وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن المجزرة البشعة التي ارتكبتها "داعش" في مرقد السيد احمد بن موسى الكاظم ع الشهير بلقب (شاهجراغ ) في مدينة شيراز الى جانب اعمال الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا ، كشفت حجم المؤامرة الدولية الغاشمة التي تتعرض لها الجمهورية الإسلامية والتي بلغت حد تحريض بعض المرتزقة على محاربة الثورة الإسلامية داخليا بهدف الإطاحة واغراق الشارع بالدماء البريئة بعد تقويض السلم الأهلي وبث القلاقل في ربوع بلادنا العزيزة.
جاء ذلك في الاحتفال التابيني الذي اقامته امس القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في النجف الاشرف بمناسبة اربعينية شهداء شاهجراغ. وقد حضر المراسم جمهور غفير من علماء وفضلاء الحوزة العلمية وأساتذة الجامعات وشيوخ العشائر ومعاون محافظ النجف الاشرف.
كما حضر الاحتفال ممثل سماحة الامام الخامنئي دام ظله بالإضافة الى بعض وكلاء المراجع العظام وعدد من الوجهاء ورؤساء المواكب الحسينية في النجف الاشرف. وقد احتضنت قاعة قادة النصر في مستشفى الامام عليه السلام بالنجف الاشرف هذه المراسم.
وأشار كنعاني الى ان ابطال المقاومة الإسلامية العراقيين والإيرانيين واللبنانيين والسوريين نجحوا في الحاق الهزيمة المذلة بالفتنة التكفيرية الدموية وتقويض ما سمي ب"دولة الخلافة" ، وهو الامر الذي أجج نيرانا من الاحقاد في نفوس الإرهابيين الدواعش الذين يناصبون العداء لكل القيم الايمانية والإنسانية والحضارية وهم لم ولن يتورعوا عن قتل المواطنين العزل كما حصل في شيراز ومن قبل في العراق والعديد من بلدان العالم.
وأوضح معاون وزير الخارجية ان شيعة آل البيت النبوي الشريف تعرضوا للقسم الأكبرمن هذه المجازر الفظيعة التي تعكس الماهية الاجرامية والدموية لعملاء التحالف الأمريكي - الصهيوني- الرجعي .. التحالف الذي سخر جميع ادواته العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية لمعاداة الجمهورية الإسلامية ، سعيا الى هدف الإطاحة بالنموذج الإسلامي الفذ الذي قدمته ايران طيلة العقود الماضية، مما ظهر جليا في حوادث الأشهر الاخيرة على مستوى اثارة اعمال الشغب وتنفيذ عمليات الجريمة المنظمة في طول البلاد وعرضها.
وأضاف كنعاني ان مجزرة داعش حيال المواطنين المصلين الذين توافدوا على مرقد السيد احمد شاهجراغ (عليه السلام) ، اكدت السلوك الاجرامي لهذا التنظيم التكفيري الذي يتقرب الى اسياده المستكبرين بسفك دماء شيعة آل البيت (عليهم السلام) بعدما اذاقه ابطال المقاومة الإسلامية وعلى راسهم القائدان الكبيران الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني مرارة الهزيمة والطرد المذل. فالدواعش المجرمون يقفون في خندق واحد مع الاستكبار الأميركي الصهيوني الرجعي ضد من حققوا النصر عل الإرهاب والاحتلال بدليل ان حكومة واشنطن لم تندد بالمجرزة ولا الدول الغربية أيضا.
وشدد السيد نصر كنعاني على ان دماء شهداء مزار السيد احمد بن موسى الكاظم (ع) لن تذهب هدرا لان المقاومة التي هي اليوم اقوى عودا ستطارد الإرهابيين السفاحين أينما ختلوا او اختبأوا لكي ينالوا جزاءهم العادل ، علما ان الشعب الإيراني الذي خرج في تشييع ملاييني مهيب لشهداء هذه المجزرة في العاصمة طهران ومختلف المحافظات والمدن الأخرى ، حدد موقفه الحازم من المؤامرة الدولية والتكفيرية واعمال الشغب والجرائم المنظمة الإرهابية التي تسهدف برمتها اصل النظام وتفريغ الثورة الإسلامية من مكتسباتها بغية إعادة ايران الى مربع العمالة والارتهان للامبريالية الأميركية-الصهيونية وهو ما لن يكون بتماسك الجماهيروالتفافها خلف ولاية الفقيه وقيادة الامام الخامنئي الربانية للجمهورية الإسلامية.
كما القى سماحة قائد الثورة الإسلامية الامام الخامنئي كلمة قيمة امام جموع المعزين في المراسم أوضح ان عصابات داعش التكفيرية تنفذ اجندة الاستكبار العالمي وهي تتعمد تشويه صورة الإسلام الناصعة بسلوكيات دموية إجرامية وارهابية وهو ما خططت وعملت له الدوائر الاستخبارية الغربية والصهيونية والسعودية طيلة العقود الثلاثة الماضية.
وقال اية الله السيد مجتبى الحسيني في كلمته نيابة عن سماحة قائد الثورة الإسلامية ان المسلمين واتباع المثل الإنسانية كافة ادانوا واستنكروا جريمة الدواعش الكفار في مزار السيد احمد شاهجراغ بشيراز وعبروا عن غضبهم الشديد إزاء هذه المجزرة التي راح ضحيتها المواطنون الأبرياء نساء ورجالا واطفالا ، كما ان أبناء الإسلامية اعربوا عن شديد مواساتهم مع الشعب الإيراني المؤمن.
وبين السيد الحسيني ان الدواعش لا يمتون بصلة للاسلام وان الشريعة لها احكام خاصة في طريقة القصاص ممن هم على شاكلة هؤلاء المنحرفين والمضللين ، موضحا ان الدماء البريئة التي اريقت ظلما وعدوانا ستحصن مسيرة الجمهورية الإسلامية المتعالية اكثر فاكثر وهي الحقيقة التي اثبتتها وقائع الثورة الإسلامية على امتداد تاريخها الحافل بالتضحيات والمكتسبات والتحديات.
وقد عرض في المراسم فيلم وثائقي عن مجزرة داعش في شيراز كما القى الشاعران حيدر الشكري من النجف وسيد كرار العوادي من الديوانية ابياتا شعرية باللغتين الفصحى والدارجة تناولت ابعاد هذه الجريمة النكراء ، واشادت بصمود شيعة ال البيت عليهم السلام على الدوام في مجابهة المظالم والأزمات والمصائب المتوالية.
النجف الاشرف- حميد حلمي زادة