البث المباشر

فتاوى الإمام الخامنئي فيما يخص أحكام أصحاب المذاهب والأديان الأخرى

الأربعاء 20 أكتوبر 2021 - 12:04 بتوقيت طهران
فتاوى الإمام الخامنئي فيما يخص أحكام أصحاب المذاهب والأديان الأخرى

 تزامناً مع أيام أسبوع الوحدة الإسلامية يجيب الموقع الإعلامي لمكتب حفظ ونشر آثار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي KHAMENEI.IR عن الأسئلة الشرعية للقرّاء والزوّار حول أحكام التواصل مع أتباع المذاهب والأديان الأخرى.

وأجاب حجة الإسلام والمسلمين فلاح زاده - عضو مكتب استفتاءات سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي ورئيس مركز علم مواضيع الأحكام الفقهية - عن الأسئلة الأكثر تكرراً طبقاً لفتاوى سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي.

 

1 - ما هو معنى التبرّي؟

- التولي والتبرّي اللذان يعدان أحياناً ضمن أصول الدين، و يعتبران في أحيان أخرى من فروع الدين، و كلا الرأيين صحيح، لهما جانب عقيدي وجانب عملي.

من الناحية العقيدة هو أن نعتقد بولاية الأولياء الإلهيين ورسل الله والأئمة الأطهار، وأن نحبّهم ونحبّ أتباعهم ومواليهم. وهناك جانب عملي يتمثل في إطاعتهم. والتبرّي هو الحالة المعاكسة للتولي، بمعنى معاداة أعداء الله وأعداء أولياء الله. وعلى المكلفين أن يؤمنوا بهذين الأصلين من الناحية العقيدية ويتمسكوا بهما من الناحية العملية. وليس هناك لزوم بالنسبة للشخص الذي يريد التبرّي بأن يرفق تبرّيه هذا باللعن والشتائم و سوء القول.

وكان هناك الكثير من المسلمين منذ صدر الإسلام وإلى العصر الحاضر، ونموذجهم سماحة الإمام الخميني (رض) وسماحة قائد الثورة الإسلامية نفسه، هؤلاء كانوا طبعاً من أهل التولي والتبرّي بحق، لكنهم ليسوا من أهل السباب واللعن. إذن، بوسع الإنسان أن يكون صاحب تبرّي، من دون أن يوجّه الإهانات والسباب واللعن لمقدسات الآخرين. وسماحة السيد القائد لا يعتبر توجيه الإهانات لمقدسات الآخرين جائزاً، بل يعتبره حراماً.

 

2 - هل يتنافى حكم الوحدة مع التبرّي؟ إذا لم يكن الشخص من مقلدي الإمام الخامنئي فهل يجب عليه اتباع أوامر سماحته بعدم اللعن؟

- من المؤكد أن وحدة المسلمين لا تتنافى مع التبرّي. أي إن الأفراد بوسعهم معاداة أعداء الله وأعداء أولياء الله، ومجابهة الذين يحاربون المسلمين، ويكونوا في الوقت نفسه متحدين مع غيرهم من المسلمين. إذن وحدة المسلمين لا تتنافى إطلاقاً مع التبري من أعداء الله وأعداء أولياء الله.

كمثال كان الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) ولائياً ومتبرئاً من أعداء الله وأعداء أولياء الله، ولا يوجّه في الوقت نفسه الإهانات واللعن لمقدسات سائر المسلمين والأشخاص الذين يحترمونهم. كان هناك الكثير من الأعاظم والأجلاء يدعون الناس إلى الوحدة ويتبرأون في الوقت ذاته من أعداء الله.

الوحدة بين المسلمين وتجنب التفرقة حالة واجبة. وإيجاد التفرقة والخلافات بين المسلمين لصالح الأعداء ولصالح الاستكبار العالمي والصهيونية الدولية أمر محرم. أما أنهم يجب أن يراعوا هذه الوحدة حتى لو لم يكونوا من مقلدي سماحة القائد فنعم يجب على الآخرين أيضاً اتباع هذه الأوامر وحسب فتاوى كل مراجع التقليد الأجلاء الأعمال غير الواجبة علينا، حتى لو كانت مستحبة، إذا كان أداؤها يؤدي إلى استغلالها من قبل الأعداء ضد مذهب أهل البيت (ع) وتؤدي إلى توجيه الإهانات لأتباع مذهب أهل البيت (ع) أو تؤدي إلى الخلاف بين المسلمين، فهي غير جائزة، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الإنسان من مقلدي سماحة السيد القائد أو من مقلدي سائر المراجع، يجب عليهم مراعاة ذلك.

 

3 - تفضلوا بذكر رأي سماحة السيد القائد في ما يتعلق بمراسم اللعن التي تقام في أيام خاصة في بعض المناطق؟


- قال سماحة السيد القائد مراراً لا توجهوا الإهانات لمقدسات سائر المذاهب، إذن يجب اجتناب هذه الممارسات. والنقطة الجديرة بالملاحظة هي أن البعض يقولون: لا إشكال في أن نعلن في المجالس الخاصة، لكن سماحته لم يقيّد الأمر بأن يكون المجلس عاماً أو خاصاً، بل قال على نحو العموم: لا توجّهوا الإهانات لمقدسات سائر المسلمين، أي سائر الفرق الإسلامية.

وقال سماحته في موضع من المواضع: «ذلك الشيعي الذي تدفعه جهالته وغفلته، أو المغرض أحياناً - ولدينا مثل هذه الحالات أيضاً ونعرف أفراداً من الشيعة مشكلتهم ليست مجرد الجهل، بل لديهم أوامر ومأموريات بزرع الخلافات - لتوجيه الإهانات لمقدسات أهل السنة، أقول: إن سلوك كلا الفريقين حرام شرعاً وبخلاف القانون». إذن، توجيه الإهانات لمقدسات سائر المذاهب الإسلامية حرام شرعاً في رأي سماحة السيد القائد.

 

4 - هل حرمة عدم احترام معتقدات المذاهب تشمل غير أهل السنة أيضاً؟

- توجد على كل حال مذاهب تعيش عيشة مسالمة، وهم عادة لا يوجّهون الإهانات لمقدساتنا، وتوجيه الإهانات لهم إذا أدّى إلى التفرقة وإثارة الفتن في المجتمع فهو حرام قطعاً.

 

5 - ما هو تكليفنا في التعامل مع الشيعة الذين يصرون على بث التفرقة بين المسلمين؟ هل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجب في خصوصهم؟

- رأي سماحة السيد القائد هو أن التفرقة بين المسلمين عمل محرم، وتوجيه الإهانات لمقدسات سائر المسلمين أيضاً حرام، والفعل الحرام منكر، والنهي عن المنكر واجب، ولكن بتوفر الظروف ومراعاة المراتب.

 

6 - في ضوء أن البعض يبثون التفرقة بدعوى النقاش العلمي، هل يجب أساساً النقاش علمياً حول القضايا الخلافية؟ ما هي فوائد هذا النقاش العلمي و كيف يجب أن يكون؟ ومن الذين يجب أن يقوموا به؟

- أما أن يكون هناك نقاش علمي فهذا من آراء سماحة السيد القائد، وهو يوافقه. والأمور التي توجد حولها اختلافات علمية في وجهات النظر بين فرق المسلمين، وبين الشيعة و السنة، فليجتمعوا في جلسات واجتماعات علمية بشكل محترم وينقدوا آراء بعضهم، ولكن بشكل علمي وفي المحافل العلمية وبين أهل الفن والاختصاص، وأسلوب ذلك هو الجدل بالتي هي أحسن على حد تعبير القرآن الكريم. مثل هذا النقاش العلمي الذي لا يؤدي إلى الخلافات والنزاعات و التفرقة والفتن بين المسلمين لا إشكال فيه والشيء الذي فيه إشكال وهو حرام إيجاد التفرقة بين المسلمين وبين المجتمعات الإسلامية.

قال سماحة السيد القائد حول النقاش العلمي: «إذا أرادوا أن يناقشوا نقاشاً مذهبياً فلا إشكال في ذلك إطلاقاً. إنني أوافق النقاش المذهبي. إذا أرادوا إقامة نقاش علمي مذهبي بين العلماء وأصحاب الخبرة والاختصاص فليجتمعوا وليقوموا بذلك، ولكن لا على مرأى الناس وأمامهم، بل ليتناقشوا علمياً في جلسات علمية». وعلى كل حال هذه نقاشات علمية و تخصصية ينبغي أن تتم في أوساط خصوصية علمية حتى لا تؤدي إلى التفرقة. 

 

7 - عموماً ما هو رأي سماحة قائد الثورة الإسلامية حول علاقات الصداقة و التواصل والتزاور مع أتباع الأديان الأخرى؟ وماذا لو كانوا من الأقرباء؟

- الحفاظ على عقائد الحق أمر واجب، والتزاور والتواصل مع الآخرين إذا لم يكن فيه ضرر على عقائد الإنسان و أخلاقه، ولا يعرّض الإنسان للتهم، فلا إشكال فيه. أي على نحو العموم إذا لم تكن فيه مفسدة فلا مانع منه. أحياناً قد يكون للتواصل والتزاور أثر إيجابي، أي فيه طابع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. أضف إلى ذلك أن هؤلاء إذا كانوا من الأقارب النسبيين، فمن باب أن قطع الرحم حرام سوف لا يكون قطع الارتباط التام بهم جائزاً، إنما يجب الارتباط بهم مع المحافظة على النقاط التي أشرنا لها.

 

8 - أتباع أيّ الأديان و المذاهب أنجاس؟ بخصوص أتباع الأديان و المذاهب من غير أهل الكتاب، والذين هم أنجاس في رأي سماحة قائد الثورة الإسلامية، هل نتنجّس بمجرد مصافحتهم، أم يجب أن تكون أيدينا مببلة حتى نتنجّس؟ 


- طبقاً لرأي سماحة السيد القائد فإن فرق المسلمين وسائر المذاهب من أهل الكتاب، أي المسيحيين واليهود والزرادشتيين والصابئة، كلهم أطهار. وأتباع سائر الأديان، مجرد أن نمسّهم بيد يابسة أو حتى مرطوبة من دون أن تسري رطوبتها، أي إذا كان الإنسان يشك في أن الرطوبة انتقلت من بدنهم أو من بدننا، أي يشك في انتقال الرطوبة، فهم محكومون بالطهارة أيضاً. ليس الأمر بحيث لو صافحتم غير المسلمين من غير أهل الكتاب ستتنجّس أيديكم، إنما في حالة إذا كان أحد الطرفين أو كلاهما مرطوباً و الرطوبة سارية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة