وقال عبدالله علي صبري: نعتبر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية ثورة ملهمة لكل شعوب العالم، سواء لناحية التضحيات الكبيرة التي قدمتها والمنهج السلمي الذي حافظت عليه في مواجهة نظام الشاه، أو لناحية منهجيتها الإسلامية التي بشرت بخيار إسلامي بعيدا عن الثنائية الرأسمالية والاشتراكية، التي كانت سائدة عالميا عند قيامها قبل أكثر من 40 عاما.
وفي معرض رده عن مدى تأثير الإمام الخميني (رض) والثورة الإسلامية الإيرانية على محور المقاومة في المنطقة التي شهدت تشكيل مجموعات المقاومة وتعزيزها بعد انتصار الثورة الإسلامية، قال سفير الجمهورية اليمنية في سوريا: بالنظر إلى زمن قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، نلحظ أنها جاءت في توقيت مفصلي بالنسبة للمقاومة وللقضية الفلسطينية، فقد ترك خروج مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي فراغا كبيرا، إلا إن إيران الثورة ملأت الفراغ وأعادت التوازن بشكل ملحوظ بما قدمته من دعم للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة فيها وفي لبنان، كما أن مواقف الإمام الخميني (رض) قبل وبعد الثورة كانت مساندة للقضية الفلسطينية، ومتنبهة لخطر تمدد "إسرائيل" في المنطقة.
واضاف: وعندما قامت الثورة اتجهت إلى إغلاق سفارة الكيان الغاصب وفتحت سفارة فلسطين بدلا عنها، كما لا ننسى أن الإمام الخميني (رض) توجه إلى الشعوب الإسلامية من أجل مساندة القضية الفلسطينية، وإعلان التضامن في يوم عالمي باسم "يوم القدس".
وفيما يتعلق بالثورة في مواجهة التهديدات، أكد السفير اليمني لدى سوريا برغم إن الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني (رض) نأت بنفسها عن الصراع الرأسمالي الاشتراكي بين الشرق والغرب في ذروة الحرب الباردة، وانحازت للهوية الإسلامية كعنوان يليق بتاريخ ومكانة الأمة الإيرانية، إلا أنها سرعان ما وجدت نفسها في مواجهة مع الاستكبار الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي حاولت عبثا الحفاظ على نظام الشاه، بما كان يقدم من أدوار لصالح أميركا و"إسرائيل"، بينما جاءت الثورة الإسلامية فوضعت حدا لهذا المسار وأعلنت عن مواقف مختلفة تصب في مصلحة فلسطين كقضية مركزية للأمة الإسلامية.
وتابع عبدالله صبري قائلا: ولما بسطت الثورة سيطرتها في الداخل، حركت أميركا أدواتها لمواجهة الثورة، وكانت الحرب العراقية الإيرانية فخا لإيران من جهة وللعراق والعرب من جهة أخرى، ومع ذلك استمرت الثورة في بناء الدولة وفقا للمنهجية الجديدة، وجابهت قوى الاستكبار في ميدان الحرب، كما في الميادين الأخرى.
وأشار إلى الحظر ضد ايران وقال: الحرب الاقتصادية و"العقوبات" كانت ولا تزال تهديدا كبيرا واجه الثورة والدولة معا، إلا إن الجمهورية الإسلامية تمكنت من التغلب على مختلف التهديدات والتحديات، ما جعل منها دولة قوية ومقتدرة يشار إليها بالبنان.
واختتم صبري حديثه عن العلاقة بين ايران واليمن، مشددا على أن في الفترة الراهنة نستطيع القول أن العلاقة بين إيران واليمن قد اتخذت مسارا إيجابيا منذ بدء العدوان السعودي الأميركي على بلادنا، فمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتضامنة مع شعبنا وقضيتنا هي الأقوى درجة والأكثر تأثيرا، وتحظى بتقدير كبير في اليمن رسميا وشعبيا، ولم يعد سرا أن اليمن وإيران يشكلان ركنان أساسيان في منظومة المقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني والاستكبار الأميركي.