غار ثور
هو الغار الذي يقع في جبل ثور أوى إليه النبي الأكرم (ص) ، أثناء هجرته إلى مدينة يثرب في ليلة المبيت، وقد أظهر الله تعالى معجزة عند مدخل الغار بنسج العنكبوت وعشِّ الحمامتين خلفه؛ وذلك حفاظا على نبيّه الكريم (ص) من أذى المشركين الذين تعقّبوا أثره لحد الغار.
جبل ثور
جبل الثور، هو جبل مستدير الشكل نسبياً له عشر قمم مدببة ترتفع من قاعدته، وارتفاعه نحو ميل وفي اعلاه الغار، والبحر يُرى من أعلى هذا الجبل.
وقد استفاضت الروايات بكون الغار المذكور في القرآن الكريم هو غار جبل ثور، وهو على بعد أربعة فراسخ من مكة تقريباً ، جنوب المسجد الحرام، ويعتبر من الجبال المعروفة نظراً لما يتمتع به من مكانة تاريخية، حيث يوجد فيه الغار الذي اختبأ فيه الرسول .
سُمي باسم ثور بن عبد مناف، لأنه ولد عنده، فقيل جبل ثور، ويسمى أيضاً أطحل. ويقال أيضاً إنه سُمي بهذا الاسم؛ لأنه يشبه ثوراً مستقبلاً الجنوب.
مدخل غار ثور
الغار عبارة عن صخرة مجوفة في أعلى الجبل، حيثُ يشمخ الغار في أعلى جبل ثور جنوب مكة في سهل وادي المفجر، ويفصل جبل ثور عن باقي جبال مكة فجّ المفجر والطريق الدائري القادم من الطائف والمشاعر إلى جدة، بجواره حي اسمه حي الهجرة.
خروج النبي (ص) من مكة
بعد قرار وعزم قريش على قتل النبي (ص) نزل الأمين جبرئيل ليُطلع النبي الأكرم (ص) على مكيدة قريش وعزمها على قتله، وليبلغه حكم الله سبحانه، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يخُرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرْ الْمَاكِرِين﴾.
فقرّر رسول الله (ص) حينئذٍ ترك بيته متوجهاً إلى يثرب على أن يبيت ابن عمه علي بن ابي طالب (ع) في بيت النبي (ص) وينام على فراشه، حيث انزل الله تعالى في محكم كتابه (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد).
وقد تلا النبي (ص) عند خروجه من البيت آية ﴿وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُون﴾ ليُخفى عن أنظار المشركين الذين كانوا يحاصرون بيته. وغادر مكة باتجاه غار ثور ومنه الى يثرب.
المعجزات الإلهية
عندما دخل النبي (ص)الغار، ولحقت به قريش وركبت في طلبه الصعب والذلول، أمر الله تعالى العنكبوت، فنسجت على باب الغار، وأمر الله حمامتين فباضتا بفم الغار، فلما قرب المشركون منه قال بعضهم: أنّ عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد، ورأى أولهم الحمامتين. وقال رسول الله : «اللهم أعم أبصارهم»، فجعلوا يترددون حول الغار ولا يرون أحداً.
التبرك بزيارة الغار
بعد أن خلّدت الآيات العطرة في القرآن الكريم العديد من المواقع الأثرية والأماكن التاريخية في أرجاء العالم الإسلامي وأحدها غار ثور، فأصبح معلما بارزا في ذاكرة التاريخ الإسلامي، حيث يحكي لنا قصة حماية الرسول الأكرم (ص) من كفار مكة في رحلة الهجرة النبوية. ولهذا فإنّ الحجّاج والعمّار والزوار يصعدون ذلك الجبل؛ للاطلاع على الغار ومشاهدته.