وانتشارُ هذه المعالم جاء بالتزامن مع رفع رايات الحزن السوداء، التي اعتلت قبّتَيْ مرقد الإمامَيْن الكاظمَيْن (عليهما السلام).
إذ قامت ملاكاتُ قسم الصحن الشريف بتعليق قطع العزاء التي خُطّتْ عليها عباراتُ الحزن والأسى، لتغطّي أروقة الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ولتُعلن عتبتُه المقدّسة وخَدَمتُها حزنهم ومواساتهم للرسول وأهل بيته(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) بهذه المناسبة الأليمة، التي أفجعتهم وأقرحت عيونهم وألهبت النار في قلوب محبّيهم وأتباعهم، كيف لا وهو قطبُ الرَّحى وراهب آل محمّد(عليهم السلام) وسابعُ الأئمّة الأطهار من أهل البيت المعصومين، الذين نصّ الرسولُ(صلّى الله عليه وآله) على خلافتهم من بعده.
وبدورها أعدّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة برنامجاً عزائيّاً خاصّاً بهذه المناسبة، تضمّن إلقاء محاضراتٍ دينيّة داخل الصحن العبّاسي الشريف، فضلاً عن إقامة مجلس عزاءٍ خاصّ بمنتسبيها يُعقد على قاعة تشريفاتها، إضافةً إلى خروج خَدَمَة العتبتَيْن المقدّستَيْن بموكب العزاء الموحّد لإحياء هذه الفاجعة الأليمة، كذلك استقبال مواكب العزاء التي ستفد لإحياء هذه الذكرى.
يُذكر أنّ الإمام الكاظم(عليه السلام) استُشهِد بالسمِّ صابراً محتسباً على يد طُغاة عصرِهِ في سجن هارون العبّاسي، وكان عمره الشريف (55) سنة حينذاك، وذلك في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة (183هـ)، ومدّة إمامته (35) سنة، ومرقده اليوم في مدينة الكاظميّة قبلةُ المؤمنين والموالين من شيعة أمير المؤمنين(عليه السلام).