البث المباشر

شرح فقرة: "أسألك أن... تكفيني المهم من أموري"

السبت 9 إبريل 2022 - 15:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 16

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ (علقمة او صفوان) وهو الدعاء الذي يتلى بعد زيارة عاشوراء حيث قدمنا في لقاءات سابقة مقاطع متسلسلة منه، ونقدم الجديد منها، وهو المقطع البادئ بقوله(ع) (أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد)، الى ان يقول (وتكفيني المهم من اموري وتقضي عني ديني، وتجيرني من الفقر، وتجيرني من الفاقة).

هذا المقطع من الدعاء يتضمن كما هو واضح مجموعة من الحاجات التي يتوسل الدعاء بالله تعالى بان يرفعها عن القارئ للدعاء، وهي حاجات يغلب عليها الجانب المادي كالدين والفقر والفاقة من حيث التوسل به تعالى بان يحقق لقارئ الدعاء اشباعاً لها والبعض الاخر يجسد حاجات عامة مع ملاحظة ان الحاجات النفسية سبق وان طرحها الدعاء ايضاً في مقطع سابق ويعنينا الان ان نحدثك عما عرضه المقطع الحالي فنقول .. ان الانسان بطبيعته او تركيبته يتطلع الى اشباع حاجاته المادية والنفسية فضلاً عما هو الاهم منها وهي حاجاته العبادية بيد ان الحاجات العبادية لا يمكن لها ان تشبع الا من خلال حدوث توازن داخلي للشخصية أي ان الشخصية اذا لم تشبع حاجاتها المادية والنفسية فمن الممكن الا توفق الى اشباع حاجاتها العبادية كالزهد او الطاعة بعامة او التقى او ممارسة ما هو شديد او مرهق من الاعمال العبادية ذات الطابع الحركي او حتى ما هو المطول مثلاً من الاعمال اللفظية كقراءة الادعية والاذكار ونحوهما.

المهم في ضوء ما تقدم ان الشخص بحاجة الى ان تتخلص من شدائد الحياة حتى يمكنها ان توفق الى ممارسة الطاعة بنحوها المطلوب لذلك نجد ان الادعية طالما تعرض قوائم الحاجات لقارئ الدعاء كالتوسل بالله تعالى بان يقضي دين الشخصية او فقرها ونحو ذلك، وهذا ما لاحظناه في مقطع الدعاء ونحاول ان نحدثك عن كل منها.

الشدة الاولى التي توسل قارئ الدعاء برفعها هي الدين.

ولعلك تتساءل عن معرفة ما ينطوي الدين عليه من الشدائد، لذلك نقول ان الدين كما وردت النصوص الشرعية بشأنه هو هم في الليل وذل في النهار ومعنى ذلك انه ذل في النهار لان صاحبه يواجه دائنيه مثلاً فيتحسس الذل تبعاً لذلك، بصفته انه عاجز عن ادائه اما انه هم في الليل، فلان المديون يظل متوتراً من جراء تفكيره بالدين وكيفية قضائه ومواجهة دائنيه.

لذلك فان شدة المواكبة للدين تظل من الخطورة بمكان كبير بخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان المدين من الممكن في اية لحظة بان يفارق الحياة ويظل الدين في رقبته وهو امر شديد الخطورة.

ومما يزيد الدين هموماً وخطورة ان الحقوق التي تلزم بها الشخصية تتعلق حيناً بالله تعالى مباشرة وحيناً اخر بالبشر وقد وردت النصوص الشرعية ان الله تعالى يغفر ذنوب الشخصية اذا كان الحق المتعلق من ذلك هو لله تعالى ولكن حقوق الاخرين لا مجال للتجاوز عنها الا في حالة ما اذا تنازل الدائن عنها، وهذا ما يقلق المدين.

يضاف الى ذلك ان الدين لا يكشف مشروعية دائماً ولذلك ورد عدم جواز الاستدانة من الاخر اذا لم تكن الحاجة ملحة.

وفي ضوء هذه الحقائق جميعاً نتبين بوضوح سبب ملاحظتنا لغزارة ما يرد من التوسل بالله تعالى بان يقضي دين الشخصية.

وهذا فيما يتصل باحدى الحاجات المادية والتوسل برفعها واما الشدة الاخرى فهي ظاهرة الفقر حيث ورد التوسل بالله تعالى برفعه ايضاً وهو ما نحدثك عنه لاحقاً ان شاء الله تعالى.

ختاماً نتوسل بدورنا بالله تعالى ان يرفع عنا الشدائد جميعاً وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة