البث المباشر

قصة الفتى الحلبي فواد العلي وقصيدة المستبصرة الطالبية

الأحد 28 أكتوبر 2018 - 11:43 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في لقاء جديد مع قصص الذين اهتدوا الى معرفة الله و دينه الذي ارتضاه لعباده ببركة الملحمة الحسينية. وقد اخترنا لكم في هذا اللقاء قصة شاب حلبي هداه الله بجميل صنعه وحسن تدبيره ببركة مشهد مقام رأس الحسين عليه السلام في مدينة حلب...

كما نقرأ لكم أبياتا حسينية أنشأتها أختنا الحجازية التي رمزت لنفسها باسم (المستبصرة الطالبية) وفيها أجمل التعبير بلغة الشعر الصادق عن الإهتداء بالحسين عليه السلام كونوا معنا مشكورين.
 

أعزاءنا المستمعين، الأخ فؤاد العلي هو من مواليد مدينة حلب السورية سنة ۱۹۷۷ ميلادية، وقد هداه الله عزوجل لاتباع مدرسة الثقلين سنة ألفين وإثنتين ميلادية وهو ابن خمس و عشرين سنة، وقد كتب قصته مع هذه الهداية الربانية على المواقع الإلكترونية الإسلامية تحت عنوان (من المشهد الى المقتل تشيعت) ويقصد بالمشهد هو المكان المقدس الذي يعرف بمشهد النقطة عند جبل الجوشن في مدينة حلب، وقد أقيم في مكان الصخرة التي وضع عليها رأس الإمام الحسين عليه السلام في مسيرة السبايا الى الشام، فسالت قطرة من دمه الشريف بقي أثرها الى اليوم على الصخرة المحفوظة في هذا المشهد كدلالة إلهية على المظلومية الحسينية.
 

يقول الأخ فؤاد العلي في قصته: كنت ولا أزال من سكان مدينة حلب وتكاد عائلتنا تعتبر من العائلات المحافظة فيها نشأت على أسلوب معين من التربية الإسلامية والولاء للشيخ متدرجا على سلم الأولوية لدى شيخ الحارة، وطبعا شيخ الحارة يتبع شيخ البلد، وذات يوم دعاني أحد أصدقائي إلى الذهاب لأحد المساجد حيث هناك خطيب مفوه سيخطب الجمعة، وفعلا وافقت دون أن أسأل عن ماهية الشيخ أو الخطيب. فحسب علمي كلهم ثقات ولا يخرج من أفواههم إلا الطيبة ونفوسهم ساكنة ومرضية، ذهبنا لحضور الخطبة والصلاة وبدأ الشيخ بحمد الله والثناء عليه وأخذ يتحدث عن صفات المنافقين والمستسلمين وشيئا فشيئا أخذ يلوح على اسم أحد مشايخ المدينة وأنا أعرفه تماما و استرسل في سيل الإتهامات على الشيخ المضمر وازداد حنقي كيف لخطيب يخطب يوم الجمعة يتكلم على شيخ جليل معروف بالوسط العلمائي؟ شعر صديقي أنني تعبت وتأذيت وانتظرت بفارغ الصبر انتهاء الصلاة وخرجت من المسجد كشبيه غريق وأخرج من الماء، وسألت صديقي من هذا الشيخ فقال لي هذا الشيخ محمود فقلت لا توجد أية آثار علة انطباق الإسم على المسمي! ثم سألت صديقي:
ولماذا كان يتحدث بتلك الطريقة عن الشيخ أحمد؟؟
فقال لي صديقي: لأن الشيخ أحمد أعلن تشيعه عبر خطبة له اسمها خطبة عاشوراء، حقيقة أني أعرف الشيخ أحمد تماما، ولكن هذه الخطبةلم أحضرها ولم أسمعها، فقلت لصديقي هل لديك هذه الخطبة فقال لي هي موجودة في الشام وسأعطيك رقم هاتف المؤسسة التي تنسخ هذه الخطبة وتوزعها، فهي هنا بحلب شبه ممنوعة لأنها أثارت الكثير من التساؤلات.
 

المهم أخذت الرقم واتصلت بالمطلوب وأثناء هذه الفترة توجهت للشيخ!! أحمد وسألته هل صحيح ما يقال عنك شيخنا العزيز أنك تشيعت؟
فابتسم الشيخ قائلا كعادته المألوفة: أنا شيعي الهوى سني الولاء، وتبادلنا أطراف الحديث حول بعض مشاكل الشباب، وفي اليوم الثاني وصلت لي الخطبة واستمعت لها فكانت كلمات الشيخ ترن في أذني وهو يخاطب معاوية بعبارته الشهيرة [لك يوم تقف فيه أمام الله يا معاوية] فهذه الكلمة قوية أمام هذا الرجل الذي كنت سابقاً أعتبره صحابيا!!
 

مستمعينا الأكارم، ونبقى مع الفتى الحلبي الأخ فؤاد العلي وهو يتابع نقل قصة إهتدائه الى النهج القويم، ونجد في تتمتها عبرة جميلة، فقد قرر الأخ فؤاد أن يتابع مناقشة الأمر مع الشيخ أحمد نفسه، ولكن الله شاء بحكمته أن تكون إنطلاقته للهداية من مشهد النقطة الحسيني، فرتب الله بحسن تدبيره له الأمر، يقول الأخ العلي في تتمة قصته: أعدت سماع الخطبة مرة ومرات، وأردت الذهاب للشيخ أحمد لمناقشته حول بعض مقاطع الخطبة واستقليت سيارة أجرة كان فيها شخص يجلس بجانب السائق ويضع في حجره كتاب اسمه أبو هريرة …. شدني العنوان وبدل أن اسأل السائق عن وجهته سألت الذي يجلس بجانبه اين وجهتك أخي ؟ فقال الى المشهد، فقلت له أي مشهد؟؟؟ فقال مشهد النقطة مقام رأس الإمام: الحسين عليه السلام شعرت بشعور غريب يلم بي فقلت له هل يوجد مقام للإمام الحسين هنا !!! فقال نعم ألست من أبناء البلد فقلت له نعم ولكن لم أسمع عنه أو أراه، وصعدت السيارة طالبا الذهاب معه معتذرا عن تطفلي، وفعلا وصلنا الى المشهد ونسيت مسألة الشيخ وزيارته وشدني المكان وأرهبني وشعرت بروحانية كبيرة، فسألت الأخ عفوا لو تسمح تذكر أن لي كيف جاء الإمام الحسين إلى حلب، فقال لي هذه القصة طويلة وتحتاج وقتا طويلا ولكن سأختصرها لك بكتاب أعطيك إياه من مكتبة المشهد. فأحضر لي كتاب مقتل الإمام الحسين عليه السلام للخوارزمي، وجلست مع الأخ ساعتين تقريبا ذكر لي بعض النقاط حول مظلومية أهل البيت عليهم السلام، إلا أنني شعرت وكأنني أطلع عليها أول مرة ازدادت دهشتي وتحرك لدي دافع الفضول وطلبت من الأخ التعرف عليه أكثر وتبادلنا عناويننا و أرقام هواتفنا، واستمرت ودامت علاقتنا وتوطدت خاصة بعد اعلاني تشيعي.
 

لقد كان من أسباب وأدلة استبصاري:
أولا: (مظلومية أهل البيت عليهم السلام)
ثانياً: مقتل الإمام الحسين عليه السلام بهذه الوحشية والفظاعة.
ثالثاً: حديث الثقلين الذي بين عزة الإسلام والمسلمين بالأئمة الإثني عشر عليهم السلام.
رابعاً: إهتمام الشيعة بالقرآن الكريم وعلومه.
مستمعينا الأكارم كانت هذه قصة الأخ فؤاد العلي الحلبي التي نشرها تحت
عنوان (من المشهد الى المقتل تشيعت)، ومنها ننقلكم الى لغة الشعر و هي تعبر عن الإهتداء بالحسين عليه السلام.
 

نقرأ لكم قصيدة أنشأت ليلة العاشر من المحرم سنة ۱٤۳۱ للهجرة وفي الساعة الثانية سحراً، وقد أنشأتها أخت كريمة من الحجاز أرض الحرمين الشريفين. هذه الأخت الكريمة التي رمزت لنفسها بأسم (المستبصرة الطالبية) كانت قد إهتدت الى النهج أي حب الحسين عليه السلام.
وقد نشرت قصيدتها في زاوية (مساهمات المستبصرين) في موقع مركز الأبحاث العقائدية؛ وإختارت لها عنواناً تخاطب فيه سيد الشهداء – عليه السلام ، و العنوان هو لولاك يا وجه الإله.
تقول أختنا الطالبية الحجازية في هذه القصيدة المؤثرة:

أظميت حزنك يا حسين معفّر

والدمع وسط محاجري يتحير

هل يستوي ماءاً فيطفيء جمرتي؟

أو من لظاها خافقي يتسعّر

هل يا قتيل الطف ابدأ شقوتي؟

ندباً و لطماً بالدما يتفجر

أنا في هواك غريبة يابن الهدى

فاقبل غريباً في هواك يهجّر

مالي وماللطفّ حتي أنحني

عتبا على عطش نفته الأنهر؟!!

مولاي لا تبدي لوجهي نظرة

بالدمّ ترمقني كأني أنحر!

لولاك يا وجه الإله لما سعي

قلبي لمحراب الطفوف وينفر

قل لي علي أيّ المناظر أرتمي

وأنا اري طفلا ذبيحاً يزهر‼

فوق الكفوف وليثها بدر هوى؟

من فوق عالية البروج فيقمر

أم فوق أبدان تفتّت لحمها؟!

أجري المدامع نادباً يا (أكبر)

أجسادكم للأرض خير مساجد

عجبا برمل الموت كيف تعفّر؟!

والرأس طواّف على مدن الردى

يتلو على الرمح الطويل وينذر

ونساء هاشم في القيود مقادةً

ونساء عتبة في الخدور تسوّر

وعليلهم في القيد ينزف مجهداً

عيناه للرأس المطهّر تنظر

ويزيد يلعب والمجون مثارة

فرحاً وينشد شامتا يتثأّر

ويل لناكت رشفة السبط الذي

كان النبي بمائها يتذفّر

ويل لمن يرضي بذلك طالما

بقيت ليالينا تعود و تظهر

منّي الى النحر الشريف تحية

وعلي الأضالع بالسلام أكرّر

وكذا السلام لفتية عند الحسين

لهم مقام بالفّخار يزوّر

وعلى المحبّ لآل بيت محمد

مني سلام بالولاء يكبّر

مستمعينا الأكارم هذه الأبيات الحسينية واضحة التعبير عن عمق تأثر أختنا الكريمة الطالبية الحجازية بالملحمة الحسينية التي كانت سبب إهتدائها الى معرفة أهل الصراط الإلهي المستقيم محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ونشكر لكم طيب الإصغاء والمتابعة لحلقة اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم و دمتم سالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة