وتم إصدار ترجمة الكتاب في أكتوبر الماضي عن دار نشر "آلان ناشرون وموعون" في عاصمة الأردن "عمّان" في 198 صفحة، حيث نشر لأول مرة عام 2008 في "بريشتينا" عاصمة كوسوفو، وحصل على جائزة أفضل كتاب لعام 2009 للميلاد من معهد الثقافة والفكر الإسلامي في ألبانيا.
ويعتقد المؤلف في هذا الكتاب أن الزيادة في عدد الترجمات الألبانية من العربية هي نقلة نوعية لترجمة الأدب العربي، ويؤكد أن أول اهتمام بالأدب العربي في ألبانيا حصل العام 1921 بالتزامن مع إصدار أول ترجمة للقرآن الكريم إلي اللغة الألبانية.
وهذا يعني أن القرآن الكريم قد أتخذ محوراً للعربية ولما فيه من فصاحة وبلاغة حيث يعتبر أجمل نص في العربية.
وتنبع أهمية الكتاب من ناحية أخرى من المؤلف فتحي مهديو (1944)، الذي يعتبر من أبرز الأسماء في الدراسات الشرقية عند الألبان ومن أغزرهم نتاجاً في التأليف والترجمة.
وكان مهديو قد تخرج من قسم الدراسات الشرقية في جامعة بلغراد، حيث ناقش هناك رسالة الماجستير عن "ترجمات القرآن إلى اللغة الصربوكرواتية" التي وسّعها لاحقاً لتضم ترجمات القرآن إلى اللغة الألبانية أيضاً.
ويبدو أن انشغاله بهذا الموضوع دفعه إلى ترجمة القرآن إلى الألبانية ليدخل التاريخ في 1985 باعتباره صاحب أول ترجمة كاملة ومباشرة للقرآن من العربية، ليفتح الباب بذلك إلى ترجمات متنوعة تجاوزت العشر حتى الآن!
وباعتباره من مؤسّسي قسم الدراسات الشرقية في جامعة بريشتينا (1973)، الذي كان الثالث من نوعه في يوغسلافيا السابقة بعد بلغراد وسراييفو، فقد تأثر أيضا بأستاذه العالم المعروف حسن كلشي (1923-1976) الذي يمكن اعتباره مؤسّس الدراسات الشرقية الحديثة الألبانية، والذي اهتم بدراسة وترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية.
وفي هذا الإطار جمع مهديو كأستاذه بين تدريس العربية في القسم ونشر الدراسات عن الأدب العربي وترجمة بعض ممثليه من الشعر الجاهلي حتى الأدب العربي الحديث. وإلى جانب ذلك فقد تابع حركة الترجمة وخصّص لها أطروحته للدكتوراه، التي تصدر الآن بشكل موسع لتشمل قرناً غنياً بالترجمات الألبانية لأكثر من 150 شاعراً وكاتباً عربياً.
ويبدو أن مهديو في كتابه هذا إنتهج طريق أستاذه "حسن كلشي"(1922 - 1976) الذي قد أصدر دراسة تحليلية عنوانها "القرآن؛ أعظم أثر في الأدب العربي" التي جاءت مدخلاً علي كتاب "مختارات من القرآن".
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل ترجمة "فتحي مهديو" للقرآن الكريم، قام عدد من المسلمين وغير المسلمين بترجمة هذا الكتاب المقدس من اللغات الغير عربية إلى اللغات المستخدمة في منطقة البلقان بما فيها صربيا، والبوسنة، وبلغاريا..
وقد إزداد الإقبال علي ترجمة القرآن الكريم إلي الألبانية بعد رفع العلماء حرمة الترجمة الأمر الذي خلق تنافساً في مجال ترجمة القرآن الكريم.