وقد خدمت فلورنس ريغني الملقبة بـ"سي سي" أكثر من 70 عاما ممرضة في مستشفى "ملتيكير تاكوما العام". وبدأت "سي سي" حياتها المهنية ممرضة في غرفة العمليات، عندما كان البنسلين حديث العهد في عالم الرعاية الصحية.
ومنذ ذلك الحين، حصلت الممرضة المتفانية على "فترات راحة" قليلة جدا من عملها، وأخذت استراحة أو اثنتين فقط لرعاية أطفالها، إضافة إلى محاولة واحدة غير ناجحة للتقاعد، استمرت ستة أشهر فقط منذ أكثر من 30 عاما.
ونقلت "كينغ تي في" عن "سي سي" قولها إنها لا تحب الجلوس، و"يجب دائما أن أفعل شيئا. هذه هي طبيعتي. لا أعرف بالضبط ما الذي جعلني أرغب في أن أصبح ممرضة، لكنه شيء كنت أرغب دائما في القيام به. أحب التفاعل مع المرضى وتقديم المساعدة لهم قدر المستطاع ".
فلورنس معروفة بين أقرانها بأنها تريد المساعدة دائما، وهي حريصة على النشاط المستمر، وتمشي خمسة كيلومترات أو أكثر بشكل منتظم.
رئيسة مستشفيات "ملتيكير تاكوما"، لورين دريسكول، تقول إن بعض زملاء فلورنس "كانوا يمزحون بأنهم مضطرون إلى الركض لمواكبتها"، وأنها في نظرهم ممرضة متفانية ومصدر إلهام لهم وللمجتمع، من خلال "التفكير في آلاف الأرواح التي اعتنت بها ".
وقالت ريغني إن أكبر تغيير شهدته خلال جميع سنوات خبرتها في مجال الرعاية الصحية هو مقدار الوقت الذي يقضيه المرضى في المستشفى بعد إجراء الجراحة، إذ كانوا يمكثون بمعدل 10 أيام أو أكثر، أما الآن فيعود معظم المرضى إلى منازلهم بعد أيام قليلة فقط.
ورغم التقدم الكبير الذي شهده قطاع الرعاية الصحية على مدى عقود من خدمة ريغني، لكنها تقول إنها كانت قادرة على "المواكبة" من خلال الحفاظ على عقل متفتح.
وتؤكد ذلك من خلال نصائحها للممرضات والممرضين الأصغر سنا، بقولها: "لا تظنوا أبدا أنكم تعرفون كل شيء"، ويجب أن "تكونوا منفتحين دائما، فأنتم لا تتوقفون عن التعلم أبدا."
ويخطط المستشفى الذي تقاعدت منه "سي سي" لتكريم إرثها وتفانيها في عملها، من خلال إنشاء منحة دراسية باسمها لممرضاته وموظفيه المهتمين بمتابعة دراستهم، وفق قناة الأخبار المحلية.