وهي السورة الرابعة بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وسمّيت سورة المدثر بهذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى قد افتتحها بلفظ المدثر، وأصل اللفظ المتدثر، وهو الذي يقوم بالتدثر بثيابه حتى يستدفئ فينام، ومنه الدِّثار، ويُراد بالمدثر في هذه السورة رسول الله (ص) حيث وصفه الله تعالى بهذا الوصف.
وسورة المدثر تخاطب في مطلعها رسول الله (ص) ليقوم وينذر الناس.
ويتلخّص محتوى السورة في أمر الله تعالى لرسوله (ص) بإعلان الدعوة العلنية، ويأمره أن ينذر المشركين، والتمسك بالصبر والاستقامة في هذا الطريق، كما تُشير السورة إلى المعاد وأوصاف أهل النار الذين واجهوا القرآن بالتكذيب، وإلى أهل الجنة وعواقبهما، والإشارة أيضاً إلى بعض خصوصيات الناس مع إنذار الكافرين. كما تُبيّن أنّ عاقبة الإنسان بعمله، وتوضّح كيفية فرار الجهلة والمغرورين من الحق.
ويصنف المفسر الكبير العلامة "الطباطبائي" سورة المدثر إلى ثلاثة محاور وهي كالتالي:
أولا: أمر رسول الله (ص) بالقيام وإنذار الناس
والثاني: يضم الآيات التي تشير إلى إعجاز القرآن الكريم وعظمته
والثالث: الآيات التي تهدد من يشكك في القرآن الكريم.
وتشير السورة المباركة إلى الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى النار حيث قال تعالى على لسان أهل النار "قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ؛ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ؛ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ؛ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ".