وقال”الهذلول” في حوار أجرته معه صحيفة “إندبندنت” البريطانية الجمعة، إن الوضع الصحي لشقيقته يزداد سوءاً، وأنه يخشى من أن يكون علاجها أكثر صعوبة.
ونقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن الهذلول (31 عاماً)، إن أسرته حاولت الاتصال بالسلطات السعودية، لكنها رفضت إعطاء أي معلومات واضحة، وتابع: “أنا قلق عليها (..) ومن المحتمل أن يزداد الأمر سوءاً خاصة في ظل انعدام الشفافية، ووجود علامات استفهام حول العدالة وسيادة القانون (في المملكة)”.
وأضاف: “لم نكن نظن أن يكون هناك معاملة وحشية وتعذيب، لم نكن نعرف كل هذا الجنون حتى نوفمبر الماضي، بعد أن تحدثت لجين إلى والدي الذي زارها وكانت يداها ترتعشان، لقد شاهد علامات التعذيب والحروق والكدمات على ساقيها”.
ويشرح “وليد” المزيد من التفاصيل حول تعذيب شقيته: “تعرضت للجلد والضرب والصعق بالكهرباء. كان الرجال الملثمون يوقظونها أحياناً في منتصف الليل وسط صرخات الوعيد والتهديد”.
وأضاف: “لقد أبلغت والدي أنها كانت تتعرض للتحرش الجنسي اللفظي وأيضا التحرش الجنسي على أيدي جلاديها، الذي وضع أحدهم ساقيه على رجليها كما لو أنك وضعت ساقيك على الطاولة، وكان يدخن وينفخ دخان سيجارته بوجهها”.
تصريحات وليد الهذلول تأتي بعد أن طالب البرلمان الأوروبي، الخميس، السلطات السعودية بضرورة الإفراج عن الناشطات الذين جرى اعتقالهم خلال السنوات الماضية، فقط لأنهن انتقدن سياسات المملكة.
وكانت الهذلول قد اعتقلت في مايو الماضي، وهي واحدة من عدة ناشطات سعوديات كن يطالبن بمزيد من الحقوق للمرأة السعودية ومنها قيادة السيارة، التي أقرتها المملكة العام الماضي.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن المستشار في الديوان الملكي السابق، سعود القحطاني، كان حاضراً إحدى جلسات استجواب الهذلول، وأشرف على تعذيبها بنفسه وهددها بالاغتصاب والقتل وتقطيعها ووضعها في نظام الصرف الصحي.
يذكر أن القحطاني ورد أسمه كأحد أبرز المتهمين بقضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده باسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
وبحسب وليد، فإن شقيقته تقدمت بشكوى رسمية بسبب ظروف اعتقالها وتعذيبها، عندما كانت في سجن دهبان الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة قرب جدة، غير أنها لم تصل، كما تقدمت بأخرى وهي في سجن الحائر قرب الرياض.
وبين شقيق الهذلول أن الشكوى الثانية مازالت في مرحلة الإجراءات، مشيراً إلى قيام لجنة حقوقية سعودية بزيارة شقيقته بعد أن خرجت التقارير الحقوقية التي تتحدث عن عمليات التعذيب التي تعرضت لها.
وقال: “الشكوى قدمت في وقت مبكر من هذا الشهر (فبراير)، لكن الإدارة لم تصدر بعد رقماً مرجعياً تحتاجه لمعالجه التظلم”، مضيفاً: “أن وفداً من الهيئة الحكومية للجنة السعودية لحقوق الإنسان ذهب لزيارتها بعد نشر تقارير عن تعذيبها”.
وطلب الوفد من الهذلول أن تكتب شهادتها عن التعذيب، وعندما انتهت من كتابتها سألت أحد الأشخاص الثلاثة الذين زاروها، هل تستطيع أن تحميني؟ فقال لها لا أستطيع، فقامت بتمزيق الورقة وبكت لأنها شعرت أن ذلك سيكون عديم الفائدة”.
وعن الأسباب التي دفعتهم للسكوت طيلة الفترة الماضية من اعتقال لجين، قال شقيقها: “عندما ألقي القبض عليها فضلنا عدم الظهور على وسائل الإعلام؛ لأننا كنا نظن أن الصمت سيحل المشكلة، لكن الأمر ازداد سوءاً”.