البث المباشر

شرح فقرة: "وتكفيني همّ من أخاف همّه، وعسر من أخاف عسره، وحزونة من أخاف حزونته..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:38 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "وتكفيني همّ من أخاف همّه، وعسر من أخاف عسره، وحزونة من أخاف حزونته..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 19

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ (دعاء علقمة او صفوان)، وهو دعاء يتلى بعد زيارة الامام علي(ع) وزيارة الامام الحسين(ع) وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا من ذلك الى مقطع خاص بشدائد قارئ الدعاء الفردية، حيث يتوسل المقطع بمحمد(ص) وآله عليهم السلام بقضاء حوائجه ومنها هذه العبارات (وتكفيني المهم من اموري) الى ان يقول (وتكفيني هم من اخاف همه وعسر من اخاف عسره، وحزونة من اخاف حزونته).

ان هذه السلسلة من التوسلات تظل لها فاعليتها ومشروعيتها دون ادنى شك، حيث المحنا في لقاءات سابقة الى ان الشخصية في الغالب الا من بلغ ذروة الاعيان تحتاج الى توازن داخلي خال من شدائد الامور حتى تستطيع ممارسة وظيفتها الخلافية في الارض بنجاح.

والمهم الان هو متابعة هذه التوسلات الفردية وفي مقدمتها العبارة المتوسلة بالله تعالى (بحق المعصومين عليهم السلام) ان يكفي قارئ الدعاء هم من يخاف همه، فماذا نستلهم منها؟

ان الفقرة المذكورة تتوسل بالله تعالى بان يكفي قارئ الدعاء هم من يخاف همه، والسؤال الان هو ان قارئ الدعاء لابد وان يتذكر بانه توسل بالله في فقرات سابقة ان يكشف عنه الهم والهم والغم والكرب، لذلك قد يستغرب تكرار هذه الشدة وهي الهم، هنا، وحينئذ لابد له ان يتساءل عن سر ذلك، بخاصة اننا طالما اشرنا الى ان النصوص الشرعية لا تكرر الموضوعات في نص واحد، بل لابد وان تكون هناك فوارق في الموضوع لان المعصوم(ع) هو معصوم من الخطأ والفضول في الكلام ايضاً لذلك نتساءل ونحن نعنى بقراءة الادعية والتدقيق في مضموناتها حتى نكون على وعي بدلالتها نتساءل عن سبب تكرار العبارة المشيرة الى الهم؟

والجواب الان هو: ان الهم المتكرر في هذه العبارة التي لاحظناها هو هم يتأتى من مصدر غير قارئ الدعاء بينما الهم السابق عليه هو مطلق الهم سواءاً أكان فيه او غيره أي سواء أكان الهم نتيجة شدائد ذاتية كالافلاس مثلاً او نتيجة نزول شدة عليه من الغير كمن طولب بقضاء دينه مثلاً وقد يتساءل قارئ الدعاء ما هو الفارق بينهما؟

الجواب هو: ان الله تعالى يلهم عباده بان يتوسلوا به على شتى المستويات والصعد من الشدائد ان رحمته تعالى لعبده وتدليله اياه يسمحا له بان يعرض كل ما يعنيه من الامر سواء أكان لسبب تصرفه الشخصي او لسبب ايذاء الغير لذلك فان فقرة الدعاء المتوسلة بالله تعالى بان يكفي قارئ الدعاء هم من يخاف همه، أي هم من يطالبه مثلاً بقضاء دينه وهو لا يستطيع ذلك وبذلك يكون توسله هنا بسبب من احراجه امام الآخر من الناس كما هو واضح.

يبقى بعد ذلك ان نذكرك ايضاً بما سبق ان اوضحناه لك في لقاء سابق بالفارق بين الهم والغم وسواهما من المصطلحات التي ترد في الدعاء لذلك نقول مكرراً ان الهم مصطلح يعني الشدة التي يقدر البشر على التخلص منها كالافلاس كما قلنا بينما الغم ما لا يقدر عليه كموت العزيز على الشخصية مثلاً بالاضافة الى فوارق اخرى نعرض لها في حينه ان شاء الله تعالى.

والمهم هو ان قارئ الدعاء بعد ان يتوسل بالله بان يكفيه هم من يخاف همه يتوسل به تعالى بان يكفيه شدة اخرى هي او عسر من أخاف عسره هنا ايضاً نتوقع من قارئ الدعاء ان يعرف دلالة مصطلح العسر والفارق بينه وبين الهم وهذا ما نحدثك به في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.

اما الان فحسبنا ان نتوسل بالله تعالى ان يكفينا جميعاً شدائد الحياة باسرها وشدائد الاخرة ايضاً وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة