البث المباشر

نبذة عن الإمام الجواد (ع).. رمز شامخ للجود والفكر الإسلامي

الخميس 30 يونيو 2022 - 14:59 بتوقيت طهران
نبذة عن الإمام الجواد (ع).. رمز شامخ للجود والفكر الإسلامي

يصادف آخر ذي القعدة الحرام، ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد(ع) بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (سلام الله عليهم اجمعين).

وهو تاسع أئمة أهل البيت الاثني عشر (سلام الله عليهم) الذين اوصى اليهم رسول الله (ص) بأمر من الله سبحانه لتولي مهام الإمامة والقيادة من بعده، وبعد ان نص القرآن الكريم على عصمتهم وتواترت السنة الشريفة بذلك.

علمه وجوده

الإمام محمد الجواد (ع) لا يدانيه أحد في سعة علومه ومعارفه في عصره وأنّه لابدّ أن يكون أعلم أهل زمانه، وأدراهم بشؤون الشريعة وأحكام الدين، والإحاطة بالنواحي السياسية والإدارية وغير ذلك ممّا يحتاج إليه الناس، أمّا الأدلة على ذلك فهي متوفّرة لا يتمكن أحد أن ينكرها أو يخفيها.

لقد التفّ حول الإمام الجواد (ع) أشهر العلماء والفقهاء والرواة وهم ينتهلون من نمير علومه، وقد رووا عنه الكثير من المسائل الفلسفية والكلامية، ويعتبر ذلك من أوثق الأدلّة.

عُرف الإمام محمد بن علي الجواد (ع) بالسخاء والعطاء والكرم، حتى اشتهر بلقب (الجواد) لكثرة كرمه وجوده وسخائه وعطائه، فكان عندما يطلق لقب (الجواد) ينصرف إليه دون غيره.

وقد ورد الحث على التحلي بصفة الجود والكرم، فقد قال الإمامُ علي (ع): «جُودوا في اللَّهِ وجاهِدوا أنفسَكم على‏ طاعَتِهِ يعْظمْ لكمُ الجَزاء ويحسن لكمُ الْحَباء»،(غرر الحكم). وعنه عليه السلام قال: «جُدْ بِما تَجِدُ تُحْمَدْ»، (غرر الحكم).

استشهاده عليه السلام

لقد ساهم الامام الجواد (ع) طيلة فترة إمامته التي دامت نحو سبعة عشر عاما في إغناء مدرسة أهل البيت العلمية وحفظ تراثها والتي امتازت في تلك المرحلة بالاعتماد على النص والرواية عن رسول الله (ص) وعلى الفهم والاستنباط من الكتاب والسنة بالاضافة إلى اهتمامها بالعلوم والمعارف العقلية التي ساهم الائمة وتلامذتهم في إنمائها وإغنائها وتوسيع مداراتها حتى غدت صرحا شامخا وحصنا منيعا للفكر الاسلامي وللشريعة الاسلامية.

الحقيقة هي ان وجود الإمام الجواد (ع) كان يمثل خطراً على النظام الحاكم لما كان يملكه هذا الإمام من دور فاعل وقيادي للاُمة، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه مع عدم استبعادها وجود العلاقة بين الإمام القائد والتحركات النهضوية في الاُمة.

وقد سار هذا الامام العظيم على نهج أبيه الامام الرضا (ع)، من القيام برعاية الشيعة وتربيتهم علمياً وروحياً وسياسياً بما يجعلهم قادرين على الإستمرار في المسيرة التي خططها لهم ائمتهم المعصومين حيث تنتظرهم الايام المقبلة التي تتميز بالانقطاع عن ائمتهم فكان لابد لهم ان يتقربوا من حالة الاكتفاء الذاتي في إدارة شؤونهم فكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

لقد احس المعتصم العباسي ان وجود الامام الجواد (ع) يعد خطرا كبيرا على سلطته وأنه سيعري شرعية هذه السلطة الزائفة ولهذا السبب درس المعتصم اكثر السبل فاعلية وأقلها ضرراً ليستطيع بها ان يصفي الإمام(ع) ، فلم يجد أفضل من اُم الفضل بنت أخيه المأمون للقيام بهذه المهمّة فهي التي تستطيع ان تقتله بصورة حتمية دون أن تثير ضجة في الاُمة.

وأخيرا قرر المعتصم العباسي قتل الامام الجواد (ع) على يد ام الفضل، فأقدمت على تنفيذ هذه الجريمة النكراء، فدسّت السمّ للإمام الجواد (ع) وكان صائماً في يوم صائف ، فأفطر عليه وقضى به مسموماً شهيداً، آخرَ ذي القعدة الحرام سنة 220 هجرية، وهو في ريعان شبابه الشريف، إذ لم يبلغ عمره المبارك إلاّ خمساً وعشرين سنة وأربعة أشهر. وقد انطوت بشهادته صفحة من صفحات الرسالة الاسلامية التي أضاءت الفكر ورفعت منار العلم والفضيلة في الارض.

بعد أن استُشهد عليه السّلام ببغداد دُفن في مقابر قريش مع جدّه الإمام موسى الكاظم (ع)، وقد ضمّهما ضريح واحد عليه قبّتان ذهبيتان في المدينة التي كانت حياتها بهما، وهي اليوم تُدعى بـ "الكاظمية" وتقع في جانب الكرخ من مدينة بغداد عاصمة العراق.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة