البث المباشر

شرح فقرة: "وباسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين وبه أبنت فضلهم من فضل العالمين"

السبت 9 إبريل 2022 - 15:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 14

 

نحن الان مع الدعاء الموسوم بدعاء (علقمة او صفوان)، وهو الدعاء الخاص بقراءته بعد زيارة الامام علي(ع) في الزيارة التي يطلق عليها بالزيارة السادسة حيث امر الامام الصادق(ع) بهذه الزيارة ثم بزيارة الحسين(ع) بزيارة عاشوراء ثم الدعاء المذكور وقد قدمنا لكم في لقاءات سابقة جملة مقاطع منه ونواصل حالياً مقطعاً آخر.

واذا كنت متابعاً لاحاديثنا عن هذا الدعاء، فستتذكر اننا حدثناك عن مقطع يتوسل بالله تعالى بان يرفع عنا مختلف الشدائد بحق الخمسة المعصومين وهم محمد(ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، حيث وقفنا عند فقرة تقول وبأسمك الذي جعلته عندهم، ثم تقول وبه خصصتهم دون العالمين، وبه ابنت فضلهم من فضل العالمين، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعاً اسألك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تكشف عني. نحاول ان نحدثك عن هذا القسم من الدعاء في لقائنا الان ولنبدأ به.

في لقاء سابق اوضحنا ما تعنيه العبارة القائلة وبأسمك الذي جعلته عندهم حيث قلنا انها تعني الاسم الاعظم لله تعالى، حيث لا نتخيل مدى قدسيته وخطورته مما يعني انه تعالى منحهم عليهم السلام اعظم المنزلة، وها هو الدعاء يبين لنا جانباً من ذلك فيقول وبه خصصتهم دون العالمين، وبه ابنتهم وابنت فضلهم من فضل العالمين حتى فاق فضلهم فضل العالمين، هذه الفقرة من مقطع الدعاء تتطلب مزيداً من التوضيح بلا ادنى شك ... فماذا نستخلص منها؟

اولاً نعتزم لفت نظرك الى كلمة اسم الله تعالى حيث قلنا انها تعني الاسم الاعظم لكن في الآن ذاته ينبغي ان نضع في الاعتبار ان النصوص الشرعية كتاباً وسنة تحفل بنكات بلاغية كثيرة منها تعدد التأويل او الدلالة أي من الممكن ان يستلهم قارئ الدعاء اكثر من دلالة حينما يخطر على ذهنه مصطلح وباسمك الذي جعلته عندهم فهناك كما قلنا نحتمل ان يكون المقصود من ذلك الاسم الاعظم حيث ان السياق يتحمل ذلك بصفة انه تعالى عندما يمنح اسمه للمعصومين عليهم السلام انما يمنحه بصفته الاسم الاعظم الذي لا تتوقع خطورة تعلوه لكن في الآن ذاته كما قلنا حينما نتابع فقرات الدعاء الاخرة يمكننا حينئذ ان نحتمل دلالة جديدة حينما نستمع الى العبارة القائلة وبه ابنتهم وابنت فضلهم من فضل العالمين ... فما هي هذه الدلالة؟

في تصورنا ان الاسم الاعظم بما انه يتسم في قدسيته وعظمته الى ظواهر متنوعة حينئذ فان بعظمته وقدسيته أي اسم الله تعالى، نتداعى باذهاننا الى مظاهر منها ما نلاحظه في عبارة انه تعالى ابان بهذا الاسم فضل المعصومين عليهم السلام ومما لا شك فيه، ان التبين او التوضيح لفضل المعصومين عليهم السلام لابد وان يتم من خلال ما يلاحظه الاخرون من فضل، وبما ان الاخرين هم دون درجتهم عليهم السلام حينئذ فان استيعابهم لمعرفة فضل المعصومين عليهم السلام لابد وان يتم من خلال تصور خاص هو ان رعاية الله تعالى وفضله وعنايته بسلوك هؤلاء المعصومين الذين اطاعوا الله تعالى بنحو لا يصل اليه الآخر، هذه العناية من الله تعالى بهم جعل الآخرين مدركين لعظم منزلة المعصومين عند الله تعالى.
والسؤال الآن كيف اوضح لنا الدعاء بان الله تعالى جعل فضلهم عليهم السلام يفوق الاخر؟ هذا ما نوضحه الان ايضاً.

تقول العبارة حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعاً، ان هذه العبارة تحتل اهمية كبيرة الى درجة ان الله تعالى من خلال الاسم الاعظم او الاسم المتمثل في عنايته تعالى بهؤلاء المعصومين عليهم السلام جعلهم يفوقون العالمين جميعاً ترى ماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟

مما لا شك فيه ان معرفة الله تعالى سلفاً بما سيسلكه المعصومين عليهم السلام من حيث ممارسة الطاعة المتميزة عن سواهم تماماً كتميز رسالة محمد(ص) على الانبياء جميعاً عندئذ فان محمداً(ص) وعترته التي تمثل الامتداد له تظل من حيث فضلها فائقة على فضل العالمين جميعاً ما دامت رسالة الاسلام هي خاتمة الرسالات وما دام محمد(ص) هو خاتم الانبياء وما دام المعصومون عليهم السلام هم الامتداد لمحمد(ص).

اذن تبين لنا ما تعنيه هذه العبارات المشيرة الى ان محمداً(ص) والمعصومين عليهم السلام يحتلون منزلة وفضلاً يفوق منزلة وفضل الاخرين.

والمهم هو ان يوفقنا الله الى ان نلتزم بمبادئهم عليهم السلام وان نمارس وظيفتنا العبادية التي خلقنا الله تعالى من اجلها وان نتصاعد بها الى النحو المطلوب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة