ومنذ تكوينها قبل حوالي 4.5 مليار سنة، تعرضت الأرض لخمسة انقراضات جماعية، حيث تم القضاء على حوالي 75% من حياة الكوكب على مدى 2.8 مليون سنة، وهو مجرد طرفة عين على نطاق كوني. وأشهر أحداث الانقراض هذه هو كويكب Chicxulub العملاق الذي قضى على الديناصورات قبل 66 مليون عام. وكان الدمار الذي تسبب فيه الكويكب تاريخيا، حيث تم القضاء على 76% من الأنواع في العالم بسبب اصطدامه وتأثيراته اللاحقة.
ولطالما حذر العلماء من أن الأرض قد تكون بالفعل في سادس حدث انقراض جماعي لها، حيث يتسبب تغير المناخ من صنع الإنسان في تعريض مليارات الأنواع للانقراض.
وفي دراسة جديدة، توقع العلماء أنه في حين أن هذا الحدث المرعب قد يكون في طور الحدوث بالفعل، فإن ذروته قد تستغرق وقتا أطول بكثير مما كان متوقعا في السابق.
وفي دراسة جديدة حول الانقراض الجماعي السادس بعنوان "العلاقة بين حجم الانقراض وتغير المناخ أثناء أزمات الحيوانات البحرية والبرية الكبرى"، قدر الباحثون موعد الانقراض الجماعي التالي.
ووجد كونيو كايو، عالم مناخ ياباني من جامعة توهوكو، في الدراسة، أن هناك علاقة تناسبية تقريبا بين متوسط درجة حرارة سطح الأرض والتنوع البيولوجي للأرض.
ومع ارتفاع متوسط درجة حرارة السطح أو انخفاضه أكثر من المعتاد، ينفق عدد أكبر من المخلوقات.
ووجد البروفيسور كايو أنه في مثل الأحداث المروعة السابقة، أدى تبريد درجة حرارة سطح الأرض إلى أكبر انقراضات جماعية عندما انخفضت درجات الحرارة بمقدار 7 درجات مئوية.
وعلى الطرف الآخر من مقياس الحرارة، حدث مثل هذا الضرر المدمر عند ارتفاع درجة حرارة حوالي 9 درجات مئوية.
وفي الوقت الحالي، يقاتل قادة العالم وعلماء المناخ والنشطاء للحفاظ على درجة حرارة الأرض أقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
ومع ذلك، قدر تقرير حديث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أنه في المسار الحالي، تسير البشرية على المسار الصحيح لتجاوز 3 درجات مئوية من الاحترار العالمي بحلول عام 2030، ما قد يتسبب في انقراض ملايين الأنواع.
وحذر العلماء سابقا من أن درجات الحرارة العالمية يجب أن ترتفع بمقدار 5.2 درجة مئوية فقط من أجل خلق حدث الانقراض الجماعي الذي يمكن مقارنته بالخمسة السابقة.
ومع ذلك، قال البروفيسور كايو: "من الصعب التنبؤ بحجم الانقراض البشري المنشأ في المستقبل باستخدام درجة حرارة السطح فقط لأن أسباب الانقراض البشري تختلف عن أسباب الانقراض الجماعي في الزمن الجيولوجي".