كما أن الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء ويصنعه ويستهكله مسؤولة عن ثُلث انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ودعا دول العالم إلى اعتماد «أنظمة غذائية تحمي كوكبنا وتقيه شرور النزاعات المسلّحة والأوبئة والتغيّر المناخي».
وتهدف القمة إلى إبراز ما تحقق من تقدم في 17 هدفاً للتنمية المستدامة حددتها الأمم المتحدة عام 2015 كقائمة واسعة النطاق «للمهام» ومنها القضاء على الجوع والفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين واتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
وقال غوتيريش، أمام القمة التي انعقدت الخميس عبر الفيديو بسبب ظروف جائحة كورونا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن نظم الغذاء ينبغي أن يدعم صحة ورفاهية جميع البشر ويحمي الكوكب ويعزز الازدهار.
وبعد أن أكد «إطعام العدد المتزايد من سكّان العالم والحفاظ في الوقت عينه على كوكب الأرض أمرٌ ممكن» شدّد على أنه «في كلّ مكان، يجب أن نعزّز النظم الغذائية المحليّة في مواجهة الصدمات الخارجية مثل النزاعات والتغيّر المناخي والأوبئة».
وتابع «ينبغي لنا كمجتمع دولي تغيير نهجنا إزاء عمليات الدعم الزراعي ودعم العمال… نحن في حاجة لإعادة التفكير في رؤيتنا للغذاء وقيمته، ببساطة ليس باعتباره سلعة تخضع للتجارة بل حقاً يتشاركه الجميع».
وترتدي هذه القضية أهمية بالغة إذ يُعتقد أنّ النظم الغذائية مسؤولة عن حوالي ثلث انبعاثات غازات الدفيئة (المسببة للاحتباس الحراري) على الكوكب، في وقت يواصل الجوع مساره التصاعدي.
فقد أظهر تقرير للأمم المتّحدة أنّ 811 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع، في حين يبلغ عدد الذين لا يمكنهم الحصول على طعام صحّي 2.7 مليار شخص.
وجاء في تقرير للأمم المتحدة قُدم إلى المشاركين في القمة أن معدلات الجوع وسوء التغذية على مستوى العالم ارتفعت بنحو 118 مليون شخص لتصل إلى 768 مليوناً، بعد أن ظلت ثابتة دون تغيير لخمس سنوات. ومعظم هذه الزيادة بسبب وباء كورونا.
وطبقا لمؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، ارتفعت أسعار الغذاء في الأسواق العالمية بنحو 33.9 في المئة على أساس سنوي في يونيو/حزيران. من جانبه أعلن البيت الأبيض في بيان أن الولايات المتحدة تعهّدت خلال القمّة «وضع حدّ للمجاعة ولسوء التغذية» في العالم من خلال «استثمار مُبرمج على مدى سنوات عدّة تزيد قيمته على عشرة مليارات دولار ويرمي إلى تسريع التحوّل في النظم الغذائية».