وقال الرئيس التونسي خلال مشاركته في مأدبة إفطار دعا إليها عائلات شهداء وجرحى العمليات الإرهابية من القوات المسلحة العسكرية والأمنية وعدد من عائلات شهداء الثورة وجرحاها - إن من اختار أن يسقط الدولة ليس منا ولا نحن منه، وأنه على القضاة الشرفاء أن يتحملوا اليوم مسئوليتهم التاريخية في إنفاذ القانون على الجميع دون استثناء، وأن هناك من النصوص ما يكفيهم حتى تعود أموال الشعب للشعب، فهذا مطلب شعبي مشروع لأننا لن نقبل بأن نفرط في أي ذرة من ترابنا أو سيادتنا، ولا نقبل إلا أن تعود أموال الشعب للشعب، لقد اخترنا الكرامة الوطنية، ولن نقبل بالاستكانة والهوان.
وأضاف أنه اختار ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم لكي يجتمع الكل كأسرة واحدة على مائدة الإفطار، في هذا المكان الذي يرمز إلى وحدة الدولة التونسية وتماسكها، حيث يجلس الجميع مع عائلات الانفجار الثوري الذي هز العالم كله بمدينة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010، نلتقي كأفراد أسرة في لحظة تاريخية وهذا اللقاء يحمل أكثر من دليل، أسمها وأعلاها أننا نجتمع في مكان واحد وليلة مباركة، يجتمع أبطال هذا الوطن العزيز بل وأسر الأبطال لأننا ننتمي إلى وطن واحد والشعور العميق بالمسئولية يوحدنا، والأمل في مستقبل تسود فيه الحرية والعدالة يراودنا جميعا.
وتابع قائلا، إن هذه المأدبة تدل على أننا عازمون على الحفاظ على وطننا العزيز وعلى عزته وسيادة شعبه وسيادة دولته، وذرة تراب واحدة من تراب تونس أغلي من كنوز الدنيا كلها، نسقيه بدمائنا وعرقنا مؤمنين ومخلصين وموفين بالعهود كلا في مكانه.
ونوه الرئيس التونسي إلى أن رؤوسنا ستبقي مرفوعة في السماء، وإن أبطال تونس فضلوا الموت عن الحياة من أجل الوطن، وأن الوطن لا ينسى شهدائه أبدا، وإننا لا ننسى أبدا آلام الجرحي وتضحيات الجميع، مؤكدا أن الشعب التونسي هو الذي يقرر فبلادنا ليست للبيع .. فالسيد فيها هو الشعب في ظل سيادة القانون.
ودعا الرئيس التونسي بالرحمة للشهداء الأبطال وأن يشفي المصابين وأن يحمي تونس من كل سوء وأن يقي البلاد شر الفتن، مقدما التهنئة للجميع بقرب عيد الفطر المبارك.