وتفيد الأخبار الواصلة من فيينا أنه بعد ان قدمت ايران مقترحاتها في إطار وثيقتي رفع الحظر والأنشطة النووية، اجتمع فريقا العمل "النووي" و"رفع الحظر" وتقرر بعد ذلك ان يعقد اجتماع اللجنة المشتركة لاتخاذ القرار حول مسيرة المفاوضات.
وقد أعلن مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني أن رفع الحظر يجب أن يكون دفعة واحدة وليس خطوة بخطوة، موضحاً بأن هنالك وثيقة ثالثة ستقدم للطرف الآخر تتضمن وجهات نظر ايران حول فترة التحقق من رفع الحظر.
وقال باقري في تصريح صحفي حول مسألة رفع الحظر هل تكون خطوة بخطوة أم يجب أن يكون دفعة واحدة: إن رفع الحظر ليس خطوة بخطوة.
وأضاف: لدينا ثلاث وثائق لم يتم تسليم الوثيقة الثالثة للطرف الآخر بعد.
وقال مساعد الخارجية: إن الوثيقة الثالثة التي ستعرض على الطرف الآخر تتضمن وجهات نظر إيران حول فترة التحقق من رفع الحظر.
ويعد تقديم وثيقتي "رفع الحظر" و"الأنشطة النووية" للطرف الآخر للمفاوضات من قبل الوفد الايراني وتصريح باقري بأنه سيتم تقديم الوثيقة الثلثة أيضاً، دليل واضح ودامغ على مسألة أن ايران لم تدخل عملية المفاوضات في فيينا بإرسال وفد خبراء كامل فقط بل توقعت أيضاً عبر تقديم مبادرات داعية للإنفراج جميع التمهيدات اللازمة لمتابعة مفاوضات بناءة وهادفة للوصول الى نتيجة.
والنقطة اللافتة المهمة هي أن الضلع الغربي لمجموعة "4+1" واتباعاً لإرادة ومطلب واشنطن وحتى قبل بدء هذه الجولة من المفاوضات وبسبب عدم وجود الإرادة اللازمة للوصول الى اتفاق واعتماداً على عملية حرب نفسية مكثفة قد ركزت على لعبة "البحث عن المقصر" وبذلت كل مساعيها لإلقاء التقصير على عاتق إيران في حال عدم التوصل الى اتفاق.
كما ان استعداد ايران وتقديمها سبلاً واضحة وعملانية يشير الى أنها اجرت أنشطة شاملة للمشاركة في هذه المفاوضات خلال الفترة الفاصلة بين نهاية الجولة السابقة في الحكومة الثانية عشرة حتى إعداد الفريق الجديد في الحكومة الثالثة عشرة.
وتفيد المعلومات الواردة بأن الدول الغربية الحاضرة في المفاوضات والتي أكدت قبل بدء الجولة الجديدة على ضرورة متابعة المسودات الأولية في الجولات الست السابقة لم تضع أي مبادرة على طاولة المفاوضات وأدت عملياً الى إبطاء مسيرتها.
وينبغي الالتفات هنا الى أنه رغم أن إيران أعلنت بأنها سوف لن تضحي بالوصول الى اتفاق جيد من أجل الإسراع في المفاوضات ألا أن عدم استعداد الأطراف الأوروبية قد أدى عملياً الى بطء لا داعي له في عملية المفاوضات.
بناءً على ذلك ونظراً لعدم استعداد الأطراف الغربية للتقدم بمفاوضات مهنية وانفراجية وهادفة الى نتيجة، فإنه يجب كما في السابق انتظار تصاعد حدة لعبة توجيه الاتهام لإيران بالتقصير من قبل الغربيين.
ويمكن تقييم تصريحات وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الذي قال "يمكننا في القريب العاجل الحكم بشأن هل أن ايران تريد المشاركة في المفاوضات بحسن النوايا أم لا" في هذا السياق والتي تثبت أيضاً للأسف إن الدول الأوروبية الثلاث مازالت غير قادرة على أداء دور مستقل عن إرادة البيت الأبيض.