وذلك وسط أجواء الفرح والسعادة الغامرة التي عمّت مكان إقامته في ساحة ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن وحضر الحفلَ الأمينُ العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد مصطفى مرتضى ضياء الدين وعددٌ من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها، إضافةً إلى وفدٍ من العتبة الحسينيّة المقدّسة ومحافظ كربلاء وعددٍ من مسؤوليها، فضلاً عن جمعٍ غفير من الزائرين.
وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، أُلقيتْ كلمةٌ للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها عضو مجلس إدارتها الأستاذُ الدكتور عبّاس رشيد الموسوي، بيّن فيها أنّ "الاحتفاء بمولد السيّدة الزهراء(عليها السلام) يحظى باهتمامٍ بالغٍ، ذلك لأنّه لم يكنْ في أُمّة أبيها مَنْ هو أعبدُ منها، كما أنّنا مَوْكولون بهذه البقعة المباركة المقدّسة أن نُحيي أمرَ أهل البيت(عليهم السلام)، لننالَ بركاتهم ونحظى بالرحمة والغفران من الله تعالى، وكذلك هو ترجمةٌ صادقةٌ لإيماننا برسالة النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وما نصّت عليه آياتُ الله جلّ وعلا في كتابه الكريم (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)، فبمودّتهم ننالُ رضا الله تبارك وتعالى، وبها نوفّي الدين حقّه ونحقّق أجر الرسالة، نهنّئُكم جميعاً بهذه الذكرى العطرة وندعو الله تعالى ببركات صاحبة الذكرى لكم قبول الأعمال، في كلّ ما يصدر من عباداتٍ ومناسك".
بعد ذلك اعتلى منصّةَ الحفل عددٌ من الشعراء لإلقاء قصائدهم الشعريّة التي جمعت القريض والشعبيّ، وترنّمت أبياتُها بحبّ الموالين لسيّدتهم ومولاتهم الزهراء(عليها السلام) وتعلّقهم بها، والسير على نهجها ونهج عترتها والتمسّك بهم والسعي إلى إحياء ذكرهم وأمرهم، وإدخال السرور على قلب الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف).
حيث ارتقى منصّة الحفل تِباعاً كلٌّ من الشاعر نجاح العرسان والشاعر نوفل الحمداني، وكانت قصائدهما بالشعر القريض (الفصيح)، أعقبهما كلٌّ من الشاعرَيْن فراس الأسديّ ومصطفى العيساوي بالشعر الشعبيّ، واختُتِم هذا الحفل بأهازيج الرادود والمنشد محمد أمير التميمي.