وقال مصدرٌ مطلع إنّ "مفاوضات لتفادي سقوط الدولة، بدأت بين قادة المجلس العسكري الذين قادوا الانقلاب في بوركينا فاسو، والرئيس العسكري المعزول، برعاية توغو وكوت ديفوار".
وأعلن قائد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، رفع حظر التجول في البلاد، داعيا إلى إنهاء أعمال النهب والتخريب.
وقال تراوري، في بيانٍ له إنه "تقرر رفع حظر التجول، وندعو لإنهاء أعمال النهب والتخريب".
هذا وأضرم متظاهرون في بوركينا فاسو، النيران في مبنى تابع للسفارة الفرنسية، احتجاجاً على "التدخل" الفرنسي في الشؤون الداخلية لبلادهم، رغم نفي باريس للأمر.
من جانبه، دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "بشدّة" الانقلاب الذي نفذته مجموعة عسكرية في بوركينا فاسو، أمس الجمعة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيانٍ اليوم: "يشعر الأمين العام بقلقٍ بالغ إزاء التطورات الجارية في بوركينا فاسو، ويُدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، ويدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والانخراط في الحوار".
وأضاف: "يعرب الأمين العام عن دعمه الكامل للجهود الإقليمية من أجل العودة السريعة للنظام الدستوري في البلاد... تحتاج بوركينا فاسو إلى السلام والاستقرار والوحدة لمحاربة الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية العاملة في أجزاء من البلاد. ويؤكد الأمين العام من جديد التزام الأمم المتحدة بمساندة شعب بوركينا فاسو في جهوده لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين".
وصباح السبت، سمع دوي إطلاق نار في وسط عاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو، بعد يوم من انقلاب عسكري جديد ضد رئيس المجلس العسكري، بول هنري سانداوغو داميبا.
ونقلت إذاعة "راديو أوميغا" المحلي عن شهود أنّه سُمع دوي إطلاق نار في وسط العاصمة واغادوغو.
من جانبها، ذكرت صحيفة "لو فاسو" المحلية أنّ وسط العاصمة يشهد تعزيزات أمنية مشددة من قبل قوات مسلحة تابعة للجيش، مضيفة أن مقر التلفزيون الرسمي، القريب من القصر الرئاسي، محاط بالقوات التي منعت الموظفين من الوصول إلى المبنى.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ المحال التجارية لا تزال مغلقة في منطقة السوق الكبير بوسط العاصمة، بينما تنتشر المتاريس الأمنية في غالبية الشوارع.
ويوم الجمعة، أعلنت مجموعة من الجنود في بوركينا فاسو الاستيلاء على السلطة وإقالة رئيس المجلس العسكري الحاكم، بول هنري سانداوغو داميبا، وحل الحكومة وإلغاء الدستور.
وكانت العاصمة واغادوغو قد عاشت، منذ صباح الجمعة، توتراً أمنياً وسُمع دوي إطلاق نار كثيف بالقرب من مبنى الرئاسة ومقر المجلس العسكري، فيما تم قطع بث التلفزيون والإذاعة الرسميين.
هذا واعترفت رئاسة بوركينا فاسو لاحقاً بحدوث تمرد في الجيش وقالت إن "محادثات جارية لاستعادة الهدوء والسكينة"، مضيفةً أنّ "العدو، الذي يهاجم البلاد، لا يريد سوى الانقسام بين البوركينيين من أجل إكمال عمله لزعزعة الاستقرار".
وكان مئات المواطنين تظاهروا في مدينة "بوبو ديولاسو" العاصمة الاقتصادية لبوركينا فاسو (غربي البلاد)، الخميس الماضي، للمطالبة برحيل الرئيس بول هنري سانداوغو داميبا لعدم كفاءته في إدارة الملف الأمني، ولا سيما في أعقاب الهجوم الذي استهدف قافلة إمدادات في مدينة جاسكيدي شمال البلاد ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.