البث المباشر

شرح فقرة: "يا كافي المهمّات، يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء في السماوات والأرض"

السبت 9 إبريل 2022 - 15:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 10

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بدعاء علقمة او صفوان، ونعني به الدعاء المشهور الذي يقرأ بعد زيارة عاشوراء المشهورة، حيث قدمنا مقاطع متسلسلة منه، ونتقدم الان بمقطع جديد ورد فيه (يا كافي المهمات، يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء في السماوات والارض)، هذا المقطع مع كونه قصيراً يتألف من عبارتين او جملتين احداهما مجملة او عامة هي (يا كافي المهمات)، والثانية مفصلة للجملة الاولى وهي (يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء).

فنقول مع ان هذا المقطع يتألف من عبارتين الا انه يحفل بثروة معرفية او توحيدية توضح فاعلية وقدرة الله تعالى، وانعدام الفاعلية لسائر القوى المخلوقة.

اذن لنتحدث عن هذا الموضوع ونبدأ بتوضيح العبارة الاولى وهي يا كافي المهمات.

قد تبدو هذه العبارة واضحة ونعني بها يا كافي المهمات، ولكنها مع ذلك فان القاء الاضاءة عليها سوف يرفدنا بمعرفة اكثر ثراءاً لا شك ولعلك على معرفة بان المقصود من كلمة المهمات في عبارة يا كافي المهمات هو مطلق الشدائد او الحاجات او اية مواقف تتسم بالاهمية سواءاً كانت الاهمية ذات صلة بشدائد الحياة او ذات صلة بما هو يحمل الاهمية من مختلف شؤون الحياة واذا كان الامر كذلك حينئذ نتساءل ماذا نستلهم من عبارة يا كافي المهمات؟

الذي نعتقده هو اننا نستخلص من العبارة المذكورة ان الله تعالى يكفينا من كل شديدة تلم بنا، بحيث يتفضل برعايته لعباده ويكفيهم الشرور او الشدائد.

هذا هو احد وجوه الاستخلاص، وماذا عن الوجه الاخر؟

في تصورنا ان الوجه او الاستخلاص الاخر هو ان طبيعة حياة الناس تقترن حيناً بالشدة وحيناً بما هو ذو اهمية في اشباع حاجاتهم او تنظيم امورهم او استمرارية حياتهم وحينئذ فان الذي يتكفل بعملية الاشباع لحاجات عباده او تنظيم امورهم او استمرارية ممارستهم ووظيفتهم العبادية في الحياة التي خلقوا من اجل ممارسة العمل العبادي او الخلافي، نقول:

الذي يتكفل بتسديد ذلك من حيث اقترانها بالصعوبة او بعدم القدرة او المهارة الذهنية للبشر في تنظيم امورهم هو الله تعالى انه تعالى يكفيهم في جميع المهمات التي تواكب حياتهم.

ان الله تعالى حينما يكفي المهمات كما هو صريح العبارة التي حدثناك عنها هذه المهمات تنحصر فاعليتها في عظمة الله تعالى وقدرته اللامحدودة أي المطلقة ولكن حيال ذلك من الممكن ان يتخيل المنعزلون عن الله تعالى ان غيره تعالى يستطيع ان يسد الحاجات او المهمات المذكورة لذلك فان العبارة الثانية من مقطع الدعاء تتكفل بالرد على التخيل المذكور، فتقول ولا يكفي منه شيء، أي ان أي شيء آخر لا يقدر البتة بان يحقق الكفاية أي ما يكفي ويغني من الاشياء ما لم يقترن بمشيئة الله تعالى، وهذا هو احد الاستخلاصات.

ولكن ثمة استخلاص اخر هو ما نبدأ بتوضيحه الان.

الاستخلاص الاخر لعبارة ولا يكفي منه شيء في السماوات والارض هو ان كل ما في السماوات والارض أي الوجود او المخلوقات الكونية جميعاً لا يمكن ان تحقق كفايتها دون الله تعالى.

هنا نلفت نظرك الى نكتة مهمة هي ان التصريح بكل من السماوات والارض له نكته المتمثلة في ان كفاية الله تعالى لعباده او عدم استغناء العباد او المخلوقات الاخرى عن كفايته تعالى، هذه الكفاية تفيد الحصر او التجاوز لما في التجربة الارضية الى السماوات ايضاً أي سائر مخلوقاته تعالى.

هذا من جانب، واما من جانب آخر فثمة نكتة هي هذا التقابل او المقابلة بين العبارة الاولى يا كافي المهمات وبين العبارة الثانية يا من لا يكفي منه شيء فالاولى تقول انه تعالى هو المصدر الوحيد لـ الكفاية والاخرى تقول ان غير الله تعالى لا يكف منه شيء أي التقابل بين الله تعالى وبين الغير من جانب والتقابل بين السماوات والارض من زاوية حصر المخلوقات من جانب آخر يخلع مزيد من الاهمية على الظاهرة المذكورة.

ختاماً نسأله تعالى ان يرعانا بعنايته غير المحدودة وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة