وأضاف: "تقع على جميع الدول الإسلامية واجبات ومسؤوليات، وأن الطريق الصحيح هو الحوار بين الجميع، وعلى الجميع اتخاذ خطوات عملية لتحقيق ذلك".
وتابع: "في اعتقادي، يجب أن نفرق بين الشيعة كمذهب والشيعة كدولة. ونحن أهل السنة والجماعة نعترف بوجود طائفة كبيرة من المسلمين تسمى الشيعة، ومذهب الإمام جعفر الصادق(ع) مذهب مُعتمد حتى في الأزهر الشريف، ولكن الإشكالية فيما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن، ولذلك لا بد أن تحل هذه المشاكل قبل أي شيء".
ولفت القره داغي إلى أنه شخصياً يؤيد "كل دعوة لجمع المسلمين على كلمة سواء، بل لجمع الإنسانية أيضاً على التعايش السلمي والخير والبركة، انطلاقاً من قوله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن (والأرض وضعها للأنام). حيث بيّن الله سبحانه وتعالى بأن الأرض خلقها لجميع المخلوقات وليست لجهة أو طائفة دون أخرى".
وأردف: "نحن جميعاً شركاء في هذه الأرض وشركاء في هذا الكوكب، ولكن علينا جميعاً أيضا أن نأخذ بقواعد الشراكة التي تقوم على العدل والمساواة، وعلى عدم البغي وعدم العدوان وعدم محاولة اجتثاث الآخر؛ فهذا هو أهم شيء في قضية التعايش، لأنه حينما يكون هناك عدوان لا شك أن ذلك سيُقابل بعدوان آخر؛ فكل فعل يترتب عليه رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه، وهذه قاعدة صحيحة".
وأشار إلى أن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان قد دعا سابقاً إلى كلمة سواء بين جميع مكونات الأمة الإسلامية سواء شيعة وسنة أو حتى مع بقية المكونات الإسلامية الأخرى، ولكن على أساس العدل والإنصاف، وقد قام رئيس الاتحاد الأسبق، فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي بجهود حقيقية في مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية، ولكن مع الأسف الشديد لم تحقق هذه الدعوة والجهود أهدافها".
والجمعة، توجّه شيخ الأزهر أحمد الطيب، بـ"نداء إلى علماء الدين الإسلامي في العالم كله إلى المسارعة بعقد حوار (إسلامي إسلامي) جاد، من أجل إقرار الوحدة والتقارب ونبذ أسباب الفُرقة والفتنة والنزاع الطائفي".
وأضاف الطيب، في كلمة له خلال مشاركته في اليوم الختامي لملتقى حوار الأديان الذي أقيم ليومين بعاصمة البحرين المنامة: "أتوجه بهذه الدعوة إلى إخوتنا من المسلمين الشيعة، وإنني على استعداد (..) لعقد هذا الاجتماع لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز وحدة المواقف الإسلامية".