وفضّل الله البشر بصفتين بارزتين جعلهم بهما يتجاوزون كل الاختلافات العرقية والفئوية والاجتماعية وهي أصل الفطرة البشرية كصفة مشتركة بين البشر وتعاليم الدين الإسلامي، والاعتقاد بوحدانية الله.
وتواجه الأمة الإسلامية اليوم مشاكل وتحديات كبيرة، ويعمل أعداء الأمة الإسلامية على إظهار الخلافات وتحجيمها كسبيل نحو تفريق الأمة وهنا تظهر ضرورة معرفة مؤامرات الأعداء واجتناب الفرقة والتشرذم.
وبسبب الأوضاع التي تمرّ بها الأمة الاسلامية حالياً، يجب على المسلمين معرفة مخططات الأعداء وإحباطها، وتجنب الانقسام والفرقة بالاضافة إلى الحفاظ على الوحدة والتضامن.
وتكمن أهمية هذا الموضوع في أن الله قد أوضح أهمية الوحدة وأسباب الاختلاف في أكثر من 50 آية، كما جاء في الآية الـ103 من سورة "آل عمران" المباركة: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".
وقال تعالي في سورة آل عمران المباركة " وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا" وهناك تفاسير عديدة للآية الكريمة هناك من قال إن حبل الله هو القرآن وهناك من قال هو القرآن والسنة، وطاعة الله، والتوحيد الخالص، وولاية أهل البيت (ع) وهناك من قال جميعها حبل الله المتين.
وجاء في "تفسير النور" للمفسر الايراني للقرآن الكريم "الشيخ محسن قرائتي" أن الله سبحانه وتعالى يدعو في الآية الـ103 من سورة "آل عمران" المباركة يدعو المؤمنين إلى الوحدة، وينهي عن الفرقة، كما أنه على المجتمع الإسلامي أن يحافظ على وحدته بالاعتماد على مبدأ التوحيد الذي يرتبط بأصول التوحيد العملي.
وبحسب القرآن الكريم والسنة النبوية فإن المسلمين إن أرادوا القوة والاقتدار عليهم التمسك بالوحدة والوئام والمحافظة علا أصول الوحدة وقيمها.
وهناك حلول مختلفة للحفاظ على الوحدة وتجنب الانقسام والفرقة بما فيها الرجوع إلى الكتاب والسنة، وتقوية العلاقات، وخلق مساحة للحوار والاهتمام بالأحكام الأخلاقية في الحياة الاجتماعية.