البث المباشر

اهتداء المهندس محمد سليم عرفة وأبوالقاسم محمد أنور كبير

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 10:31 بتوقيت طهران

السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته.. تحية مباركة نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج ونحن ننقل لكم اثنتين من قصص الذين هداهم الله عزوجل إلى دينهم الحق ببركة الإستنارة بضياء مصباح الهدى المحمدي الإمام أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه – تابعونا على بركة الله.

في القصة الأولى المنشورة في الجزء الثالث من موسوعة (من حياة المستبصرين) نلتقي أيها الإخوة والأخوات بشاب سوري أكرم الله مجاورته لمرقد عقيلة الهاشميين مولاتنا الصديقة الصابرة زينب الكبرى – عليها السلام – فكان أن رتب الله تبارك وتعالى، أمر إطلاع هذا الشاب على خطبة السيدة زينب – سلام الله عليها – في مجلس الطاغية يزيد، فهزته من الأعماق، وأوقدت فيه شعلة طلب الحق فطفق يبحث عنه، وكانت الإنطلاقة من واقعة الطف والملحمة الحسينية.
 

إسم هذا الفتى هو محمد سليم عرفة، من مواليد العاصمة دمشق سنة ۱۹٦٥ ميلادية، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة مساعد مهندس في مجال الهندسة الإلكترونية، عن بداية رحلته لمعرفته الحق، يقول الأخ محمد سليم عرفة:
(كنت أتردد منذ صغري على المساجد وحلقات الدرس الدينية مما سمح لي بدراسة الفقه على أيدي عدة من مشايخ دمشق، وكنت مهتماً بدراسة الأديان السماوية ومناقشة البعض من معتنقيها، كما كنت مهتماً بالبحث حول الخلافات الدينية).
وعن بداية تعرفه على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) يقول الأخ محمد سليم: (عملت لدى خال لي عنده مكتب عقاري، ومن خلال عملي في هذا المكتب كنت أصادف بعض رجال الشيعة الوافدين من القطر العراقي الشقيق لزيارة السيدة زينب وقد كان المكتب العقاري في منطقة قريبة من كراج انطلاق السيارات المتوجهة للسيدة زينب.
 

لذلك كان يتردد الكثير منهم لإستئجار بيوت قريبة من هذه المنطقة فيدخلون هذا المكتب ليسألوا عن البيوت، وقد كلمني أحدهم وكان قادماً إلى المكتب ليستأجر داراً للسكن، فأخبرني أنه يدرس في الحوزة، ولم أكن قد سمعت بهذا التعبير من قبل، فسألته: ماذا تعني (الحوزة) فوضح لي وسألني ماذا أعرف عن الشيعة... فقلت له: لا أعرف إلا أنه مذهب من المذاهب الإسلامية، وأنهم يقدسون سيدنا علياً (رضي الله عنه) وأهل بيته ويرون أنه أفضل من كل الصحابة.
 

هذا ما أخبرته به فقط مع أني كنت أخفي في قراره نفسي ما كنت أسمعه من مشايخي ومن العوام من تشنيع على الشيعة وذلك منعاً للإحراج).
وهكذا يتضح، إخوة الإيمان أن أخانا محمد سليم عرفة كان متأثراً بافتراءات الوهابية على أتباع مدرسة أهل البيت _عليهم السلام_ الأمر الذي كان يحجبه عنهم، ولكن كيف أزال الله عزوجل هذه الغشاوة وعرفه بحقيقة مذهب أهل بيت النبوة _عليهم السلام_؟
نستمع الإجابة من الأخ محمد سليم حيث يتابع نقل قصته قائلاً:
(وفي هذه الفترة جلب لي شقيقي كتاب [المئة الأوائل من النساء] وقد كان قد قرأه واستوقفته خطبة السيدة زينب (عليها السلام) وهي في بلاط الطاغية يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان وذلك بعد واقعة كربلاء، ولم أكن أعلم عن هذه الحادثة شيئاً، ولم أسمعها من أحد من قبل، رغم أني كما قلت سابقاً كنت ومنذ طفولتي أتردد إلى المساجد وأحضر حلقات الدروس، ولكن لم أسمع عن هذه الحادثة شيئاً وقد علمت بعد ذلك أن ما كنت أقرؤه كانت كتباً موجهة تحاول أن تمنع أن تصل إلينا مثل هذه الأمور.. وبعد قراءتي لهذه الخطبة حاولت أن أبحث في الكتب عن واقعة كربلاء واندهشت عندما قرأتها في تاريخ الطبري.
 

فسيدنا الإمام الحسين هو سيد شباب أهل الجنة كما جاء في الحديث الشريف وقد قتل هو وأهل بيته وأصحابه في هذه الحادثة أمام أعين المسلمين وسمع الآخرين، وقاتلهم يزيد وجيشه، وهذا الطاغية كان خليفة المسلمين في ذلك الوقت فهذه الحادثة جعلتني أعزم على أن أعرف كيف وصل هذا الطاغية إلى الحكم فتحكم بالإسلام والمسلمين وتجرأ على ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وهكذا بدأت رحلة أخينا محمد سليم عرفة لمعرفة الحق عن طريق المطالعة والقراءة، ففتح الله قلبه وروحه على آفاق رحبة من المعارف الإلهية وجدها في مدرسة الثقلين، كتاب الله وأهل بيت رسوله المصطفى – صلى الله عليه وآله – فانبرى متبرأً من أعداء الحسين وآل الحسين – عليهم السلام – وأعتنق الولاء لهم إذ وجد صدق الولاء لله ولرسول الله – صلى الله عليه وآله -.
 

مستمعينا الأفاضل، ومن سوريا ننقلكم إلى بنغلادش وقصة لإهتداء أحد طلاب الحق للدين الإلهي الحق، وهي مسجلة في الجزء الأول من موسوعة (من حياة المستبصرين) إنها قصة الأخ أبوالقاسم محمد أنور كبير، من مواليد سنة ۱۹۷۰ ميلادية، وهو يحمل شهادتين جامعيتين، الأولى شهادة البكلوريوس في الهندسة الزراعية، والثانية بكولوريوس في العلوم السياسية والثقافة الإسلامية.
كان الأخ محمد أنور متطلعاً منذ البداية للمعارف الإلهية ولذلك سعى إلى طلبها في الجامعة.. لكنه وجد الإختلاف شديداً بين الفرق المسلمين، فأخذ بالبحث المنزه عن التعصبات.. إنضم في بداية الأمر إلى التيار الوهابي متأثراً بشعاراته التي تزعم العودة إلى التوحيد الخالص لكنه لم يجد ضالته في هذا التيار لشدة تعصبه وتكفيره لأهل القبلة، فعاود البحث في تأريخ الإسلام، فكانت واقعة كربلاء وقبلها ما جرى على الصديقة الزهراء _صلوات الله عليها_ بداية الإنطلاقة لمعرفة الحق، يقول أخونا أبوالقاسم محمد أنور كبير بعد استعراض مسهب لتجاربه الفكرية:
 

ومن هذه المسألة ومسائل أخرى كحادثة كربلاء الدامية وظلامة العترة الطاهرة وتغييب آل البيت (عليهم السلام)، تبين لي أن عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين طهرهم الله من الرجس أحق بالخلافة من غيرهم وأن التمسك بغيرهم يأخذ بيد الإنسان إلى الضلال، فلهذا تركت معتقداتي الموروثة وأعلنت استبصاري عام ۱۹۹۱.م في العاصمة "دكا" )
وإلى هنا نصل مستمعينا الأفاضل إلى ختام هذا اللقاء من برنامجكم (بالحسين اهتديت) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة