ومع إغلاق صالات الرياضة في ظلّ انتشار فيروس كوفيد-19، وانتشار مخاوف لدى الرياضيين من احتمال التقاط العدوى، لجأ عددٌ كبير من الأشخاص إلى تمارين اللياقة الافتراضية من خلال استخدام برامج التدريب المنزلي.
لكن نظراً لوجود الكثير من المتغيرات المستمرة والمتناقضة في هذا المجال، قد يكون من الصعب تحديد أنواع تمارين الرياضة التي تُناسبكِ وتُعطي النتائج التي تطمحين لتحقيقها.
نُسجت خرافات عدة حول ما ينبغي، وما لا ينبغي، للمرأة أن تفعله في تمارين الرياضة واللياقة البدنية. ولعلنا جميعاً، نحن النساء، صدّقنا في كثيرٍ من الأحيان بعضها (وربما جميعها) في مرحلةٍ ما من حياتنا.
ولو أنكِ بدأتِ للتو في ممارسة الرياضة، فقد تشعرين ببعض الرهبة والارتباك عند قراءتك نصائح متضاربة على الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي.. لذلك دعينا نضع الأمور في نصابها الصحيح، ونكشف زيف بعض الخرافات الأكثر شيوعاً.
الرياضة تقلل دهون الجسم في مناطق معينة
لعلّ أكثر الأسئلة المطروحة في تمارين رفع الأثقال هو: كيف تُسهم الرياضة في تقليل الدهون أو "تنسيق" جزءٍ معيّن بالجسم؟ وتعود هذه التساؤلات إلى الترويج الذي يقوم به مشاهير مواقع التواصل ومدربات الإنترنت لهذه التمارين، مع عناوين براقة تزعم أنها تستهدف "دهون البطن" أو "دهون الذراعين" مثلاً.
وفي الواقع، خلصت مراجعة بحثية حديثة إلى أن التمارين العضلية في الرياضة ليس لها أي تأثير على تراكمات الدهون في أجسامنا، ولا يمكنها أن تقلّل الدهون في منطقة معيّنة. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الفكرة هي على الأرجح نتاج "استراتيجيات تسويق فعالة، يستخدمها نجوم مواقع التواصل لزيادة شعبيتهم وشركات الإعلانات الراغبة في زيادة مبيعاتها".
والحقيقة أننا لا نستطيع اختيار تخفيف الدهون في مكانٍ دون الآخر في الجسم، وهذا إلى حد كبير يرجع إلى جنسنا وجيناته. فعلى سبيل المثال، الدهون في جسم النساء أكبر منها في جسم الرجال، ومعظمها تتراكم في الجزء السفلي من الجسم (الوركين والفخذين والمؤخرة) على عكس الذكور الذين تتركز دهونهم في منتصف الجسم (حول المعدة).
ولو أن أحد أهدافك إنقاص الوزن، و"تنسيق" جزء معيّن من الجسم، فالحلّ الوحيد هو تقليل الدهون في الجسم بشكلٍ عام وزيادة كتلة العضلات بتمارين القوة. ولا تسمعي لأي شخص يخبرك بعكس ذلك.
رفع الأثقال يجعلكِ ضخمة
ليس بناء العضلات أمراً سهلاً في الرياضة، خاصة للنساء. يمكننا رفع أثقال كما نحب، لكن الإناث من الناحية الفيزيولوجية لا يمكنهن بناء عضلات كبيرة مثل الذكور، ومجتمع كمال الأجسام خير دليل على ذلك.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن عضلات مقدمة الذراعين لدى الذكور أكبر بمرتين من تلك التي لدى الإناث، ولو بعد سنواتٍ من التدريب المماثل. وفضلاً عن ذلك، فعدد ألياف العضلات في أجسام الذكور أكبر من الألياف لدى الإناث، وهذا يعني أن لديهم قدرة أكبر على بناء العضلات.
والحقيقة أيضاً أن المرأة ليس لديها ما يكفي من التستوستيرون لتطوير كتلة عضلات مماثلة للرجل، وبالتالي تدريبات القوة لا تزيد بشكلٍ كبير من حجم العضلات عند النساء. لكن استخدام الستيرويدات عند الرياضة يفعل ذلك، وهذا ما يتم ملاحظته عند النساء اللاتي يُمارسن المصارعة.
ومع ذلك، تتمتع بعض الرياضيات الإناث بقوة رهيبة في رفع الأثقال. وهذا لا يحدث إلا بعد سنوات من التدريب المركّز واليومي المتعب، بطريقة محددة، مع استهلاكٍ غذائي معيّن وكافٍ لبناء العضلات.
بعبارة أخرى، يتطلب الوصول إلى هذه النتيجة الكثير من الجد والاجتهاد ومستوى من الأداء يختلف عن ذلك الذي نبذله في الصالة الرياضية.
وعوضاً على أن نطلق على فتاةٍ بعضلاتٍ وصف "ضخمة"، لنكتفِ بتسميتها قوية ورياضية، وربما متمكنة.
الرياضة بمعدة فارغة فعاليتها أكبر في خسارة الدهون
غالباً ما يروَّج للتمرينات بمعدة فارغة بأنها تسهم في حرق الدهون؛ ورغم أنها تزيد من أكسدة الدهون (أي استخدام الدهون كوقود) فإنها لا تُترجم بالضرورة إلى خسارة دهون الجسم.
فالتأثير الأكبر على فقدان الوزن أو التغيرات في فقدان الدهون، يتحقق من نقص السعرات الحرارية على فترة زمنية طويلة، بغض النظر عن تناول وجبة الإفطار من عدمه.
وممارسة التمارين على معدة فارغة قد يؤدي أيضاً إلى الضغط على الجسم، وهذا -بمرور الوقت- يؤدي إلى خطر الإصابة بجروحٍ، إصافةً إلى ضعف جهاز المناعة والاضطرابات الهرمونية.
وبشكلٍ عام، لا تُنصح النساء بممارسة التمارين على معدة فارغة؛ لأنها قد تعرّضكِ لخطر عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها في بعض الأحيان، حين لا تتوفر الطاقة الكافية (أي السعرات الحرارية).
وحتى لو اكتفيتِ بموزة أو شريحة من الخبز المحمّص مع زبدة الفول السوداني، فهذا الوقود الإضافي سيوفر لجسدك وضعاً أفضل (وأكثر صحة) لممارسة الرياضة.
تمارين القوة تبني العضلات فقط
تقوية العضلات من شأنها أن تقوي العظام أيضاً؛ وذلك لأن العضلات تضع ضغطاً على العظام، التي تستجيب من خلال تجديد نفسها وتقويتها. ما أهمية ذلك للنساء على وجه الخصوص؟
حسناً، نحن نكتسب معظم كتلة عظامنا عند بلوغ سن 18 عاماً. ولكن الكتلة العظمية لا تبلغ ذروتها حتى سن 25-30 تقريباً، وبعد ذلك يكون فقدان العظام أسرع من تكوينها. تحدث هذه العملية بوتيرة أسرع لدى النساء وفي سنٍّ صغيرة، وقد تؤدي إلى هشاشة العظام وسهولة تعرّضها للكسر.
ولكن هناك أشياء يمكننا القيام بها لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام حين نتقدم في السن، مثل رفع الأثقال. وتُنصح النساء من جميع الأعمار بممارسة تمارين تقوية العضلات يومين في الأسبوع على الأقل. ووفق موقع Glamour، فقد تشمل هذه التمارين رفع الأثقال، واستخدام أشرطة المقاومة، وتمارين وزن الجسم، واليوغا أو البيلاتس.