وأطلقت دار الثورة الاسلامية لحفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي كتاب "جهاد التبيين" بالتعاون مع المستشارية الثقافية وجمعية المعارف الثقافية في بيروت، وذلك في حفل حاشد وبرعاية وحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين وفعاليات سياسية وإعلامية وثقافية.
وتزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لكلمة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي مع طلّاب الجامعات التي اعتبر فيها «جهاد التبيين أمراً مهمّاً وواجباً على كل فرد في المجتمع»، أطلقت «دار الثورة الإسلامية» في «مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي» يوم الأربعاء 28/08/2022 في قاعة الجمعية اللبنانية للفنون (رسالات)، كتابَ جهاد التبيين، وذلك بالتعاون مع المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في لبنان، و«جمعية المعارف الثقافية الإسلامية». وشارك في الحفل الذي جرى برعاية وحضور من رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، سماحة السيد هاشم صفي الدين، عدد من الشخصيات والفعاليات السياسية والإعلامية والثقافية.
وأكّد السيّد صفي الدين أنّ جهاد التبيين حاجّة ماسّة في المرحلة التي نعيشها والتي نواجه فيها تحديات كبيرة، فنحن وسط هذه التحدّيات بأمس الحاجة إلى توجيهات وإرشادات سماحة القائد دام ظله الذي واكب على مدى كل العقود الماضية التغيّرات المهمّة التي حصلت في منطقتنا وما زال يواكبها». وقال إن المخاطب في التبيين هو عقل الإنسان، وأضاف: أولاً، «التبيين بالكتاب: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} (الزخرف، 2)، ثانياً، التبيين بأهم وسيلة توضيحية وتبيينية أي اللغة العربية، وثالثاً، لأهم ما في الإنسان وهو العقل، وهذا يرفع مستوى التبيين إلى أهمية خاصّة؛ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الزخرف، 3).
وأوضح رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أن «التبيين مهمّة عقلائية وإنسانية وحاجة ضرورية، بل دون التبيين تنعدم الحياة وتتوقّف، والله - تعالى - أراد لهذه الحياة أن تستمر، فاستمرار الحياة بالتبيين».
وقال: «التبيين هو محور، محور حياة الإنسان وخلقته، حيث يمتاز الأنبياء والصلحاء والأولياء والمصلحون بحسن التبيين، ويحملون القضايا المحقّة والرسالات السماوية، ولكن يعوزهم دائماً التبيين، بل حُسن التبيين، ولكي تكون الحجة لله بالغة لا بدّ من أفضل أداء في تبيين المُراد، فالحجة تعمّ وتتعمق وتنتشر كلما كان أداء التبيين أفضل وكان الإيضاح أفضل. من أجل أي شيء؟ من أجل "لعلكم تعقلون"، ومن أجل المعرفة».
ولفت السيّد صفي الدين إلى أنّ الإمام الخامنئي - دام ظله - قد أتى بجديد على مستوى الاصطلاح، مشيراً إلى أن الاصطلاح هنا ليس ترفاً، بل محور عمل ومسؤولية، وتابع: «الابتكار الجديد أن سماحة القائد رفع مستوى فكر التبيين إلى اعتباره جهاداً في سبيل الله».
وفي حين أشار إلى اعتبار الإمام الخامنئي «جهاد التبيين» سلاحاً، أكّد الحاجة إلى أمور عدّة في هذا الصدد: «أولاً وجوب توفير كلّ مقدّمات النجاح في جهاد التبيين، كما تقوم بدورة عسكرية لكي تحارب العدو، فالمعنيون في التبيين من العلماء والمبلغين والمثقّفين والنٌخب، وكل الجهات المعنية بالتبيين، عليهم توفير مقدّمات جهاد التبيين، وهذا يحتاج إلى جهاد خاص وعلم معرفة واطلاع وتدريس وكتابة وتمرين، كما نقوم على أي عملية تدريبية على المستوى العسكري، وثانياً أنْ نبذل أقصى الجهد في سبيل تقديم أفضل أداء، لأن التقصير في ساحة المواجهة غير مسموح به، وكلّما أصبحت المعركة أشدّ مع الأعداء، أصبح الواجب أكبر... يجب ألا نقصّر وألا نتوانى وألا نضعف في معركة جهاد التبيين، وثالثاً مقتضيات العصر، عصر الاتصالات والتكنولوجيا والتواصل السريع الذي لا يُمهل، والذي يتراكم فيه ضخّ الأفكار والدعايات وتشويش الآراء، وهذه من أهم الأهداف الخبيثة التي ركّز عليها القائد في جهاد التبيين، ففي هذه المعركة، يجب أن نستفيد من كل وسيلة ممكنة ومتاحة، ورابعاً: العدو يمتلك إمكانات هائلة وخلفيات خبيثة جدّاً... الإمبراطورية الأمريكية هي أسوأ إمبراطورية في التضليل شهدها التاريخ منذ ولادة سيّدنا آدم إلى يومنا».
وأخيراً شدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله على «أننا بحاجة إلى جهود مضاعفة في هذه المواجهة، وبحاجة إلى إستراتيجية العلم والمنطق والجرأة في إطاري الدفاع والهجوم، ولا يمكن أن نكون في هذه المعركة ندافع فقط».
من جانب آخر، ألقى المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان، سماحة السيد كميل باقر زادة، كلمة أشار فيها إلى أنّ الإمام الخامنئي يؤكد أنّ «جهاد التبيين فريضةٌ لها ثلاث خصائص أساسية: أوّلاً أنّها فريضة حتمية لا يمكن التخلّي عنها وتركها، وثانياً أنّها فريضة فورية غير قابلة للتأجيل والتأخير، وثالثاً أنّها فريضة على الجميع لا تَسقط بقيام البعض بها عن البعض الآخر».
ولفت السيد باقر زادة إلى أن فلسفة جهاد التبيين والسبب الرئيسي وراء هذا الاهتمام الكبير والعناية الشديدة التي نشاهدها من سماحة الإمام القائد لهذا المفهوم الإسلامي العظيم «تكمن في مكانة الرأي العام لدى الإسلام وأهميته البالغة لدى الثورة الإسلامية». وفي حين أشار إلى أنّ «النموذج الغربي المادي في هذا المجال مبنيّ على "صناعة الرأي العام" عبر إمبراطورية إعلامية تقوم بالتحريض والتحريف والتضليل»، أكّد أن «النموذج الإسلامي الثوري مبنيّ على "هداية الرأي العام"، عبر التنوير والتبليغ والتبيين».