واشار المقداد إلى أنه عندما فشل أعداء سورية في النيل منها وحرفها عن مواقفها المبدئية لجأوا إلى الحرب الإرهابية عليها، مؤكدا "ان المحتل الاميركي سيرحل عن ارضنا".
وقال المقداد في مقابلة مع قناة السورية مساء الاربعاء، إن مواقف سورية ثابتة ومبدئية منذ وقت طويل في مواصلة دعم القضية الفلسطينية والعمل على تحرير الأراضي العربية المحتلة في الجولان السوري وجنوب لبنان وفي فلسطين وبسبب تمسك سورية بهذه المواقف ونظراً لموقعها الاستراتيجي ولتأثيرها الكبير في المنطقة كان الهدف الأساسي للدول المعادية لها التأثير في سياسة سورية وحرفها عن نهجها لكن عندما فشلت كل تلك الأساليب لجأوا إلى الإرهاب الذي دعموه ومولوه بمليارات الدولارات.
وأشار المقداد إلى أن المخطط الغربي كان يستهدف تفتيت سورية وإنهاء دورها الذي وقف أمام محاولات الغرب لخلق واقع جديد يخدم مصالحه هو وكيان الاحتلال الإسرائيلي إلا أن صمود سورية جيشاً وشعباً وقيادة أفشل هذا المخطط مؤكداً أن الشعب السوري يدافع عن كل ذرة تراب فيها وسيخرج الاحتلال التركي من شمال غرب سورية والاحتلال الأمريكي من شمال شرقها ومن منطقة التنف.
وشدد المقداد على أن جميع المناطق المحتلة ستعود لسلطة الدولة السورية، وعلى ميليشيا "قسد" الانفصالية الإدراك أن المحتل الأمريكي سيرحل عن أرضنا وسيتخلى عنهم.
وبشأن إعلان وزارة الخارجية الامريكية منح ترخيص للقيام بأنشطة اقتصادية في شمال شرق سورية وشمال غربها قال المقداد إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت خلف الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية منذ أحد عشر عاماً وحتى الآن، لافتاً إلى أن تقديم واشنطن وأدواتها الغربية مساعدات للتنظيمات الإرهابية في هذه المناطق هو الذي أدى إلى تدمير الإمكانيات الاقتصادية السورية ونهب ثروات البلاد من قطن ونفط وقمح وآثار، كما أن نهج هؤلاء في فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب أدى إلى تدمير البنى التحتية في سورية واستشهاد الكثير من المواطنين لأنهم رفضوا المشاركة في هذه المخططات الأمريكية والغربية.
وبين المقداد أن النظام التركي يواصل دعم التنظيمات الإرهابية في سورية في انتهاك لتفاهمات أستانا وعليه وقف هذا الدعم والانسحاب من جميع الأراضي السورية التي يحتلها ووقف جريمته المتمثلة بسطوه على مياه نهر الفرات عبر حجز معظم كمية المياه التي من المفترض جريانها في النهر داخل الأراضي السورية في انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وشدد المقداد على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية لم ولن تتمكن من حماية شركاء "إسرائيل" وعملائها من التنظيمات الإرهابية، كما لن تفلح في إشغال الجيش العربي السوري عن استئصال شراذم الإرهابيين وأدوات "إسرائيل" الأخرى، مؤكداً أن سورية لن تتوانى عن ممارسة حقها بالدفاع عن أرضها وشعبها بكل الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
وأعرب المقداد عن إدانة سورية لاستمرار اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ولاقتحاماتها للمدن والبلدات الفلسطينية وهدم منازل الفلسطينيين وتجريف أراضيهم واقتلاع أشجارهم وتهجيرهم من مناطقهم والاستيلاء على أراضيهم لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية ومواصلة عصابات المستوطنين استباحة حرمة المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال مجدداً وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبشأن تصريحات مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل حول عدم مساهمة الاتحاد في عملية إعادة الإعمار في سورية وعدم رفع العقوبات إلا في حال تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 قال المقداد: "مؤسسة الاتحاد الأوروبي تفتقد أدنى درجات الاستقلالية وارتضت لنفسها أن تكون تابعاً ومنفذاً للسياسات الأمريكية ما أفقدها هويتها وعلى الاتحاد عدم تحريف القرار الأممي الذي يؤكد أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلدهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية، وندعو الغرب لتطبيقه بالتعاون معنا لكنهم لا يريدون ذلك لأنهم يريدون مزيداً من الهيمنة والسيطرة في المنطقة".
وأكد المقداد حرص سورية على تعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق التضامن العربي بما يخدم مصلحة الشعوب العربية مبيناً أن هناك تواصلا مع معظم الدول العربية لكن الولايات المتحدة تحاول عرقلة ذلك عبر الضغط على الدول التي تتواصل مع سورية.
وقال المقداد إن "سورية تريد تفعيل الطاقات الهائلة لدى الشعوب العربية في موضوع التنمية وفي مواجهة التحديات المشتركة، وإذا كان العدو الإسرائيلي هو عدونا جميعاً فيجب ان يتم التنسيق بيننا جميعاً من أجل أن نوحد قوانا ونبعد الخطر الداهم عن جميع الدول العربية".